Aug 06, 2020 2:54 PM
خاص

هل ينبعث امل التغيير من رحم احزان بيروت؟

المركزية- كصمت القبور، صمتت القوى السياسية اللبنانية منذ لحظة الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت عصر الثلثاء المشؤوم. لم ينبس اي منها ببنت شفة. كانت تماما ككل لبناني مصدومة ضائعة غير قادرة على استجماع افكارها او معلوماتها في شأن الحدث المأسوي واسبابه وخلفياته، ولو ان معظمها كان مسلّماً بسيناريو اهمال المسؤولين في ترك الآف الاطنان من المواد الكيميائية البالغة الخطورة مكدّسة بإهمال كلي في العنبر رقم 12.

لكن في خلفية الصمت السياسي الذي فرضه هول الكارثة، مساحة لقادة القوى السياسية المعارضة لاستجماع صفوفها وتحديد المواقف ، وأخرى لتلك الحاكمة والموالية للبحث عن كيفية التملص من التهم التي وُجهت مباشرة اليها لا سيما بعدما اظهرت الوثائق ان حكّام لبنان من رأس الهرم تلقوا تقارير تم نشرها اعلاميا محذرة من خطورة المواد المخزّنة في المرفأ وضرورة اتخاذ المقتضى في اسرع وقت، فلم يقدموا وحلت الكارثة. والانكى هو ما تم تسريبه عن تبريراتهم في جلسة مجلس الوزراء، اذ تحدثت المعلومات عن "ان بعض الوزراء سأل رئيس الحكومة عمّا اذا كان على عِلم بتقرير جهاز أمن الدولة، او ما اذا كان قد سبق وتبلّغ عن وجود مواد متفجرة، ولماذا لم يتخذ قراراً في شأنها؟ فقال: نحن لم نكن بِوَعينا، والكل يعلم انّ فكرنا كان مركّزاً على مصائب كبرى في مكان آخر." وزاد في طين السلطة بلّة كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أصابهم بسهام قاتلة حتى انهم تمنوا على الارجح لو لم يحضر الى لبنان.

قوى المعارضة التي يلتقي قادتها الرئيس سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية اضافة الى وفد من المجتمع المدني الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر عصرا ، استغلت فترة الصمت هذه لمقاربة التطورات وفتح الاتصالات مع الداخل والخارج لتحديد موقف غير كلاسيكي يناسب حجم الكارثة ويمكن ان تتحمله لتمضي به حتى النهاية.

وفي انتظار الموقف الكبير، أفرجت هذه القوى اعتبارا من ظهر اليوم عن مشاوراتها، فخرج جنبلاط ليدلي بدلوه في مؤتمر صحافي طالب خلاله بلجنة تحقيق دولية لانه لا يؤمن " لا بالأجهزة ولا بالعصابة الحاكمة" على حدّ تعبيره، ولاقاه جعجع من معراب اثر اجتماع كتلة "الجمهورية القوية" بدعوة مجلس النواب لعقد جلسة طارئة لاستجواب الحكومة حول انفجار بيروت والمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية توفدها منظمة الأمم المتحدة في أسرع وقت".

مصادر سياسية مراقبة تقول لـ"المركزية" ان زيارة ماكرون ومواقفه الحادة من المسؤولين ونزوله الى الشوارع للاستماع الى الشعب وثورته على الحكام الفاسدين، لا بد انها اعطت زخما لمواقف المعارضة ورفدتها بجرعات دعم قوية من شأنها ان تحدث التغيير، اذا ما أحسن هؤلاء استثمارها، وقد تحدث ماكرون عن ميثاق جديد للبنان قائلا من الجميزة وسط الحشود الشعبية " "سأقترح عقداً سياسياً جديداً بعد ظهر اليوم  وسأعود في الأول من أيلول لمتابعته، وإن لم يستمع لي المسؤولون ستكون هناك مسؤولية اخرى من قبلي تجاه الشعب". فهل ينبعث الامل بالتغيير من رحم احزان بيروت؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o