Aug 12, 2020 11:25 AM
أخبار محلية

الراعي يلتقي وفداً "قواتياً": سنصل الى ولادة جديدة للبنان
كنعان من الديمان: المطلوب حكومة منتجة محورها الاصلاح

المركزية – التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في الديمان، لنحو ساعة، النائب ابراهيم كنعان، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء البطريرك، ومن الطبيعي ان يكون الوضع الراهن قد فرض نفسه على نقاشنا، خصوصاً الكارثة التي حصلت في بيروت مع تداعياتها على المستويات كافة الشعبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت محور اهتمام البطريرك ومواكبته". 

وأكد كنعان ان "الكارثة تأخذنا الى مبدأ اساسي وهو ان المحاسبة لا سقف لها، وهذه المحاسبة يجب ان تحصل. والانفجار طال عاصمتنا، واللبنانيون الموجوعون والمتضررون يريدون نتيجة من الدولة. لذلك، علينا ان نكون ملتزمين مئة في المئة بالوصول الى هذه النتيجة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، ومع كل من يقوم بجهود بالتحقيق والمتابعة، للوصول الى المحاسبة الضرورية والمطلوبة والتي من الممنوع تمييعها". 

اضاف " هذه هي الامانة التي يجب ان يحملها كل مسؤول، في اي موقع كان، فدماء الشهداء والضحايا وحقوق الناس امانة، خصوصاً ان كرامتنا من كرامة عاصمتنا". 

واشار كنعان الى أن "مسألة اعادة تكوين السلطة في لبنان مطروحة وبقوة. والجدل الحاصل حول الحكومة وشكلها لا يؤدي الى نتيجة، فالمطلوب حكومة منتجة وفاعلة أي كان شكلها، وقد شبعنا وعوداً وخلافات وصراعات اضاعت علينا سنوات من دون تنفيذ الاصلاحات المطلوبة"، وقال: "مهمة الحكومة الاولى هي الاصلاح اولاً والاصلاح ثانياً والاصلاح ثالثاً، لأن الاصلاح الذي جرى العمل عليه، ووعد به لبنان ودول العالم من خلال 4 مؤتمرات دولية طوال 20 عاماً لم ينفذ، واذا نفّذ يحمينا من مشاكل مالية واقتصادية كبيرة لبنان غير قادر على تحمّلها مع شعبه. وبالتالي، فالاصلاح لم يعد قابل للنقاش بل التنفيذ، وفوراً". 

اضاف "انجاز الاصلاح، يسهّل التفاهم مع صندوق النقد، والتفاهم مع سيدر وفتح باب الاستثمارات. فاللبناني يريد ان يرتاح، وهو بمتناول اليد، ويجب ان يكون موضوع التفاوض لتأليف الحكومة لا الأشخاص وتوزيع الحصص، ولا تناتش بقايا السلطة والدولة في لبنان". 

ولفت كنعان إلى "أن هذه هي خريطة الطريق التي يجب بحثها والتي تبدأ بالمحاسبة والحكومة التي يفترض ان تكون منتجة وفاعلة وتنفذ الاصلاح المطلوب منها وتحقيق التفاهمات المالية الدولية لاستعادة الثقة والسيولة المفقودة. وعندها، فأي امر آخر تتوافق عليه الأطراف السياسية، او يحصل على اكثرية في المجلس النيابي  يمكن ان ينفّذ فلا يكون كالسيف في الماء". 

اضاف كنعان: "لقد طرح البطريرك الراعي موضوع الحياد، فاعتبر كثيرون ان هذا الحياد قانوني او دولي، بينما هو يبدأ بالسياسيين ان يمارسوا الحياد الداخلي في القضايا الداخلية، وعلى كل طرف سياسي وطائفة وحزب ان يضع المصلحة اللبنانية كأولوية. وعندما نمارس هذا الحياد الداخلي، نؤمن حياداً كبيراً ونفرضه على المصالح الدولية والاقليمية التي تحوّل بلدنا الى ساحة وتدفع شعبنا الاثمان". 

وفد قواتي: كما استقبل الراعي الوزير السابق ريشار قيومجيان على رأس وفد قواتي ضم الى الامين المساعد لشؤون الادارة جورج نصر اعضاء من جهاز الشهداء والمصابين والاسرى برئاسة جورج العلم ومسؤول جمعية "رام " فؤاد سعيد.

وألقى قيومجيان كلمة شكر فيها البطريرك على مواقفه الوطنية "التي اعادت الامل الى نفوس اللبنانيين"، ناقلا تحيات رئيس الحزب سمير جعجع، لافتاً الى "العمل الجبار الذي يقوم به جهاز الشهداء والاسرى". مؤكدا "ان القوات ستواصل العمل على قانون خاص لتحرير الاسرى واعادتهم الى ذويهم".

كما القى العلم كلمة استهلها بمقطع من كلام الراعي الذي قاله لجعجع في بقاعكفرا والمتضمن "عندما كنت تتكلم مر في خاطري كل شهداء المقاومة اللبنانية، كل الذين أراقوا دماءهم على ارض لبنان من اجل ان نعيش بكرامة، من اجل ان نحافظ على هذا الوطن الذي ثمنه كان دماء شهدائنا". ولفت الى "ان كلام غبطته سيكون شعارا يتصدر مركز الجهاز .

وتابع : سيدنا سنزورك في وقت قريب لنضعك في اجواء ما قمنا به على صعيد ملف الاسرى في السجون السورية قبل ان نعقد مؤتمراً صحافياً بهذا الخصوص. انا لست هنا اليوم لاتكلم فقط باسم شهداء المقاومة القواتية فقط انني هنا لاشكرك باسم 15 الف شهيد واهاليهم الموجودين في السماء يحمون مسيرتنا. وكما تعودنا على مواقف بكركي التاريخية سنكمل بها لانها خشبة الخلاص لنا. ورغم مواقف البطاركة العظام الا اننا نشهد لاول مرة موقفا بطريركيا يخص شهداء المقاومة اللبنانية لذلك نشكرك باسم الجميع على هذا الموقف الذي هو فخر لنا جميعا".

ثم قدم قيومجيان والعلم ونصر غرسة ارز تحمل شعار القوات اللبنانية وجهاز الشهداء والمصابين والاسرى.

بدوره البطريرك رحب بالوفد شاكرا لقيومجيان كلمته ولعلم "ايمانه بالوطن"، مؤكداً "ان لبنان لم يسلم لولا شهدائنا واليوم ورغم الانفجار الذي حصل وما خلفه من شهداء وخراب فإنني مؤمن انه وبفضل الشهداء الـ15 الفا اضافة الى الشهداء الذين سقطوا بالامس والخراب والدمار والاصابات والاضرار سنصل الى ولادة جديدة للبنان وبخاصة في ظل هذا التحرك الدولي للمساعدة بعد ان كنا متروكين من الجميع لكن املنا بالعناية الالهية لخلاص لبنان".

وتابع: "ما طرحناه في الخامس من تموز عن الحياد الايجابي وما نتج عنه من ردات فعل ومواقف ايجابية، تؤكد ان الحياد سيخلصنا من المعاناة التي اوصلتنا الى الحضيض. واقول لكل اللبنانيين الذين يعيشون اليأس والاحباط، نحن ابناء الرجاء. فالمسيح فدى البشرية بدمه على الصليب وقام. ونحن سائرون اليوم بالحياد المقبول من جميع اللبنانيين. ونعد وثيقة سنعلن عنها يوم الثلثاء المقبل في مؤتمر صحافي تحت عنوان "لبنان والحياد الناشط" وسنسعى لتوحيد الفكرة مع الجميع ونبدأ العمل مع سفراء الدول لنصل بعدها الى مجلس الامن كي يحصل تصويت على حياد لبنان واحترام سيادته الداخلية، بعيدا عن الصراعات الاقليمية والمحاور وتتمكن الدولة من الدفاع عن نفسها في وجه اي اعتداء عليها بواسطة جيشها ومكوناتها الشرعية.

وختم مكررا القول: "ان شهداءنا القديسين هم الذين يتشفعون لنا في السماء من اجل ان نكمل مسيرتنا لخلاص لبنان".

قيومجيان: وبعد اللقاء قال قيومجيان: "قمنا اليوم بزيارة البطريرك برفقة جهاز الشهداء والمصابين والاسرى في حزب "القوات اللبنانية"، لشكره على الالتفاتة الكريمة للصلاة لشهدائنا والمصابين. ونثمن كلمته الاخيرة التي وجهها لشهداء المقاومة اللبنانية والاسرى وقد قدمنا له ارزة عربون شكر ووفاء ايضا لشكره على مواقفه الوطنية التي تشكل خارطة طريق لانقاذ الوضع اللبناني من المشاكل التي يتخبط فيها. والبطريرك الراعي يعتبر ان الانفجار الذي حصل مخلفا وراءه الضحايا والجرحى والخراب والدمار هو من علامات الازمنة. لذلك علينا ان لا نفقد ايماننا وغبطته يدعو المؤمنين الى المزيد من التشبث بايمانهم وارضهم وهو يعتبر اننا على قاب قوسين من ولادة لبنان الجديد. ويؤكد ان الازمات الكبيرة تولد حلولا ويعتبر ان دماء شهداء المقاومة اللبنانية لن يذهب هدرا ومن خلال دمائهم سيولد لبنان جديد بارادتنا وثقافتنا وايماننا وتشبثنا بارضنا التي لن نبيعها ونتخلى عنها. فابناء الاشرفية والصيفي والمدور والرميل لن يبيعوا ارضهم وهم متشبثون بها مهما غلت الاثمان. لذلك ومن هذا المنطلق اكدنا على الحياد الذي طرحه البطريرك لانه السبيل الوحيد لخلاص لبنان في ظل الاهتمام الدولي به والمساعدات الدولية التي توزع مباشرة الى الشعب اللبناني".

وختم: "نحن بحاجة الى ولادة لبنان جديد نريده ان يكون على صورة شهداء بيروت وشهدائنا. والحياد هو السبيل الوحيد لنجنب من خلاله لبنان الازمات والمخاطر وقد آن الاوان لان يعيش الشعب اللبناني بسلام وطمأنينة وراحة بال بعيدا عن تدخل اي فريق لبناني بازمات المنطقة وان شاء الله سنعيد بناء لبنان الجديد الذي يحلم به الشباب والاجيال القادمة".

فغالي وعلام: واستقبل البطريرك رئيس مركز التوجيه الانمائي الاجتماعي مؤسس لجنة حماية المغترب المحامي روك فغالي ورئيس "التيار الاخضر" المحامي سعيد علام اللذين وضعا البطريرك في اجواء ما يقوم به مركز التيار الاخضر، طالبين بركته ومؤيدين "مواقفه الوطنية الحكيمة لا سيما المتعلقة بموضوع الحياد الايجابي".

يوسف سلامة: ثم استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق يوسف سلامة والدكتور بيتر جرمانوس وعرض معهما لتداعيات الكارثة التي اصابت العاصمة بيروت وابناءها.

زوار: ومن زوار الديمان، رئيس مجلس ادارة تلفزيون الـ MTV ميشال المر وسليم دحداح.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o