Aug 10, 2020 1:14 PM
خاص

عصف زلزال 4 آب يحطّم "تابو" سلاح "الحزب" وسيطرته على الدولة ومرافقها
مرحلة إخراج الشرعية من تحت الركام تنطلق بدفع شعبي - سياسي داخلي ودولي

المركزية- بغضّ النظر عن مصير الحكومة الايلة على الارجح الى السقوط، حيث تدور اتصالات على اعلى المستويات بين رعاة حكومة اللون الواحد لتحديد موقفهم منها وقد انقسموا على أنفسهم بين متمسّك بها ورافض لبقائها، فيما هي تترنّح تحت وطأة استقالة سكّانها... وبغضّ النظر ايضا عما ستؤول اليه الخريطة النيابية في ظل موجة الاستقالات التي انطلقت غداة زلزال المرفأ بمبادرة من النائب مروان حمادة، فإن الاكيد وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية" ان ما قبل تاريخ 4 آب المشؤوم لن يكون كما بعده، لناحية "حزب الله" ودوره وسلاحه... مع الزجاج والبيوت والاحلام التي تكسّرت عصر ذلك اليوم، تكسّر ايضا ما كان حتى الامس القريب، يُعتبر لدى كثيرين من المقدّسات او المحرّمات، اي دور سلاح الحزب ووظيفته، تماما كما سيطرته على الدولة وقرارها ومرافقها الحيوية.

الحزب – عرّاب هذه الحكومة - تتابع المصادر، هو الآمر الناهي في المرفأ، وفي المطار ايضا، وعلى المعابر الشرعية وغير الشرعية. ومهما نفى امينه العام السيد حسن نصرالله وغاص في التبريرات، فإن هذه الحقيقة ثابتة ولا تحتمل اي التباس: هو يدري بالشاردة والواردة فيها ويُدخل بضائع وسلاحا وعتادا والكترونيات عبرها، وتُباع في مناطق نفوذه بأسعار أقلّ من المناطق الاخرى كلّها، والجميع يعرف ذلك، تضيف المصادر. فهل يمكن الا يكون على معرفة بأطنان النيترات الموجودة في المرفأ؟ قطعا لا، هذا اذا سلّمنا جدلا انه لم يكن يستخدمها منذ سنوات. أما اذا كان لا يعلم فعلا، فهذه كارثة. فربّما وضعها العدو الاسرائيلي في قلب العاصمة لتدميرها (وللمفارقة، هو السيناريو الذي لوّح نصرالله مرارا بتنفيذه في حيفا)، ألا يكون ذلك يشكّل خرقا مخيفا للمقاومة ووظيفتها الاساس (حماية اللبنانيين)، لا بل ضربةً قاضية لها ولدورها؟ فما النفع منها بعد خراب بيروت؟

استباحة "الحزب" للدولة والمرافق لا يمكن ان يستمر، تردف المصادر. بعد 4 آب، هذا "التابو" انكسر. الناس الذين عادوا الى الشوارع رفعوا الصوت ضدّه، تماما كما النواب المستقيلون، الذين يسألون عن ضمانة تؤكد ان الحزب لا يضع صواريخ او متفجرات شبيهة للنيترات في المناطق المأهولة او في المطار مثلا.

هذه الحركة المحلية، تترافق مع ضغط خارجي ايضا ومع عودة قوية للمجتمع الدولي الى بيروت، لا لتعويم السلطة بل لدفعها الى التغيير الشامل. ومعالجةُ مسألة وقوع الدولة في يد الحزب، اضافة الى سلاحه، جزء لا يتجزّأ من هذا التغيير بطبيعة الحال. وقد دلّت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان، وتلك المرتقبة هذا الاسبوع، لوكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل (الذي قد يطرح ملف ترسيم الحدود الجنوبية برا وبحرا، بما ينزع حجة من يد الحزب للابقاء على سلاحه)، معطوفة الى الموقف السعودي الذي "قصف" امس بقوة جبهة الحزب، والى رفض الدول المانحة بأسرها من واشنطن الى باريس والعواصم العربية والغربية الكبرى، جميعا، مساعدة هذه الدولة قبل ان تصلح نفسها سياسيا وسياديا واقتصاديا، مفضّلة ارسال اغاثاتها مباشرة الى الشعب.. دلّت هذه الوقائع كلّها، الى ان مرحلة الضغط لرفع الدولة و"الشرعية" من تحت "الأنقاض" التي طُمرت تحتها منذ العام 2000 (غداة تحرير الجنوب)، انطلقت جديا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o