Aug 10, 2020 3:11 PM
خاص

المساعدات الدولية 253 مليون يورو...هل تكفي لإعادة الإعمار؟
شمس الدين: عشرة في المئة من الحاجات... من يؤمن الباقي؟

المركزية – منذ زلزال عام 551 لم تشهد بيروت دماراً كارثياً كالذي خلفه انفجار المرفأ، حتى في عزّ الحرب الأهلية، والذي أدى الى وقوع أكثر من مئة شهيد وآلاف الجرحى، وشرد نحو 300 ألف لبناني الذين أصبحوا بلا مأوى جراء تضرر منازلهم فأصبحت غير صالحة للسكن، وخلفت أضراراً في السيارات والمحال التجارية، إضافة الى تضرر 3 مستشفيات، وبلغت التقديرات الأولية لحجم الأضرار مليارات الدولارات.

ومنذ وقوع الحادث، بدأت المساعدات الانسانية تصل الى لبنان دعماً لشعبه وللتخفيف قدر الامكان من معاناة المتضررين. وتضامناً عقد أمس برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومشاركة 36 دولة ومؤسسة، "مؤتمر الدعم الدولي لمدينة بيروت وللشعب اللبناني" تمحور حول اربع اولويات: دعم للنظام الصحي، ودعم النظام التربوي، وإعادة تأهيل المباني المتضررة جراء الانفجار، والدعم الغذائي للبنان". وكشف مكتب الرئيس ماكرون ان فرنسا حصلت على تعهدات بقيمة 252.7 مليون يورو لتقديم مساعدة للبنان على المدى القريب. 

في المقابل، تطالب جهات مسؤولة في المجتمع المدني باعتماد الشفافية في موضوع المساعدات بمعنى ان يصدر بيان يومي عن هيئة مسؤولة عن المساعدات بالكمية التي وصلت ونوعها وكيفية توزيعها ومن استلمها، لكي تسود الشفافية المطلوبة على العمل،  خاصة بعد أن أكد الرئيس ماكرون ان المساعدات ستذهب مباشرة الى اللبنانيين من دون المرور بالسلطة ومؤسساتها بعدما تبين ان السلطة وفق اوساط دبلوماسية غربية فاسدة وغير جديرة بتحمل مثل هذه المسؤولية". فما هي الآلية الواجب اتباعها لإنجاح هذه المهمة؟ 

الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين أكد لـ"المركزية" "أن تغييب دور الدولة كليا أمر صعب"، لافتاً إلى "أن ما سيحصل هو تعاون بين جمعيات دولية موجودة في الدول المانحة مع جمعيات محلية، التي بدورها ستقوم بتقسيم العمل في ما بينها من حيث المناطق والنوعية، اي اذا كانت هناك جمعية تهتم بمار مخايل، تكون في المقابل اخرى تهتم بالجميزة، واذا كان هناك من يهتم بالسيارات، تكون اخرى تهتم بموضوع الزجاج او المنازل، بحيث لا ينحصر العمل في منطقة واحدة او غاية واحدة". 

أضاف شمس الدين: "ما يجب التوقف عنده هو انه حتّى المساعدات التي اقرت امس لا تكفي الا لعشرة في المئة من الحاجات، لأننا بحاجة الى ما بين 3 و 5 مليار دولار لإعادة اعمار ما تهدم، وبالتالي من سيؤمن الـ90 في المئة الباقية". 

وتابع: "حتى الآن طريقة التعاطي مع الأزمة فاشلة"، مشددا على "أن هذه الاضرار تشكل ثروة لا يمكننا رميها. ما يحصل حالياً هو ان بعض الشركات تأخذها وترميها او تستفيد منها، بينما المطلوب تجميعها في مكان وفرزها، لأن الزجاج يمكن اعادة تدويره والحديد والالمنيوم يمكن الاستفادة منه. وبالتالي لا يجب ان نرميها كيفما كان انما محاولة الاستفادة منها اكثر قدر ممكن". 

واعتبر شمس الدين "ان المطلوب في موضوع التنظيف والاغاثة هو التنسيق والتنظيم حتى لا تبقى الفوضى والهدر اللذان نشهدهما اليوم. فقد لاحظنا ان جهود المتطوعين الكثر الذين هبوا للمساعدة تركزت في منطقة واحدة، ومعظمهم في الجميزة بينما العدد كان أقل في مار مخايل. هناك متطوعون ولكن ليس هناك تنسيق وتنظيم ما يؤدي الى ضياع وهدر الجهود". 

وختم: "على الجمعيات مهما كان عددها ان تجتمع لتنسيق العمل وتوزيع المهام للحصول على نتيجة جيدة، لأن غياب التنسيق يؤدي الى تشتيت الجهود وضياعها. ليس المطلوب ان تترأس جمعية على اخرى، بل القيام باجتماعات تنسيق كي لا تنصب الجهود في منطقة واحدة ولغاية واحدة. وبالتالي نحول هذه الخسارة الى مكسب". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o