Aug 10, 2020 2:38 PM
خاص

هكذا تترجم الدول صداقتها ومحبتها للبنان!
الكويت...شكرا ..هدايا اخوية ووقفة تاريخية

المركزية- في كل مرة يتعرض لبنان لنكبة ويقع تحت هول  كارثة، وما اكثرها في تاريخه الحديث بفعل السياسات الاعتباطية للحكّام المتعاقبين التي اوصلت البلاد الى قعر الهاوية، يهب اصدقاء لبنان في العالم الى مد يد العون ومساعدة البلد المنكوب متعالين على الصغائر وحرتقات المسؤولين اللبنانيين واساءاتهم، على انواعها الى الاشقاء،  يتحركون تحت عنوان انساني ويشعرون مع شعب لبنان المعذّب، اكثر من بعض المسؤولين في لبنان.

قبل انفجار 4 آب- الكارثة، كان لبنان محاصرا دوليا من مختلف الاتجاهات لأنه لم ينجز فروضه والواجب عليه من اصلاحات لانقاذ نفسه من الغرق المحتّم. هكذا قرر القيّمون على شعبه والمفترض انهم موكّلون حراسته وانقاذه من اي خطر الا ينفذوا اصلاحا واحدا، هو حاجة ماسة وضرورة لاعادة بناء الدولة المسلوبة المنهوبة ، ليس لشيء الا لأن الاصلاحات تتضارب ومصالحهم البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية ومصالح دول خارجية قررت ان تحوّل لبنان ساحة من ساحات مواجهاتها مع دول النفوذ. في المقابل، انبرت الدول المهتمة بلبنان اكثر من حكّامه وبعدما انفطرت قلوب قادتها على شعب لبنان المفجوع ومأساته المتناسلة الى رفده بالمساعدات على المديين القصير والطويل. طائرات مساعدات، جسور جوية على مدى ايام، زيارات رئاسية تضامنية ، مؤتمر دعم دولي أمّن تعهدات بـ253 مليون يورو، ما يعادل نحو 300 مليون دولار. 36 دولة ومنظمة شاركت في دعم لبنان بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اضافة الى مساعدات فورية بدأت تصل الى بيروت ليلة الكارثة من دول غربية وعربية للشعب اللبناني عن طريق منظمات حكومية ومؤسسات موثوق بها بعدما انتفت الثقة الدولية بالسلطة السياسية ومن يديرها.

والى مؤتمر المانحين وملايينه، كانت مساعدات مباشرة من دول عربية لطالما وقفت مع لبنان واعطته من دون مقابل، من الخليج الى المحيط، وبينها من لم يتركه يوما حتى حينما كانت تأتيه الاذية مباشرة من تنظيمات لبنانية داخل اراضيه، على غرار دولة الكويت التي نالت نصيبها مع خلية العبدلي، الا ان الحسّ الانساني لدى اميرها وحكامها تغلب على الاذية، فلم يتركوا البلد الشقيق "المغلوب على امره"، ولا غضوا الطرف عن اللفتة تجاه الاشقاء في المحنة، فكان دعم أخوي ومبادرة لافتة تمثلت بارسال اطنان من المساعدات على انواعها اصرّت على ارسالها تحت عنوان اهداء الى الشعب اللبناني وليس مساعدات، الامر الذي اعتبره اللبنانيون دليلا الى الرابط الاخوي بين ابناء الدولتين، اذ ان الاخ يعطي ويهدي من دون تمنين ولا "تربيح جميلة" ولا حتى توقيع عقود واتفاقات.

هي خطوة موضع تقدير بالغ من شعب لبنان ازاء الاخوة الكويتيين...وهي ليست غريبة عن شعب طيب ودولة صديقة مَحبة سخية في عطائها، سيذكر التاريخ حتما دورها الدائم في تقريب المسافات بين الاخوة الخليجيين في خصوماتهم  ومد يد العون الى اللبنانيين في محنهم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o