Aug 01, 2020 12:17 PM
خاص

هل من عوائق فعلية تقف في وجه تحقيق الحياد؟
طبارة: ليتنا نستطيع فرض حيادنا على جهات متناحرة على لبنان

المركزية – رغم التفاف الكثير من القوى اللبنانية حول طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الداعي الى الحياد الايجابي الناشط الذي ينقذ لبنان من التجاذبات الاقليمية والدولية ويحيده عن صراعات المنطقة، ما زالت بعض الأصوات ترتفع، معتبرة ان الحياد صعب التحقيق، وأبرزها موقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي أطلقه أمس في رسالته، لمناسبة عيد الاضحى، معلناً رفضه ما أسماها "قصة الحياد" قائلا انها "مستحيلة لا لأننا لا نريدها، بل لأنها غير ممكنة على الإطلاق، فالعالم مقسوم بشدة، ومنطقتنا مشتعلة بمختلف الحروب والأدوات، والحشد الدولي يخوض معارك على المنطقة ولبنان فيها، ويعيد انتاج القوة لتقسيم الدول والكيانات، بما فيها بلدنا، ومن يضع رأسه في الرمال يؤكل، فلا تضعوا رؤوسكم في الرمال فالمنطقة إلى كارثة". فهل من عوائق فعلية تقف في وجه تحقيق الحياد؟  

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة قال لـ"المركزية": "الحياد كفكرة جيد، لكن في الواقع الذي نعيش اليوم، حيث تتناتش جهتان لبنان، الامر صعب"، موضحاً: "اذا أراد لبنان ان يقف على الحياد، وطلب من الطرفين اللذين يتناتشانه الابتعاد عنه، هل سيبتعدان؟"، معتبراً "ان على الطرفين التوقف عن التناتش كي يتمكن لبنان من الوقوف على الحياد، وان يقبلا بهذا الطرح، وعندها فقط يمكن تحقيقه. لكن هذين الطرفين لن يقبلا. من جهة اخرى، الشروط التي يضعانها تقف عائقا، فلبنان يمرّ حاليا بحالة يائسة اقتصاديا وليس لديه من باب الا صندوق النقد الدولي، والصندوق، كما يعلم الجميع، الولايات المتحدة الاميركية لها النفوذ الكامل عليه، حتى قانونه الداخلي، لتغيير كلمة واحدة يحتاج الى 15 في المئة من الاصوات، اي 15 في المئة من المدفوعات، او مساهمات الدول، وتتمثّل أهمية الاشتراك في أنه على قَدر حجم التمويل يتحدّد عدد الأصوات. وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر المساهمين في الصندوق بنسبة  17 في المئة، ما يعني انه لا يمكن تغيير اي كلمة في القانون الداخلي من دون موافقتها. وفي حال التصويت على اي رشأن يخص الصندوق، ترجح الكفة لصالح الولايات المتحدة، لأنها تشكل مع "أصدقائها" 60 في المئة من الاصوات. إذاً هذا صندوق يؤثر عليه الاميركيون، ونحن نحتاج اليه"، مشيراً إلى "ان على لبنان ان يقول لا نريد صندوق النقد فنحن لدينا ما يكفي ويمكننا ان نأخذ من الجهة التي نريد، لكننا لم نصل الى هذا الحد بعد". 

أضاف طبارة: "تأتي الصين او ايران لتعلنا ان بإمكانهما مساعدة لبنان في تأمين الكهرباء مثلاً، فتبادر الولايات المتحدة الى القول: "اذا لجأتم الى الصين او ايران للحصول على الكهرباء نسحب كل المساعدات". هذا هو التناتش . كل يحاول فرض شروطه على الآخر،  ليتنا نستطيع فرض حيادنا على الجهات المتناحرة التي تشد لبنان كل الى جهتها، لكن ليست هذه الحالة التي نحن فيها، علينا الا نزعج هذا الطرف ونتعامل مع الطرف الآخر بالتي هي احسن، هذا ما يجب ان تكون عليه سياستنا الخارجية في الوقت الحاضر، وعندما نصبح مثل سويسرا لدينا جيش قوي... يمكننا طلب الحياد. 

وختم: "لا حياد حاليا، بل ما يجب ان نقوم به في سياستنا الخارجية راهناً، هو ان نمشي بين حبيبات المطر، نلتف تارة الى اليمين وطوراً الى الشمال، كي نتبلل بأقل قدر ممكن بغية الوصول الى الهدف، وليس المطلوب ان نسير مباشرة ونلتقط المطر ونرميه مجدداً الى السماء لأننا أصبحنا حياديين لأنه سيعود ليسقط على رؤوسنا، وهذا ليس أوانه بعد".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o