Aug 05, 2020 6:37 PM
أخبار محلية

الراعي متفقداً الاضرار في بيروت: لم نعد نحتمل

المركزية - تفقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه السفير البابوي جوزيف سبيتيري والمطران أنطوان عوكر، الى مطرانية بيروت المارونية في زيارة تفقدية للابرشية على اثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بعد ظهر امس، والذي ادى الى وقوع نحو مئة شهيد والمئات من الجرحى والآلاف من المنكوبين من المناطق المحيطة، وذلك في إطار جولة تفقدية تشمل عددا من المراكز الدينية والاستشفائية.

واطلع الراعي من عبد الساتر على وضع ابناء الابرشية الذين تأثروا بشكل مباشر من جراء الانفجار، فسقط من بينهم ضحايا وجرحى ودمر عدد من المنازل. كما عرض عبد الساتر للأضرار الكبيرة التي اصابت المطرانية، منوها بدور الشبيبة والكشافة الذين أتوا منذ الصباح وقدموا ولا يزالون المساعدات الميدانية للأهالي في المنطقة.

ومن مطرانية بيروت، اشار الراعي الى انها "ليست المرة الأولى التي تنال العروس نصيبها من الدمار لكنها دائما تقوم بحلة جديدة وبقوة الرب والارادات ستنهض بيروت من ركامها".

واضاف: " لم يعد الشعب اللبناني يستطيع تحمل المزيد من المآسي"

وشدد على تضامن الكنيسة مع اهالي الضحايا والشهداء والجرحى قائلاً" : نقول لأهالي الضحايا لا تخافوا الكنيسة معكم والى جانبكم  والكنيسة بتصرّف جميع المحتاجين وهذا الأمر ضمن الخطة الإنقاذية للبنان في ظلّ الظروف الصعبة، ولقد وطلبت اليوم في ندائي تنظيم صندوق لمساعدة لبنان تشرف عليه الامم المتحدة لتصل المساعدات الى كل الناس".

واردف قائلاً: "نتظر التحقيق الجاري وعلى المسؤولين والقضاء القيام بالتحقيقات وبالنسبة للحياد ما زلنا على موقفنا وسنصدر مذكرة لنذكر بمعنى الحياد وقيمته واهميته"

ثم وجه كلمة شكر مع السفير الباباوي لكل الدول التي أعلنت استعدادها لتقديم المساعدات كما وجه نداءات لكل الدول لتساعد لبنان لأنه غير قادر على التحمل.

من جهته، وجه السفير البابوي جوزيف سبيتاري باسم البابا فرنسيس كلمة نقل فيها تضامن البابا الذي وجه هذا الصباح نداء من أجل لبنان، وقال: "إن كل الرهبنات والجمعيات في الفاتيكان تداعت من أجل النظر في كيفية مساعدة لبنان خصوصا المصابين والنازحين من منازلهم، وبنعمة الرب سنرى كيف سنقدم المساعدات في اقرب وقت ممكن من خلال جمعية كاريتاس والكنيسة الكاثوليكية في لبنان".

واعلن عن تضامن الكنيسة جمعاء مع لبنان وقال: "تلقيت اتصالا من مطران ريو دوجنيرو، ومن مطارنة من أوروبا ومن مالطا، جميعهم يرغبون بالتعبير عن تضامنهم وبتقديم المساعدات اللازمة للبنان".

سئل: هل ستكون المساعدات مادية أو صحية؟
اجاب: "نحن ندرس كل أنواع المساعدات وتعمل كاريتاس الدولية من أجل جمع الأموال من كل البلدان وبعدها سنرى كيفية إيصال هذه المساعدات من خلال الكنيسة المحلية".

مطرانية الروم الارثوذكس: ثم تفقد البطريرك الراعي مطرانية الروم الاورثوذكس في الاشرفية، أشار المطران الياس عودة الى ان "العناية الإلهية هي التي أنقذتنا في المطرانية"، وعرض لحجم الدمار الذي اصابها جراء الانفجار، وقال:"ان ما حدث هو كارثة وهو ابشع صورة. وأنا كرجل إيمان اعتبر ان هذه التجربة سمح بها الرب لزيادة ايماننا ولنتعلم الصبر ليظهر الرب عجائبه، ولا يمكن مواجهة هذه الأمور الا بالرب يسوع". واعتبر عودة انه "بعد هذه التجارب عادت العائلة لتجتمع مع بعضها من جديد وهذا تدخل الهي . لا نريد ان يحدثونا بشفاههم عن الرب وانما بافعالهم، مهمتنا اليوم هي قدرتنا على انتشال شعبنا من هذه المحنة، ولا يمكننا القيام بذلك الا من خلال المحبة التي نبشر بها".

من جهته اعتبر البطريرك الراعي ان "الواجب الكنسي ملتزمة به الكنيسة وهي تضع في خدمة المؤمنين اديارها ومؤسساتها لمساعدتهم وفق امكانياتها لتجاوز المحنة التي يمرون بها"، وأكد "وقوف الكنيسة عاطفيا وروحيا وماديا مع الشعب اللبناني لتأمين احتياجاته".

بطريركية الارمن الكاثوليك: بعدها وصل البطريرك الراعي الى بطريركية الأرمن الكاثوليك والتقى البطريرك غريغور بيدروس يرافقه السفير البابوي جوزيف سبيتيري، في إطار جولته التفقدية.

الجعيتاوي: ومن مطرانية بيروت للروم الارثوذكس انتقل الراعي الى المستشفى اللبناني الفرنسي الجعيتاوي واطلع من القيمين على الأضرار التي لحقت بالمستشفى.

واشاد الراعي "باندفاع وتفاني الطاقم الطبي في تأديته لمهمته الإنسانية البارحة في ظرف قاس للغاية وتمكنوا من اسعاف نحو 150 جريحا".

واكد "باسم المطارنة الموارنة تضامن الكنيسة ووقوفها الى جانب اللبنانيين على كافة المستويات ومن مستشفى الجعيتاوي اعلن ان التضامن الدولي مع لبنان في نكبته امر مؤثر".

واعتبر ان "الدولة ستساعد بحسب امكاناتها الا ان الكلفة ستكون اكثر بكثير من 5 مليارات"، مشددا على "أهمية وضرورة تقديم المساعدة للبنان لاننا كلنا في مركب واحد وان غرق فسنغرق جميعا".

ودعا "السياسيين الى الخروج من حساباتهم الضيقة لان الوطن لم يعد يحتمل"، ورأى انه "على القضاء ان يقوم بعمله بعيدا عن اي تسييس".

من جهته، أشار السفير البابوي الى ان "مرافقته للبطريرك الراعي هي للتأكيد على تضامن قداسته مع أهالي بيروت واللبنانيين ونحن قد وجهنا نداء اعلنا تضامن الكنيسة الكاثوليكية واستعدادها لتقديم المساعدات للمستشفيات وغيرها".

وكان الراعي جال على أقسام المستشفى واطلع على الأضرار الجسيمة التي لحقت به ما اضطر الى إخلائه من المرضى بشكل كامل، وشكر مدير المستشفى الدكتور يارد الراعي على "زيارته التفقدية واعدا إياه بعودة العمل في أقسام المستشفى بفضل مساعدة الخيرين".

مار مارون البوشرية: ووصل الراعي الى كنيسة مار مارون البوشرية في إطار جولته التفقدية على المراكز الدينية والمستشفيات التي تضررت بفعل الانفجار.

نداء: من جهة أخرى، وجه الراعي نداء إلى دول العالم، جاء فيه: "بيروت مدينة منكوبة. كارثة حلت فيها نتيجة الانفجار الغامض الذي وقع في مرفئها. بيروت عروس الشرق وقبلة الغرب جريحة. كأنها ساحة حرب من دون حرب. دمار وخراب في كل شوارعها وأحيائها وبيوتها. لقد استشهد عشرات المواطنات والمواطنين، وأصيب ألوف الأشخاص وتهدمت مستشفيات وكنائس ومنازل ومؤسسات وفنادق ومتاجر ومختلف المرافق العامة والخاصة، وتشرد مئات العائلات من دون مأوى. حصل كل ذلك والدولة في حالة انهيار اقتصادي ومالي يجعلها عاجزة عن مواجهة هذه الكارثة الإنسانية والعمرانية، والشعب اللبناني في حالة فقر وعوز.
إن الكنيسة التي وضعت شبكة إغاثة على كامل الأراضي اللبنانية، ترى نفسها اليوم أمام واجب كبير آخر هي عاجزة بقواها الذاتية تحمله، لكنها متضامنة بالكلية مع المنكوبين وأهالي الضحايا والجرحى والمشردين الذين تستقبلهم في مؤسساتها.
وإني بإسم الكنيسة في لبنان، أوجه الشكر لكل الدول التي أعلنت عن استعدادها لمساعدة بيروت المنكوبة، وأتوجه إلى سواها من الدول الشقيقة والصديقة، وإلى الدول الكبرى، وإلى الأمم المتحدة، أن تبادر مشكورة إلى تقديم المساعدات الفورية لإنقاذ مدينة بيروت بمنأى عن أي اعتبار سياسي، لأن ما جرى يتعدى السياسة والصراعات. وأدعو المؤسسات الخيرية في مختلف البلدان إلى مساعدة العائلات اللبنانية، والبيروتية بشكل خاص، من أجل أن تتمكن من تضميد جروحاتها وترميم بيوتها.
منذ هذه السنوات الأخيرة ولبنان يمر في كوارث سياسية وأمنية واقتصادية ومالية متلاحقة تستدعي التدخل لإنقاذه. فلبنان الذي قدم للعالم الحرف يستأهل أن يكون أشقاؤه وأصدقاؤه إلى جانبه بما يسعفه لإعادة ترميم عاصمته من خلال إنشاء صندوق سريع بإشراف أممي لتوزيع هذه المساعدات. أتوجه إليكم لأني على ثقة بأنكم تحبون لبنان وستلبون النداء. أتوجه إليكم لأني أعرف مدى رغبتكم في أن يعود لبنان إلى دوره التاريخي في خدمة الإنسان والديمقراطية والسلام في الشرق الأوسط والعالم".

 

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o