Aug 13, 2020 1:21 PM
خاص

الداخل يترقّب وينتظر..مفاتيح لعبة "التشكيل" في يد الخارج هذه المرة!
فرضُ "الحزب" توجّهاته صعب حتى الساعة في انتظار مآل مساعي ماكرون

المركزية- يسيطر جمود لافت وصمت ثقيل على ضفّة الاتصالات السياسية في اعقاب استقالة حسان دياب. هو واقعٌ لم تعهده الساحة المحلية في السابق، حيث كانت المشاورات والتسريبات والمواقف سرعان ما تنشط وتحتلّ الشاشات واوراق الصحف بينما حبرُ مرسوم قبول استقالة اي حكومة، لم يجفّ بعد! أهي الاستقالة السريعة والمفاجئة لحسان دياب التي فرضت هذا التريّث؟ ام ان الجميع يتهيب الوضع، فيما غبار زلزال المرفأ لا يزال يلفّ العاصمة؟ ام ان القوى السياسية هذه المرة، في موقع "المتلقّي" وتنتظر تلمّس المعطيات الخارجية، قبل ان تخطو اي خطوة؟ هو خليط من كل هذه العوامل، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية". لكن الاكيد ان الترقب هو السمة الابرز، لا بل يشكّل عنوان المرحلة في الداخل. القوى السياسية كلّها، موالية كانت ام معارضة، تنتظر ما ستنتجه حركة الاتصالات الدولية لتبني في ضوئها، "المقتضى" حكوميا. جرت العادة ان يفرض الاقوى في الداخل، اي حزب الله، توجّهه على التكليف والتأليف...  هو كان دائما يفوز في التشكيل. فإما تكون حكومة وحدة وطنية ترضيه حسابيا وعدديا وسياسيا و"سياديا"، والا لا مانع لديه من تجاوز هذه الاعتبارات كلّها، ومن كسر القواعد الميثاقية والتوازنات الطائفية، والذهاب نحو حكومة من لون واحد،  كما حصل ابان تأليف حكومة حسان دياب، تكون تابعة للحزب في شكل كامل، قلبا وقالبا، يغيب عنها نهائيا الصوت الآخر والفريق الآخر.

لكن اليوم، الصورة مختلفة تماما، تضيف المصادر. وضربُ الحزب – والعهد ايضا – ارادةَ القوى "المعارضة" والشارع المنتفض، عرضَ الحائط لا يبدو ممكنا حتى الساعة. فالمجتمع الدولي، بعد كارثة المرفأ، عاد بقوة الى الساحة اللبنانية، ووضعها تحت مجهره. وبحسب المصادر، فإن فرنسا أعلنت مع زيارة ماكرون، ادخال بيروت غرفة العناية الفائقة، تحت رعايتها. وفي رأي رئيسها ايمانويل ماكرون، البلد الصغير يحتضر ولا بد من التحرك سريعا لانقاذه. وللغاية، فهو منذ مغادرته لبنان، لم يقطع حركة اتصالاته لتأمين دواء سريع للمريض المنازع. هو يضغط في الاتجاهات كلّها، وقد اتصل امس بالرئيس الايراني طالبا منه وقف التدخل السلبي في لبنان وتسهيل مهمة التشكيل، كما اتصل بالرئيس الروسي للغاية عينها، في حين تواصل مع رؤساء الكتل البرلمانية الكبيرة ايضا. والهدف واحد: تليين مواقف الجميع ومنعهم من فرض اي شروط تعجيزية، وتأمين ولادة سريعة لحكومة – لا تأبه لشكلها - تحظى بغطاء القوى السياسية، تنكب على الانقاذ.

مساعي ماكرون منسّقة مع الاميركيين، تضيف المصادر، فالجوّ نفسه سيحمله وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل الى المسؤولين اللبنانيين اليوم، لكن مع تشدد اكبر. واشنطن المتمسكة بحكومة تنفّذ اصلاحات وتمثّل تطلعات الشعب المنتفض، تفضّل ايضا حكومة لا يكون حزب الله ممثلا فيها، وتلوّح بعقوبات اضافية على الحزب وعلى حلفائه ايضا في حال لم تذهب الامور "حكوميا" في بيروت، في هذا الاتجاه.

والى حين الاطّلاع بالمباشر على رسالة هيل، وقبل تلمّس الموقف الايراني من مطلب ماكرون (الذي يستعد لزيارة طهران)، ستبقى لعبة التشكيل مجمّدة وضبابية، فمفاتيحها هذه المرة خرجت من جيب القوى المحلية. ويبقى الامل في ان تنتج الحركة الدولية حلا يناسب لبنان ويتلاقى ومطالب الشارع المنتفض، وان لا تفشل المساعي وتُفرمَل، فتتكرر تجربة حكومة دياب ويزداد الوضع اللبناني حراجة اقتصاديا وماليا وسياديا وتتفاقم العزلة الدولية والعربية للبنان...اذ ستكون هذه النهاية على الارجح...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o