انفجار الامونيوم...ما مدى الخطورة على تلوث الهواء؟

المركزية – بعد انفجار مرفأ بيروت مساء أمس، والذي أشارت المعلومات الأولية، السابقة لنتائج التحقيق الرسمي، إلى أنه ناجم عن احتراق اكثر من 2500 كيلوغرام من مادة "نترات الأمونيوم" مخزّنة في العنبر رقم 12 في المرفأ بعد مصادرتها عام 2014، تمّ التداول بروايات عديدة أثيرت حول تداعيات انفجار هذه المادّة التي غيّرت معالم بيروت ومستوى التلوث البيئي الممكن أن تكون تسببت به مع ما لذلك من آثار خطيرة يمكن أن يتركها تنشّق الهواء الملوّث على صحة الإنسان.  

ووسط توالي الأخبار والمعلومات حول الموضوع، من دون أن يتأكّد المواطن من مدى دقّتها أو مصدره، أفاد مختبر أبحاث AUB Aerosol أن "مؤشرات جودة الهواء عادت إلى مستوياتها الطبيعية في بيروت بعد الارتفاع الحاد الذي لوحظ بين السادسة والسابعة من مساء أمس، عقب الانفجار الهائل في مرفأ بيروت. وحملت الرياح العامود الدخاني الناتج عن الانفجار فتناثر في الجو فوق لبنان ثم فوق الدول المجاورة إلى ما دون الحدود القابلة للكشف، بحيث لم يعد يمثل تهديدًا للصحة العامة. واستقرت جزيئات الغبار الكبيرة الناتجة عن الإنفجار على الأرض في المناطق المعاكسة للمرفأ بحيث يمكن ان تتطاير مجددا وتنتشر في الهواء أثناء عمليات التنظيف ومرور المركبات". 

بعد 24 ساعة تقريباً على الحادثة، هل من تقييم واضح بشأن الأثر على التلوث البيئي لمعرفة ما إذا كانت هناك من احتياطات يجب على المواطن الالتزام بها؟ 

مديرة مركز حماية الطبيعة والمتخصصة في تلوث الهواء الدكتورة نجاة صليبا شرحت لـ "المركزية" أن "حتى اللحظة لا معطيات واضحة حول تلوّث الهواء، لا يمكن أن نعرف مدى الأضرار التي خلّفها الانفجار ونسبة المواد السامة الناتجة منه إلا من خلال الحصول على معلومات مؤكّدة حول نوعية المواد التي اشتعلت وما هي الرواسب الموجودة في موقع الإنفجار. ولاحظنا أن الجزئيات الملوثة فيه ارتفعت أمس ثم عادت إلى طبيعتها صباحاً". 

ولفتت إلى أننا "نرى الكثير من الغبار والزجاج المكسّر حول المباني السكنية المتضررة، ويجب الانتباه جدّاً أثناء القيام بمحاولات التنظيف والتوضيب ورمي الأغراض، ومن المفترض على المتقدمين في السن والأطفال أخذ الحيطة والحذر بشدّة وملازمة المنازل لأن في حال وجود أي تلوّث في الهواء يكون هؤلاء الأكثر عرضة للخطر والتأثّر، ومن الأفضل أن يلتزم الأشخاص في الطرقات بوضع الكمامات". 

ما هي نترات الأمونيوم؟ تدخل هذه المادة في تركيبة الأسمدة الزراعية التي تسمى "الأمونترات" والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للاشتعال ولكنها من المؤكسدات، أي أنها تتيح احتراق مادة أخرى قابلة للاشتعال. وهي عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم مكوناً أساسياً للعديد من الأسمدة النيتروجينية في شكل حبيبات. وسبق أن تسببت في العديد من الحوادث الصناعية على امتداد 100 عام. وأثبتت دراسة أميركية أن "من الصعب جدا إشعالها" كما أن "ليس من السهل تفجيرها".