Aug 13, 2020 1:40 PM
صحة

حسن يعرض مع وفد تركي إطلاق مستشفى الطوارئ في صيدا
توبالوأغلو: أردوغان مهتم بافتتاحه.. ومؤهّل للخدمة في فترة قصيرة

المركزية- عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن اجتماعاً مع الوفد التركي الذي يزور لبنان للبحث في إطلاق العمل بالمستشفى التركي في صيدا المتخصص بالطوارئ ومعالجة الحروق.

ورأس الوفد نائب رئيس لجنة سياسات الصحة والغذاء في الجمهورية التركية سركان توبالوأغلو في حضور السفير التركي هاكان تشاكل، ومشاركة المدير العام للعلاقات الخارجية في وزارة الصحة التركية سلامي كيليش، ومساعد المدير للخدمات الصحية العاجلة أراي تشينار، وسائر أعضاء الوفد المرافق.

حسن: ولفت الوزير حسن خلال الاجتماع إلى "أهمية تفعيل التعاون في المجال الصحي بين لبنان وتركيا، بحيث يشمل المنتجات الطبية واستيراد الأدوية التركية إلى لبنان، والبدء باستثمار مستشفى الطوارئ التركي في صيدا المُنشأ منذ العام 2010".

وتابع "الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً قبل شهر ونصف الشهر بدعم إطلاق الأعمال في المستشفى، من خلال تخصيص حوالى سبعة مليارات ليرة لبنانية"، مشيراً إلى أنه تبلغ "في اتصال هاتفي أجراه مع وزير المال غازي وزني أن هذا المبلغ سيحول للمستشفى في خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، على أن يتم تخصيصه للاستشفاء واستقبال المرضى وتسديد الفواتير على نفقة وزارة الصحة".

وشدد حسن على أن "الأوضاع الحالية تحتّم الاهتمام بزيادة عدد الأسرّة أولاً بسبب خروج أربع مستشفيات عن العمل كلياً نتيجة انفجار المرفأ، وثانياً بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا".

وتوجّه إلى الوفد التركي بالشكر "باسم الشعب اللبناني والنازح السوري واللاجئ الفلسطيني وكل من يستطيع الاستفادة من خدمات هذا المستشفى المتميز في موقعه في الجنوب".

توبالوأغلو: من جهته، نقل رئيس الوفد التركي "الاهتمام الخاص الذي يبديه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدولة اللبنانية"، مشيراً إلى أنه "يتابع الملف اللبناني شخصياً ويقدّم تعازيه للشعب ويريد أن يتخطى لبنان هذه المرحلة في أسرع وقت ويلقى الجرحى الشفاء. ولذلك سارع إلى إرسال نائب الرئيس التركي ووزير الخارجية لزيارة لبنان، وتم فتح مرفأ مرسين ليقدّم الخدمات للشعب في انتظار عودة مرفأ بيروت إلى سابق عهده".

وأضاف "بتعليمات من الرئيس التركي تم تقديم كل الإمكانات لمساعدة الشعب والمساهمة في عمليات الإنقاذ من خلال منظمات الإغاثة وهيئة الكوارث والهلال الأحمر التركي. كما تم تقديم مساعدات طبية فورية للإغاثة وأربعمئة طن من القمح".

وتناول موضوع المستشفى التركي في صيدا، فلفت إلى أنه "يتضمّن مئة سرير، وكلف 17 مليون دولار، وافتتحه الرئيس إردوغان خلال زيارته لبنان عام 2010، ولكنه بقي مقفلاً لأسباب معروفة، ما يزعج الرئيس التركي الذي كان يريد أن يستقبل المستشفى جرحى الانفجار ويكون في خدمة الشعب اللبناني".

وأوضح توبالوأغلو أنه "حصل تقييم للأجهزة الموجودة، وتبيّن أن المستشفى مؤهّل ليكون في فترة قصيرة في خدمة الشعب"، آملا ً"التوقيع على بروتوكول خلال أربع وعشرين أو ثمان وأربعين ساعة لإعادة تشغيل المستشفى".

وأعلن أنه "مسؤول عن الأعمال الصحيّة كافة في وزارة الصحة في تركيا وطبيب الرئيس التركي وهذه هي مهمته الأولى إلى الخارج كممثل للرئيس، ما يدل على الأهمية التي يعلّقها أردوغان على هذا الأمر". وشكر توبالوأغلو الوزير حسن على تدخله لمعالجة مشكلات مزمنة كانت تحول دون بدء العمل في المستشفى، مبدياً ثقته بأن هذه الجهود "ستثمر افتتاحاً قريباً للمستشفى".

زيارة ميدانية... بعدها، تفقد الوزير حسن مع الوفد "المستشفى التركي للحروق" شمالي مدينة صيدا، حيث كان في استقبالهم رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ومدير المستشفى غسان دغمان.

وبعد جولة في أرجاء المستشفى رحّب حسن بالوفد التركي الصديق، وقال "جئنا في زيارتنا الميدانية لنبدّد معاً كل العراقيل والمطبّات اللوجستية. وأستطيع القول إنه في ظل الانفجار الأليم الذي حصل في مرفأ بيروت ووصل صداه إلى جميع الأصدقاء في العالم يزور الوفد التركي المستشفى الذي بني عام 2010 وبمتابعة مباشرة حينها من الرئيس اردوغان".

وتابع "الاهتمام المباشر للرئيس التركي وممثله الخاص للشؤون الصحية يدل على مدى اهتمام تركيا بمساعدة لبنان والشعب اللبناني والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين. للأسف نحن نشهد بحسرة وألم ان يكون لدينا مستشفى مجهّز بهذه التجهيزات المتقدمة وبهذه الهيكلية التي قلّ نظيرها في لبنان والمنطقة ولم يصل بعد الى مرحلة التشغيل واستقبال المرضى منذ عشر سنوات. مشكلتنا في لبنان، اننا نغرق في التفاصيل، وننسى العنوان والرسالة وان هذه الدول الشقيقة والصديقة تقدم من قلبها ومن روحها لتوطيد الصداقة والمحبة ما بين المجتمع اللبناني وكل الدول في العالم، أتمنى من خلال هذه الزيارة واؤكد اننا سنحرص حرصاً مشتركاً على ان تنطلق الاعمال لاستقبال المرضى قريباً. لن نحدّد سقفاً زمنياً، ولكن نؤكد انه في ظل خروج أربع مؤسسات استشفائية عن العمل في منطقة الانفجار ومع التفشي المتمادي وصلنا إلى الذروة في إصابات كورونا. نحن في أمسّ الحاجة لرفع عدد الأسرّة لاستقبال المرضى والمصابين من الجنوب وصولاً إلى العاصمة".

وشكر سيركان والوفد المرافق على "كل هذا الاهتمام والعاطفة والمحبة التي ابدوها من خلال زيارتهم الميدانية واهتمامهم المباشر لتفعيل وتجهيز المستشفى في اقرب وقت ممكن".

من جهته، قال الممثل الخاص للرئيس التركي "اخواننا واعزاؤنا اللبنانيون عاشوا حادثة أليمة الأسبوع الماضي، نقدّم التعازي بالشهداء الذين فقدناهم في الانفجار ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى. بعد حصول الانفجار الأليم استنفرت الدولة التركية كل إمكاناتها لتقف الى جانب اللبنانيين، هيئة الاغاثة التركية والهلال الأحمر التركي ومؤسسة "تيكا" تواجدوا بكل إمكاناتهم لمساعدة الشعب".

وأضاف "هيئة الإغاثة التركية والهلال الأحمر التركي شاركا في أعمال البحث عن الجثث الموجودة في مرفأ بيروت، ووزارة الصحة التركية أرسلت مساعدات طبية. وبعد الانفجار وبتعليمات من الرئيس التركي زار لبنان نائب الرئيس ووزير الخارجية، وانا جئت ممثلا لرئيس الجمهورية. عقدنا لقاء مع الوزير حسن قبل قدومنا الى المستشفى، وكان الموضوع الأساسي في الاجتماع المستشفى، ومن المؤسف ان يبقى مغلقاً لعشر سنوات. الرئيس كان مستاءً جداً أن يكون المستشفى مغلقاً بعد الانفجار وعدم استقباله لمرضى "كورونا" وأعطى تعليماته بأن يفتح في أسرع وقت. ولذلك تم تكليفي مع الوفد لزيارة لبنان".

وتابع "كانت هناك أسباب لعدم افتتاحه لكنها ليست صعبة، والوزير ورئيس البلدية عملا على تجاوز هذه العراقيل، وزاره وفد من وزارتي الصحة التركية واللبنانية قبلنا، وأصبح هناك تفاهم على نقاط مشتركة عن كيفية الافتتاح. قمنا بجولة في ارجاء المستشفى ونحن نفتخر بهذا الصرح الذي انشأته الدولة التركية لأنه مميز جداً".

وختم "سنقوم بواجباتنا ليس فقط بالنسبة إلى المستشفى، وإنما بكل ما يتعلق بخدمة الشعب اللبناني".

يُذكر أن المستشفى مخصّص للحالات الطارئة والحروق والحوادث مثل حوادث السير والسقوط وإصابات الرصاص والآلات الحادة وغيرها، ويغطي منطقة جغرافية تبدأ من حدود العاصمة بيروت الى الحدود الجنوبية وشرقاً إلى الشوف. ويعتبر أول وأحدث مستشفى من نوعه في لبنان متخصص بعلاج الحروق وإعادة التأهيل وفيه 103 سرير بما فيها العناية الفائقة. تم افتتاحه في تشرين الثاني عام 2010 برعاية الرئيس رجب طيب اردوغان وحضوره (رئيس وزراء تركيا آنذاك) والرئيس سعد الحريري (رئيس وزراء لبنان في الفترة نفسها).

* * *

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o