Aug 06, 2020 4:18 AM
أخبار محلية

عوده يصلي على نية الضحايا و"اطفاء بيروت" يكرّم سحر
راشيا الوادي وحاروف والنبي عثمان تودّع أبناءها

المركزية- بدأت بيروت تلملم جراحها جراء الانفجار الضخم الذي وقع في مرفئها وأدى الى هدم المنازل وشرّد الآلاف، ووقع ضحيته اكثر من 137 شهيداً وحوالي 5 آلاف جريح، عدا المفقودين.  

عوده: على الانقاض في المدخل الرئيسي لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم) الاشرفية اقام متروبوليت بيروت وتوابعها الياس (عودة) ومتروبوليت جبل لبنان سلوان (موسي) الصلاة عن صحة المرضى ولراحة نفس الموتى وشفاء الوطن. والقى المتروبوليت عودة كلمة قال فيها:
" في زمن لعلّه من أقسى ما مرَّ على لبناننا الحبيب، بين الأزمات الاقتصادية التي تهدّ قدرات الوطن والناس من جهة وجائحة الـ COVID-19 التي تصيب من أهلنا العشرات كل يوم وتُرهق المستشفيات وطواقمها، جاء هذا الانفجار الزلزال ليصيب بيروتنا الحبيبة في قلبها، في لحمها ودمها، في مشهد يكاد لا يتّسع لفظاعته خيال. ولعلّ الأشرفية والرميل والجميزة والصيفي والمدوّر وجوارها أكثر الأحياء تضرّراً، وفيها معظم كنائس أبرشيتنا ومدارسها ومؤسساتها، وكلّها أصيبت بأضرار بالغة للغاية، ومن بينها مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم) الذي ما انفكّ، على مدى سنوات عمره المئة والخمسين، يعمل ويخدم ويطبّب ويتجدّد مواكباً كل تطوّر طبّي وحداثة، وها هو اليوم يدفع الثمن الأغلى، شهداء وجرحى ودماراً طال معظم أقسامه ومساحاته.من المؤسف ان الازمات والمصائب تتوالى ولا نجد مرة شخصا مدانا او محكوما عليه. كيف نبني دولة والنظام فيها غير محترم، والقانون غير مطاع، والدولة غافلة عما يجري، الا من اطلاق بعض الشعارات والكثير من الوعود. هل ما زال ضمير يحكم في حكامنا، او هل ما زال شعور بالمسؤولية، مسؤولية شعب يتضور جوعا والان اصبح في العراء؟ 
اليوم المستشفى يناديكم، ومعه كنائسكم ومدارسكم وأهلكم في الأحياء المفجوعة، ينادون فيكم الغَيرة والمحبّة والنخوة في المؤازرة والسخاء في العطاء، على مثال الذين خدموا الربّ نفسه في كل متألّم أو حزين أو جائع أو عطشان، وهم فرحون بالمحبة متهللون بالعطاء، لا يبتغون سوى الرضى أمام وجه الله. ان لم يكن مسؤولون يهتمون بمواطنيهم، لنكن جميعا مسؤولين عن تضميد جراح اخوتنا ومساعدتهم لان في وجههم وجه الله".
ويشار الى ان المستشفى فقد ٤ من الطاقم التمريضي، و١٢ مريضا وزائرا، واصيب نحو ١٠٠ شخص من الجسم الطبي والعاملين فيه من بينهم ٥٠ طبيبا وطبيبا ومقيما.

اطفاء بيروت: وبحزن شديد،كرّم فوج اطفاء بيروت المسعفة الشهيدة سحر فارس امام مقر الفوج في الكرنتينا، وحمل رفاقها النعش على الاكتاف، ونقل الجثمان بعدها الى مسقط رأسها القاع حيث سيقام الوداع الاخير. واستشهدت فارس بعدما حضرت مع 9 من رفاقها من فوج إطفاء بيروت لإطفاء الحريق الذي سبق الانفجار ما أودى بحياتهم. 

واشار قائد الفوج العقيد نبيل خنكرلي الى "ان هناك 9 اشخاص من عناصرنا لم نعرف عنهم شيئا حتى الان، ولم يتم ايجاد سوى جثة الشهيدة سحر"، وقال: "لم نكن نعرف ماذا يوجد داخل الحريق، ولكن ما عرفناه انه حريق عادي، لذا ارسلنا 10 عناصر وآليتين ولكن عندما رأى العناصر انه حريق كبير طلبوا الدعم، ولكن قبل وصوله سمع دوي الانفجار". 

وختم لافتا الى ان "ضباط التحقيق طلبوا منه المعلومات عن هذا الموضوع، شاكرا الله ان الانفجار وقع بعد انتهاء دوام العمل والا لكان عدد الضحايا اكبر بكثير وكان لبنان شهد كارثة اكبر". 

كما نعى جيلبير قرعان خطيبته سحر وقال عبر "فيسبوك": “عروستي الحلوة كان عرسنا ب 6-6-2021 عم تزبطي بيتك على ذوقك ونجيب غراض ونحضر، انت ترقيتي بسرعة بالفوج وصرتي شهيدة برتبة وطن. عرسك بطل بـ 6-6-2021 صار بكرا يا عيوني. كلشي كان بدك ياه حايكون موجود الا شوفتي فيكي بالفستان الأبيض. كسرتيلي ضهري يا روحي حرقتيلي قلب قلبي راحت طعمة الحياة مع غيابك عني. الله يحرق قلبو يلي حرمني منك ومن ضحكتك ومن حنيتك يا روحي انتي . بحبك وحا ضل حبك حتى صير معك ونكفي مشوارنا”. 

وودّعت بلدة القاع شهيدة الواجب في موكب انطلق من كنيسة مار الياس الحي في بلدة القاع الى مثواها الاخير في مدافن البلدة.

تقدم المشيعين راعي ابرشية بعلبك والبقاع الشمالي المطران الياس رحال الذي ترأس قداسا لراحة نفسها في كنيسة البلدة وبحضور النائب الدكتور انطوان حبشي وزوجة مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا وشخصيات عسكرية وبلدية وأمنية ووفد من فوج اطفاء بيروت.

وأطلق رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر اسم الشهيد الراحلة على احد ملاعب البلدة.

راشيا: كذلك، ودعت مدينة راشيا الوادي قبل ظهر اليوم المفتش المؤهل في الامن العام الشهيد قيصر فؤاد أبو مرهج الذي سقط في انفجار مرفأ بيروت اثناء قيامه بواجبه ، في مأتم مهيب حضره حشد من ابناء منطقتي راشيا والبقاع الغربي تقدمه رجال الدين من مختلف الطوائف وفاعليات حزبية وسياسية واجتماعية وقيادات عسكرية. 

رفع الجثمان لحظة وصول موكب الجنازة الى مدخل راشيا على اكف رفاق الشهيد العسكريين والمدنيين، واخترق السوق الاثري وصولا الى كنيسة السيدة وسط التصفيق والزغاريد. 

ورفع الاب ادوار شحادة الصلاة الجنائزية عن روح الشهيد يساعده لفيف من الكهنة بعدها دفن في مدافن العائلة، وكانت ثلة من رفاق السلاح قدمت التحية العسكرية للشهيد وسط حال من الحزن الشديد والاسى في اوساط رفاقه وعارفيه. 

حاروف: إلى ذلك، شيع أهالي حاروف الجنوبية، الشهيد علي عبده أيوب الذي قضى في إنفجار بيروت مع زوجته ملاك بظاظا، حيث صودف وجودهما في أحد مطاعم الجميزة لحظة الانفجار. 

تقدم موكب التشييع الذي انطلق من منزل ذوي الشهيد، حملة الاكاليل وسيارات الاسعاف، وشارك فيه أبناء البلدة، باتجاه الجبانة حيث أم المصلين الشيخ محمد أيوب ليوارى بعدها في الثرى في روضة البلدة. 

النبي عثمان: وشيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدات دوير عدوية – عكار، بدغان – عاليه والنبي عثمان – بعلبك، كلاً من الملازم كمال كفا والمعاون جواد شيا والرقيب حسن طي، الذين استشهدوا نتيجة الانفجار الكارثي في مدينة بيروت.
استهل التشييع بإقامة مراسم التكريم للشهداء أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو، حيث أدّت لهم ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليدهم أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم نُقِلت الجثامين إلى البلدات المذكورة. وقد مثّل كلٌّ من العميد الركن حنا الزهوري والعقيد الركن جورج خوري والعقيد الركن محمد علي الزّمار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون في احتفالات التأبين الثلاثة، وألقوا كلمات بالمناسبة نوّهوا فيها ببطولات الشهداء وتفانيهم في أداء الواجب العسكري.

كما شيعت بلدة النبي عثمان الرقيب الشهيد في الجيش اللبناني حسن طي الذي قضى في انفجار المرفأ، في حضور العقيد الركن محمد علي الزمار ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، والرائد مجدي عباس ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وممثل مدير عام امن الدولة. وبعد مراسم تكريمية من قبل الجيش اللبناني، صلى على جثمانه إمام بلدة النبي عثمان الشيخ محمود نزها قبل أن يوارى الثرى. 

عانا:  شيعت بلدة عانا في البقاع الغربي التي اتشحت بالسواد، وسط مظاهر الحزن والأسى، ابنها المفتش الممتاز الشهيد فارس جورج كيوان الذي سقط في انفجار مرفأ بيروت اثناء قيامه بواجبه.

وشاركت في التشييع وفود شعبية بقاعية وفاعليات حزبية وروحية وقيادات عسكرية.
ولحظة وصول الجثمان الى البلدة، قدمت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية على وقع نشيد الموت.

وأقيمت الصلاة الجنائزية لراحة نفسه في كنيسة مار يوحنا المعمدان في البلدة.
وألقيت كلمات وقصائد اشادت بمزايا الشهيد ثم ووري في الثرى في مدافن العائلة، وسط الزغاريد ونثر الارز.

قرطبا: وبدورها دعت بلدة قرطبا وسط أجواء من الحزن إبنها الشهيد جوزف طانوس روكز الذي قضى في إنفجار مرفأ بيروت.

وترأس صلاة الجنازة عن راحة نقسه في كاتدرائية مار الياس الرعائية الأب شربل شليطا، بمعاونة الأبوين بشارة الخوري، وميشال صقر،في حضور ممثل نقيب المحامين ملحم خلف المحامي عماد مرتينوس، رئيس إتحاد قضاء بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مرتينوس، رئيس النادي الثقافي الرياضي الإجتماعي في قرطبا جورج كرم،وحشد من فعاليات البلدة السياسية والحزبية وأبناء قرطبا وعائلة الراحل.

وألقى الأب شليطا عظة أشار فيها إلى "أننا نودع اليوم جوزف ولا تزال قرطبا تتنظر معرفة مصير 3 من شبابها كانوا من عداد فوج إطفاء بيروت الذين هرعوا لإخماد النيران في المرفأ"، مؤكدا أن "جوزف هو شهيد الواجب والإلتزام وشهيد لقمة العيش".

وبعد القداس تقبلت العائلة التعازي ووري الراحل في مدافن العائلة في دير مار سركيس وباخوس.

 زغرتا: و شيعت بلدتا مزيارة وسبعل في قضاء زغرتا شهيدين سقطا في انفجار مرفأ في بيروت.

ففي بلدة مزيارة في القضاء اقيمت صلاة الجنازة للشهيد جهاد مارون سعادة الذي استشهد في مركز سرطان الاطفال حيث كان الى جانب طفله الذي يتلقى العلاج من المرض الخبيث، وقد اقيمت الجنازة في كنيسة سيدة الانتقال بمشاركة العائلة والاهل والاقرباء وترأسها خادم الرعية وعاونه كهنة البلدة.

ووسط مظاهر الحزن والاسى والحرقة، ودعت الزوجة الثكلى سهى الجعيتاني وطفلاها كارل ودجما، جهاد الذي وضع في نعش لف بالعلم اللبناني.

وفي بلدة سبعل اقيمت صلاة الجنازة ووضع البخور على روح الشهيدة زينة موريس شمعون وسط مشاركة الاهل والاصدقاء، وفق ما تسمح به الكنيسة بسبب الكورونا، في كنيسة سيدة الانتقال في سبعل وترأسها خادم الرعية بمعاونة كهنة الرعية ورعايا الجوار،
"وسط مظاهر الحزن واللوعة على ربة عائلة استشهدت وهي في عز العطاء في وقت لا تزال فيه عائلتها بامس الحاجة اليها لكنها مشيئة الرب التي لا يمكن أحدا ان يغير فيها شيئا"، كما جاء في العظة.

وبعد الجناز، تقبلت العائلة التعازي في باحة الكنيسة.

القليعة:كما شيعت قوى الامن الداخلي وبلدة القليعة الجنوبية في مأتم رسمي وشعبي المؤهل اول الشهيد جرجس دعيبس الذي قضى جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت.

ترأس رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج الصلاة عن راحة نفسه التي أقيمت في كنيسة مار جرجس - القليعة، حضرها الى جانب عائلته قائد الجيش العماد جوزف عون ممثلا بالرائد جورج مخول، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بقائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد غسان شمس الدين، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلا بالرائد طوني طانيوس، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالعقيد منير ضاهر، وعدد من الضباط ورفاق السلاح.

وألقى شمس الدين كلمة قال فيها: "من اللحظة التي نلبس فيها البزة العسكرية، ندرك أننا نذرنا أنفسنا لخدمة الناس، وتعهدنا، من خلال القسم، بالتضحية إلى أقصى الحدود، لأننا نعرف أن تراب الأرض، وكرامة الوطن، وحياة الناس، ثروات لا يساوم عليها. أمام المأساة الكارثية التي حلت بلبنان، في مرفأ بيروت، لا يسعنا إلا الانحناء خشوعا، بروح مرفوعة، فهناك توحد دم الشهداء، مدنيين وعسكريين من كل لبنان، مشهد حرك مشاعر العالم بأسره، حيث تجلت فيه التضحية مع البطولة، في شهادة نفخر بها، لمست قلوبنا وأرواحنا".

اضاف: "بلغة اللحم والدم ندعو الله أن يلهم أهل المؤهل الأول الشهيد جرجس دعيبس، ورفاقه الصبر والسلوان، وبلغة الوطن، نحيي روحك أيها البطل الشهيد، فقد أضحت في قافلة الشهداء الأبرار الذين منهم نستلهم البطولة، ونستمد الطاقة، ونعتصم بحبل المبادئ الأصيلة التي جمعتنا تحت عنوان محبة الوطن. أيها المؤهل الأول الشهيد، صحيح أننا فقدناك، اليوم، فردا عزيزا بيننا، ولكن روحك باقية فينا، نستذكرك قدوة لمن يحب وطنه، وفيا لعملك في مؤسسة قوى الأمن الداخلي وسلك أمن الدولة، كريما في أخلاقك وحياتك بين محبيك، مخلصا وصادقا لزملائك ومن عرفتهم من قريب أو بعيد. فما بقي منك معنا، هو أكثر مما كنت عليه".

وختم: "أيها البطل الشهيد، لقد شرفت الشهادة، وشرفت وطنك وأهلك، فنقشت اسمك في قائمة لائحة الشرف، وحفرته في جدران القلوب، وسطرته في صفحات الذاكرة. استشهادك لم يكن عاديا، فقد اقترن بمأساة وطن، وأنت من عشقت الحياة، وصنعت لمن عرفوك صورة تنطق فيها ثقافة البذل والتضحية، لأنك آثرت أن تقرن القول بالعمل، وأثبت أنك لزمت قسمك العسكري خط سير لا يعرف الانقطاع، ودستور حياة لا تقربه الخيانة. غمرك الله برحمته، أيها الشهيد، مع شهداء الوطن كافة، وبقيت أرواحكم منارة لنا، نسترشد بها في الشدائد، ونستلهم منها الصمود.. ويبقى رجاؤنا أن يأخذ الله وطننا الغالي لبنان إلى شاطئ الأمان، وواحة الخلاص. رحم الله روحك، وأسكنك جنات خلده".

وقلد ممثل عثمان الشهيد الأوسمة باسم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ثم قام رفاقه بحمل النعش على الأكف حيث قدم له السلاح على وقع موسيقى قوى الامن، وانطلق موكب التشييع يتقدمه حملة الاوسمة والاكاليل باسم قوى الأمن الى مثواه الأخير.

https://twitter.com/i/status/1291308212587769856

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o