Aug 10, 2020 7:42 PM
أخبار محلية

عون يقبل استقالة الحكومة ويطلب منها الاستمرار بتصريف الاعمال.. دياب: منظومة الفساد أكبر من الدولة

تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من رئيس الحكومة حسان دياب استقالته الخطية، وذلك عند الساعة الثامنة مساء اليوم، في القصر الجمهوري في بعبدا.

وخلال اللقاء الذي استمر قرابة النصف ساعة، عرض الرئيس عون مع الرئيس دياب الاوضاع العامة في البلد، وتطورات الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب الحالي، كما طلب من الرئيس دياب والوزراء الاستمرار في تصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.

ولدى مغادرته القصر الجمهوري، اكتفى الرئيس دياب بالقول للصحافيين: "الله يحمي لبنان، هذا ما يمكنني قوله".

بيان قبول الاستقالة: وتلا المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير البيان التالي:

" صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: عطفاً على أحكامِ البند /1/ من المادة /69/ من الدستور، المتعلقة بالحالات التي تُعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لاسيما أحكام الفقرة /أ/ من البندِ المذكور، ونظراً لاستقالة رئيسها الدكتور حسان دياب، أعرَبَ فخامة رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة والسيدات الوزراء، وطلب منهم الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشَكَّل حكومة جديدة."

الحكومة تستقيل: وكان  دياب قد اعلن استقالة الحكومة، وجاء في الكلمة التي القاها من السرايا الحكومية :"ما نزال نعيش هول المأساة التي ضربت لبنان. هذه الكارثة التي أصابت اللبنانيين في الصميم، والتي حصلت نتيجة فساد مزمن في السياسة والإدارة والدولة.

قلت سابقا، إن منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة، لكني اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة، وأن الدولة مكبّلة بهذه المنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها.

انفجر أحد نماذج الفساد في مرفأ بيروت، وحلت المصيبة على لبنان، لكن نماذج الفساد منتشرة في جغرافيا البلد السياسية والإدارية، والخطر كبير جدا من مصائب أخرى مختبئة في عقولٍ وعنابر كثيرة بحماية الطبقة التي تتحكم بمصير البلد وتهدد حياة الناس، وتزور الحقائق، وتعيش على الفتن وتتاجر بدماء الناس في ساعات التخلي التي تتكرر بحسب المصالح والأهواء والحسابات والارتهانات المتقلبة.

اليوم نحن أمام مأساة كبرى، وكان يفترض من كل القوى الحريصة على البلد وعلى مصالح الناس، أن تتعاون من أجل تجاوز هذه المحنة، بأيام صمت حدادا على أرواح الشهداء، باحترام حزن الثكالى والآباء والأشقاء والأيتام، بمساعدة الناس، ببلسمة جراحاتهم، وتأمين سكن لهم، ومساعدة الذين فقدوا مصادر أرزاقهم.

حجم المأساة أكبر من أن يوصف، لكن البعض يعيش في زمن آخر، لا يهمه من كل ما حصل إلا تسجيل النقاط السياسية، والخطابات الشعبوية الانتخابية، وهدم ما بقي من مظاهر الدولة.

كان يفترض أن يخجلوا من أنفسهم، لأن فسادهم أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ سبع سنوات، والله أعلم كم من مصيبة يخبئون تحت عباءة فسادهم.

لكن هؤلاء اعتادوا التغيير في مواقفهم لتزوير الحقائق، بينما المطلوب هو تغييرهم لأنهم هم المأساة الحقيقية للشعب اللبناني.

غيروا وتبدلوا كثيرا في السابق، في كل مرة تلوح فيها آفاق التخلص من فسادهم.
هؤلاء لم يقرأوا جيداً ثورة اللبنانيين في 17 تشرين الأول 2019. تلك الثورة كانت ضدهم، لكنهم لم يفهموها جيدا. استمروا في ممارساتهم وحساباتهم، وظنوا أنهم يستطيعون تمييع مطالب اللبنانيين بالتغيير، وبدولة عادلة وقوية، وقضاء مستقل، وبوقف الفساد والهدر والسرقات، ووضع حد للسياسات المالية التي أفرغت خزينة الدولة، وأهدرت ودائع الناس، وأوقعت البلد تحت أعباء دين هائل، تسبب بهذا الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

لكن المفارقة الأكبر، أن هؤلاء، وبعد أسابيع على تشكيل هذه الحكومة، حاولوا رمي موبقاتهم عليها، وتحميلها مسؤولية الانهيار والهدر والدين العام...
فعلاً يلي استحوا ماتوا.

لقد بذلت هذه الحكومة جهدا كبيرا لوضع خريطة طريق لإنقاذ البلد.
كل وزير في هذه الحكومة أعطى أقصى ما عنده، لأننا حريصون على البلد، وحريصون على مستقبله، وعلى مستقبل أبنائنا فيه.

ليست لنا مصالح شخصية، كل ما يهمنا هو إنقاذ البلد، وقد تحملنا لأجل هذه المهمة الكثير من حملات التجني والاتهامات. لكننا رفضنا استدراجنا إلى سجالات عقيمة، لأننا كنا نريد العمل. مع ذلك، لم تتوقف الأبواق المسعورة عن محاولات تزوير الحقائق، لحماية نفسها، وتغطية ارتكاباتها.

حملنا مطلب اللبنانيين بالتغيير. لكن بيننا وبين التغيير جدار سميك جدا، وشائك جدا، تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة، من أجل الاحتفاظ بمكاسبها ومواقعها وقدرتها على التحكّم بالدولة.

قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ. كنا وحدنا، وكانوا مجتمعين ضدنا.استعملوا كل أسلحتهم، شوهوا الحقائق، زوروا الوقائع، أطلقوا الشائعات، كذبوا على الناس، ارتكبوا الكبائر والصغائر. كانوا يعرفون أننا نشكل تهديدا لهم، وأن نجاح هذه الحكومة يعني التغيير الحقيقي في هذه الطبقة التي حكمت دهرا حتى اختنق البلد من روائح فسادها.

اليوم وصلنا إلى هنا، إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد، مع كل تداعياته الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية. همّنا الأول هو التعامل مع هذه التداعيات، بالتوازي مع تحقيق سريع يحدد المسؤوليات ولا تسقط فيه الكارثة بمرور الزمن.

نحن اليوم نحتكم إلى الناس، إلى مطلبهم بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة المختبئة منذ سبع سنوات، إلى رغبتهم بالتغيير الحقيقي من دولة الفساد والهدر والسمسرات والسرقات، إلى دولة القانون والعدالة والشفافية، إلى دولة تحترم أبناءها.

أمام هذا الواقع، نتراجع خطوة إلى الوراء، للوقوف مع الناس، كي نخوض معركة التغيير معهم. نريد أن نفتح الباب أمام الإنقاذ الوطني الذي يشارك اللبنانيون في صناعته، لذلك، أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة.

الله يحمي لبنان.. الله يحمي لبنان.. الله يحمي لبنان.عشتم وعاش لبنان".

الى قصر بعبدا: وبعد اعلان الاستقالة، توجه دياب الى قصر بعبدا للقاء  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتسليمه كتاب استقالة الحكومة.

يوم الاستقالات الطويل: وكانت  جلسة مجلس الوزراء قد عقدت في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس حسان دياب، في غياب الوزراء المستقيلين، وهم. منال عبد الصمد نجد، دميانوس قطار وماري كلود نجم.

وانتقلت الجلسة التي كان من المقرر عقدها في القصر الجمهوري الى السراي.

وقرابة الخامسة والنصف عصرا انتهت جلسة مجلس الوزراء، واعلن ان الرئيس  دياب سيتوجه بكلمة إلى اللبنانيين مباشرة عند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم.

وكان وزير الصحة حمد حسن أعلن بعد اجتماع الحكومة في السراي الحكومي، أنّ الحكومة ستستقيل وبأنّ هذه الاستقالة جاءت لتحمل المسؤولية، مؤكداً في حديث مع الصحافيين أنّ "الشعب يعرف مرتكبي جريمة انفجار المرفأ".

من جهته أعلن وزير الأشغال ميشال نجار في حديثه مع الصحافيين عقب إنتهاء الجلسة: "أعتقد أن دياب سيُعلن إستقالة الحكومة وعلمت بموضوع المرفأ قبل 24 ساعة من حصول الانفجار". وأضاف: "التحقيق في انفجار المرفأ إداري ولم ينته بعد ولذلك لم تُتخذ قرارات في مجلس الوزراء والمجلس العدلي هو أعلى هيئة قضائية في لبنان ولذلك من الطبيعي إحالة هكذا أمر عليها". 

وزيرة المهجرين غادة شريم اكدت بدورها  انه لا بد من الذهاب إلى نظام جديد اما وزيرة الدفاع زينة عكر فرأت ان وقوع هذه الكارثة يقتضي استقالة حكومة لا وزراء أفراد فالحكم مسؤولية والثورة مسؤولية والمواطنة مسؤولية والقضاء مسؤولية، والإعلام مسؤولية والإستقالة مسؤولية أين نحن من كل هذا؟.

وقبيل ذلك، افيد انه تمت احالة جريمة المرفأ على المجلس العدلي بناء على اقتراح وزيرة العدل. اما دوائر القصر فاشارت الى إحالة جريمة انفجار المرفأ الى المجلس العدلي، جاءت بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ابلغه الى رئيس مجلس الوزراء في خلال الاتصال الصباحي الذي جرى بينهما".

وافادت معلومات المركزية ان رئيس الحكومة حسان دياب سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد جلسة مجلس الوزراء يعلن فيه استقالة الحكومة.

واشارت المعلومات الى ان دياب اعلم الرئيس ميشال عون انه يريد الاستقالة فجرى نقل الجلسة الى السراي وسيتم اعلان الاستقالة اذا تأمّن النصاب، والا عندها ستعلن من دون عقد جلسة. ولاحقا، لفتت الى ان  رئيس الحكومة اتصل برئيس الجمهورية واتفقا على نقل الجلسة الى السراي الحكومي ولكنه لم يبلغه أنه يريد الاستقالة. وقالت ان مكونات الحكومة تعتبر أن دعوة دياب الى انتخابات نيابية مبكرة ولمشروع قانون تقدمه الحكومة لتقصير ولاية المجلس من دون تنسيق الموقف مع عون او بري تخطى كل الاصول المعمول بها في لبنان.

وأكدت ان  الرئيس نبيه بري مصرّ على مساءلة الحكومة في جلسة الخميس وكل الاتصالات تتمحور حول هذه المساءلة والتواصل بين حزب الله وعين التينة متواصل كذلك بين حزب الله ورئاسة الحكومة.

وافيد ايضا ان الاستقالة ستسبق إقالة الحكومة ففي عين التينة وبعد حديث دياب عن الانتخابات النيابية المبكرة يبدو أنّ برّي امتعض من كلام دياب واعتبره تعدّياً على صلاحياته وصلاحيات مجلس النواب. كما ان الرئيس عون ممتعض مّما اعتبره تخطّي حسان دياب للأصول.

وقدّمت وزيرة العدل ماري كلود نجم استقالتها الخطية إلى رئيس الحكومة. وقالت نجم: "قدّمتُ استقالتي بسبب انفجار بيروت والاحتجاجات".

وصرحت وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه اوهانيان بأنها ستطالب مجلس الوزراء خلال اجتماعه المرتقب اليوم باستقالة الحكومة جراء الوضع الناتج عن كارثة مرفأ بيروت وتداعياتها.

وقال وزير الاتصالات طلال الحواط من جهته: اذا لم تستقل الحكومة مجتمعة فاستقالتي اكيدة.

وافيد ان الوزيرة غادة شريم تضغط من اجل اتخاذ قرار جماعي بالاستقالة والا فإنها ستبادر الى استقالة فردية.

الى ذلك اشارت النهار الى ان نائبة رئيس الحكومة زينة عكر تقدم استقالتها اليوم من الحكومة ، بعد استقالة وزيرة العدل ماري كلود نجم. وافادت ايضا ان الثنائي الشيعي وافق على استقالة الحكومة.
وكان قال وزير الداخلية محمد فهمي في اتصال مع الـLBCI: "انا كنت مع استقالة الحكومة مباشرة بعد الانفجار كخطوة بديهية اما اليوم فالاستقالة من الحكومة هروب من المسؤولية وتأتي تحت الضغط ومن المعيب الهروب من تحمل المسؤولية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o