ملاحقة مستودعات الغذاء الفاسد...استفاقة متأخرة
افرام: تعيين هيئة حماية الغذاء ضروري

المركزية – برز خلال الأسابيع المنصرمة ملف المواد الغذائية الفاسدة، حيث حصلت سلسلة مداهمات لمستودعات عمدت لسنوات عدّة إلى تغيير تواريخ الصلاحية لمنتجات غذائية على أن يعاد بيعها في الأسواق، الأمر الذي أكّد أن حتى السلامة الغذائية للمواطن ينخرها الفساد، وكأن غلاء الأسعار وتلوّث المياه والهواء وجبال النفابات الناجمة عنه لا تكفي لتهديد صحته، لا بل القضاء عليها، وسط قطاع طبي واستشفائي يقف على مشارف الانهيار، مع انعدام أي اكتراث من قبل الدولة لضمان حصول مواطنيها على تأمين صحي يضمن لهم حقّ الاستشفاء بكرامة. 

اكثرمن سؤال يطرح نفسه في توقيت الاضاءة على اكتشاف هذه المستودعات والخلفيات، حيث تساءلت أوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" عن الاستفاقة المتأخرة لمداهمة المستودعات التي تخزن المواد الغذائية الفاسدة،  وكيف اكتشفت أجهزة الدولة ومؤسساتها الآن وفجأةً المستودعات هذه؟ فأين كان المسؤولون في وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك وأمن الدولة والأجهزة الأخرى طيلة السنوات الماضية حيث كان اللبناني يتناول الطعام الفاسد بتواريخ صلاحية مزوّرة من دون حسيب ولا رقيب؟ 

عن هذه الاستفاقة، سألت "المركزية" رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والتخطيط النيابية النائب نعمة افرام، الذي اعتبر أن "إقرار وتعيين هيئة حماية الغذاء تأخّر كغيرها من الهيئات الناظمة. كانت هناك هيئة لحماية الغذاء في وزارة الاقتصاد لم تقرّ بعد وهذه أمور تؤثّر على الإنتاجية والعمل المطلوب من الدولة"، آسفاً "لترهل الأخيرة يوماً بعد الآخر وتراجع قدرتها على التنفيذ في كلّ المجالات". 

وأمل "إقرار الهيئة قريباً، لكن الأهم السماح للأكثر كفاءة وملاءمة بإشغال هذا المنصب، لا أن يكون التعيين سياسيا"، لافتاً إلى "أننا نعاني أزمةً كبيرة في البلد متمثّلة بانعدام الثقة في الطاقم السياسي الذي يبدّي دائماً الولاءات على حساب القدرة والكفاءات. هذه النقطة أساسية وشديدة الأهمية ونحتاج إلى تجسّدها في كلّ مفاصل الدولة". 

وأوضح افرام أن "لجنة الاقتصاد تتابع بدقة كل المواضيع الداخلة ضمن صلاحياتها، منها حماية المستهلك، وأكثر ما يهم في الموضوع التأخّر في القيام باللازم أي تعيين الهيئة المذكورة في أسرع وقت. والإخبارات أو الشكاوى تصل إلى الوزارة لا إلى لجنة الاقتصاد". 

وختم "لا شكّ  أن دور القضاء كبير جدّاً في موضوع سلامة الغذاء، ومن المهم ملاحقة القضية وتوضيح حقيقة ما يحصل عبر اتخاذ موقف حاسم وسط التداول بالمعلومات والأخبار المختلفة، والأكيد أن المتأخّر غير فعّال".