Jul 31, 2020 12:22 PM
خاص

رغم شرح بكركي مفهوم الحياد مرارا.. إصرارٌ متعمّد على تحريفه؟!
الطرح لا يُفقد لبنان حقّ الدفاع عن نفسه وحقوقه ومصالحه بل يعزّزه

المركزية- رغم شرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أكثر من مرة مفهومه للحياد الذي ترفع بكركي لواءه منذ أسابيع، كخشبة خلاص للبنان، وتوضيحه انه يعني الابتعاد عن الاحلاف المتناحرة في المنطقة وعدم إقحام لبنان في اي محور من محاور الاقليم ولا في حروبه، يبدو ان الفكرة لم تصل بعد واضحة الى الشركاء في الوطن، أم أنهم لا يريدون ان يفهموها على حقيقتها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

فاليوم، جدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في رسالته إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، لمناسبة عيد الاضحى، رفضه ما أسماها "قصة الحياد" قائلا انها "مستحيلة لا لأننا لا نريدها، بل لأنها غير ممكنة على الإطلاق، فالعالم مقسوم بشدة، ومنطقتنا مشتعلة بمختلف الحروب والأدوات، والحشد الدولي يخوض معارك على المنطقة ولبنان فيها، ويعيد انتاج القوة لتقسيم الدول والكيانات، بما فيها بلدنا، ومن يضع رأسه في الرمال يؤكل، فلا تضعوا رؤوسكم في الرمال فالمنطقة إلى كارثة". وعلّل موقفه بما يلي "يعيش لبنان على وقع دوي حروب المنطقة الهائجة، في ظل مشروع دولي إقليمي، يرعاه ويديره الأميركي ويمارسه حربا اقتصادية هائلة على لبنان، ويفرضه حصارا دوليا شاملا على شعبه ومشروع دولته، وسط انقسام سياسي داخلي، ودعوات للنأي بلبنان عن نيران المنطقة وحروبها، في الوقت الذي نرى فيه أن جزءا من هذه الحروب الكارثية، وهذا الحصار اللاأخلاقي واللاإنساني واللاقانوني هو على لبنان وليس بعيدا عنه، ما يعني ويؤكد أن لبنان في قلب العاصفة، وضمن محاورها، ولا يمكن أن يكون محايدا، بل عليه أن يكون شريكا فاعلا وأساسيا في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه، وإلا أصبح فريسة سهلة المنال؛ وعليه قلنا بالانحياز لكل ما فيه مصلحة لبنان، وندعو إلى تعزيز هذا المبدأ، وتدعيمه بالوحدة ومشاركة الجميع، والبحث في كل الاتجاهات التي تمكننا من الدفاع عن سيادتنا وعن أرضنا وعن ثروات بلدنا في البر والبحر.

بحسب قبلان الحياد غير ممكن لان ثمة من يعتدي علينا اقتصاديا (الاميركيون) وعسكريا (الاسرائيليون والتكفيريون) وبالتالي لا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي بل علينا ان ندافع عن نفسنا. وهنا، توضح المصادر ان الحياد لا يعني ابدا السكوت عن اي اعتداء على لبنان بل بالعكس، أساسه قيام دولة وجيش قويين للدفاع عن الدولة متى تعرّضت لاي تهديد. الا ان الجدير ذكره، ان الحصار الاميركي الاقتصادي المفترض هو نتيجة لانغماس حزب الله في حروب المنطقة وتحويله لبنان ساحة يمكن ان تستخدمها ايران ساعة تشاء لتوجيه الرسائل الساخنة الى اسرائيل والاميركيين، متى دعت الحاجة. اي ان الحصار هو نتيجة لفقدان الحياد في بيروت ولانحيازها لصالح محور الجمهورية الاسلامية. اما العدو الاسرائيلي، فلا أحد يطالب بمهادنته او التطبيع معه. فالبطريرك نفسه قال انها عدو وان  للبنان الحق في الدفاع عن نفسه في وجه أطماعه، لكن طبعا عبر مؤسساته الامنية والعسكرية الشرعية، والامر نفسه ينسحب على التهديد التكفيري او سواه.

لكن على ما يبدو، تضيف المصادر، البعض لا يزال يرفض الحياد لانه يريد ان يتوجه الى القتال في سوريا واليمن والعراق متى يشاء، ويريد إبقاء لبنان صندوقا في يد ايران ويريد فتح حروب مع اسرائيل متى شعر ان ثمة حاجة "اقليمية" لذلك. ولهذه الاسباب "العقائدية" "المصلحية" الفئوية، لا يريد الحياد... أما الدفاع عن النفس، فحجة في غير مكانها ولا علاقة لها بالحياد!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o