Aug 08, 2020 11:34 AM
خاص

7 آب... الذكرى على وقع الفاجعة..

المركزية- هذا العام... مرت ذكرى أحداث 7 آب 2001 بصمت فرضته فاجعة، بل نكبة ما كان الشعب يتوقعها من دولة اتضح أنها مهملة إلى هذا الحد. أمام هول كارثة 4 آب، لم تجد ذكرى 7 آب فرصة لتحضر إلى واجهة المشهد السياسي، باستثناء تغريدة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

لكن الصدمة، على عظمتها، لا تعني أن ذاكرة اللبنانيين قصيرة إلى هذا الحد. ذلك أن التاريخ ، وتماما كما سيذكر يوم 4 آب 2020 كمرادف للعنة الأكبر في تاريخ لبنان الحديث، سيفرد صفحات ليوم 7 آب 2001، ذلك "اليوم المجيد" الذي انطلقت فيه المقاومة الفعلية ضد الوجود السوري في لبنان، وقد تخمّر في 14 آذار 2005.

بدأت القصة عندما بادر البطريرك الماروني آنذاك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى إجراء المصالحة المسيحية الدرزية في الجبل، بين الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط والمسيحيين المهجرين والمحبطين منذ حرب الجبل عام 1983، على رأسهم الرئيس أمين الجميل العائد من منفاه الباريسي الطوعي، فيما كان العماد ميشال عون منفيا في العاصمة الفرنسية أيضا، وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع في السجن ، حيث قرأ ما يقارب ألف كتاب. هذا المشهد الراقي الذي رسمه الثنائي صفير- جنبلاط، بمساع من الرئيس أمين الجميل والنائبين السابقين فارس سعيد وسمير فرنجية، أعطى الشباب المسيحي نفحة حياة لاحياء حرية  خمدت طويلا في نفوسهم، في مواجهة القبضة السورية الحديدية على لبنان. متسلحين بالمصالحة وبدعم بكركي وسيدها، تظاهر شباب التيار الوطني الحر والكتائب والقوات في بيروت مطالبين بالانسحاب السوري الكامل والناجز من لبنان. أمام هذه الصورة، لم تجد الوصاية، صاحبة شعار "فرق تسد،  أفضل من الاستعانة ببعض حلفائها المحليين، وبالنظام الأمني اللبناني السوري المشترك لقمع فسحة الأمل الشبابية هذه، فكانت الاعتداءات الوحشية على المتظاهرين بالضرب والعصي وقد زج ببعض الكوادر في السجون لخنق الحركة الثورية، يومي 7 و9 آب 2001.

بعد 19 عاما على هذا اليوم النضالي، تغيرت الأحوال كثيرا، خرجت سوريا من لبنان بعد جهد جهيد وسقوط كوكبة من الشهداء. وقد تحول بعض أبطال 7 آب من شباب حزبيين متحمسين لقضية الحرية إلى نواب يشرعون القوانين كرئيس الكتائب سامي الجميل وعضو تكتل لبنان القوي حكمت ديب، فيما تبؤأ آخرون مراكز ومراتب مهمة كالجنرال المتقاعد نديم لطيف، والقياديين السابقين في التيار الوطني الحر زياد عبس وأنطوان نصرالله، اللذين طردهما التيار من صفوفه لاحقا، لاعتراضهما على بعض تصرفات القيادة الحزبية الجديدة وبنود النظام الداخلي للحزب. صورة يضاف إليها بطبيعة الحال الزملاء توفيق الهندي وحبيب يونس، وألبير كوستانيان على سبيل المثال لا الحصر. في المقابل، وربما لسخرية القدر، انتقل بعض القيمين على القرار الأمني في هذا اليوم المجيد إلى مواقع القرار والدوائر القريبة من أهل الحل والربط. 

19 عاما مرت على انطلاق شرارة النضال ضد الوجود السوري في زمن السلم. لكن الأهم يكمن في أن اللبنانيين أيقنوا أن الحرية لا تعني فقط طرد الوصي والتخلص من بطشه. بل إنها تعني أيضا الثورة ضد سلطة تلذذت في ممارسة الفساد والقهر والاذلال والفشل والاهمال في حق ناس حلموا يوما بحياة كريمة في بلد يحترم تاريخهم وانسانيتهم و... حريتهم. هؤلاء هم العائدون عصر اليوم إلى ساحة الشهداء، قلب بيروت النابض. قد تكون هذه هي طريقتهم لاحياء ذكرى 7 آب على وقع فاجعة 4 آب... 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o