Aug 09, 2020 11:20 AM
مقالات

هذا ما قلناه لماكرون

كتب البروفيسور إيلي الزير عبر موقع "ايوب نيوز" ما يلي:

لقد نجح اللصوص والفاسدون في سرقة كل شيء منّا نحن اللبنانيون.

.. سرقوا منّا سنوات شبابنا ونحن ننتقل بين خطوط التماس في حربهم الكذوب، وننام على أدراج المنازل أو في الملاجئ اتقاء من قصفهم العشوائي. وحل هناك أقبح وأبشع وأكثر جريمة من هكذا مصطلح، والذي يعني قتل أي كان دون معرفة اسمه ووظيفته أو ماذا ارتكب.

.. سرقوا منّا أصواتنا، حريتنا. وضعوا قوانين للانتخابات على قياسهم، وليس على قياس الوطن، فاحتلوا المناصب في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء.

.. سرقوا منّا جنى العمر عندما مُنعنا من التصرف بحساباتنا المصرفية، وبتنا نتسول كل أسبوع ما يُعطى لنا منه، فيما هم يتنعمون بالأموال بكافة أنواعها وجنسياتها. وأولادهم يتنقلون بين بلد وآخر، فيما نحن غير قادرين على تحويل بدل سكن لأولادنا الذين يتابعون دراستهم في الخارج.

.. سرقوا منّا فرحة العائلة، فباتت مناسباتنا كلها على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، نتبادل عبرها التهاني بالعيد والنجاح وتاريخ الميلاد. فالأولاد في مكان، والأخ في مكان آخر. كلهم غادروا الوطن كي يتمكنوا من العيش.

ثم كان انفجار المرفأ الذي بقوته وعصفه جعل كل واحد منا، يعتقد أنّ الانفجار تحت منزله ومكتبه ومعمله، أنّ الانفجار يستهدفه شخصياً. لقد سرق منّا المجرمون في هذا الانفجار طفولتنا، أحياء الاشرفية التي ترعرعت فيها وكبرت فيها. سرقوا مني أهراءات القمح التي كنت أقف على سطح منزلنا أتأملها، وأصوات البواخر التي كنّا نسمعها وهي تدخل وتخرج من مرفأ بيروت.

سرق المجرمون منّا كل شيء. لم يتركوا لنّا شيئاً، لا في الحاضر ولا في المستقبل ولا في الذاكرة. لم يتركوا لنا سوى صرخة نطلقها أمام رئيس دولة أجنبية يدعى إيمانويل ماكرون الذي وضع ربطة عنق سوداء احتراماً لحزننا. تجمّعنا حوله. حاولنا مصافحته. حاولنا أن نقول له إنّ اللصوص سرقوا منّا كل شيء، كل شيء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o