Apr 09, 2018 3:14 PM
تحليل سياسي

العالم يتوعّد الأسد بعد "كيميائي دوما" واسرائيل تغير مجددا في سوريا
ترامب يساوي بين خطري النزوح وايران لبنانيا..ونصرالله: الانتخابات لتحصين المقاومة
عون قبل توجهه الى قمة الرياض: المملكة صديقة..خوري في معراب..وبن سلمان في باريس

المركزية- فرضت التطورات الميدانية في سوريا نفسها على الاهتمامات العالمية والمحلية على حد سواء، سارقة الانتباه اللبناني من الاستحقاق النيابي المنتظر في 6 ايار المقبل ومن نتائج مؤتمر "سادر".

مطار التيفور: فبعد ان خرق الاجواء اللبنانية من جونية الى بعلبك فجرا (كما اوضحت قيادة الجيش)، قصف الطيران الحربي الاسرائيلي مطار التيفور العسكري في حمص وسط سوريا، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية، مؤكدة أن الهجوم تم بثمانية صواريخ، وأن لا يوجد ضحايا من بين المستشارين العسكريين الروس. من جهتها، أعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) أنّ العديد من الصواريخ استهدفت فجر الإثنين مطار التيفور العسكري وادت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقد افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "14 قتيلاً بينهم ايرانيون قتلوا في الضربة الجوية". وفي حين لم يصدر أي موقف رسمي إسرائيلي في شأن الهجوم على المطار، علماً ان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اعلن في تصريح "ان سلاح الجو الاسرائيلي عاد للعمل في سوريا"، اتّهم الإعلام الرسمي السوري تل ابيب بقصف المطار، بعد ان كان رجّح ان "ان يكون الهجوم الصاروخي "اميركيا"، وهو ما سارعت الى نفيه واشنطن.

كيميائي دوما: في الموازاة، بقيت مستجدات مدينة دوما في الغوطة والتي تسارعت التقارير في شأن قصفها من قبل النظام السوري بالسلاح الكيميائي، تتفاعل دوليا. اذ اعلن البيت الأبيض ان الرئيس دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إمانويل ماكرون تعهدا "برد قوي مشترك" على الهجوم (الذي أفيد اليوم انه أسفر عن سقوط 60 قتيلاً على الأقل وأكثر من ألف مصاب)، وانهما اتفقا على وجوب محاسبة نظام الرئيس بشار الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان". واوضح الإليزيه "ان الزعيمين تبادلا معلوماتهما وتحليلاتهما التي تؤكد استخدام أسلحة كيميائية، وقررا تنسيق إجراءاتهما ومبادراتهما داخل مجلس الأمن الدولي (الذي يعقد اجتماعا طارئا اليوم)، في وقت اتفق وزير الخارجية البريطاني مع نظيره الفرنسي على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هجوم دوما". في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان "الاتهامات باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا مجرد استفزازات"، مشيرا الى ان "لدى روسيا التزامات تجاه دمشق في حال حدوث ضربة أميركية".

جعجع وأمل: وفي ترددات الاحداث السورية لبنانيا، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالشعور بحجم المأساة الإنسانية الدائرة في سوريا منذ سبعة أعوام ونيف، مطالبا "الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالتخلي ولو لمرة واحدة عن حسابات المصالح الضيقة واتخاذ قرار تاريخي تحت الفصل السابع بوقف كل العمليات الحربية في سوريا من أجل القيام بـتحقيق الانتقال السياسي المنشود بعد كل ما جرى". أما حركة امل، فاستنكرت استهداف مطار التيفور، معتبرة انه محاولة لتعويض الهزائم في الغوطة.

تباين حول سادر: على صعيد آخر، يبدو ما أفرزه مؤتمر "سادر" الذي استضافته فرنسا الجمعة، سيشكل مادة سجال داخلي في الفترة المقبلة وسط تباينات في قراءة نتائجه وانعكاساتها محليا. ففيما سارع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الاعلان أمس ان الحزب سيتصدى في السياسة والشارع لاية ضرائب جديدة قد تفرض، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن قيمة القروض والهبات التي نتجت عن مؤتمر "سادر" ستساعد بلا شك على النهوض الاقتصادي للبنان، في حين رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان المؤتمر دل الى عودة "الحضن الدولي للبنان وهو امر لا يمكن تجاهل أهميته".

ترامب: وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس أصدر بيانا غداة انتهاء "سادر"، بدت لافتة فيه موازنته بين خطر النزوح السوري وخطر حزب الله وايران، على لبنان. فهو اشار الى  "أن لبنان بلد يواجه تحديات لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك التدفق غير المسبوق للاجئين، والأثر المدمر لإيران وحزب الله، ولكن، كما نرى من نجاح المؤتمر، فإن لبنان هو أيضاً بلد يتمتع بإمكانيات هائلة وله كثير من الأصدقاء". وأثنى ترامب على تقدم الحكومة اللبنانية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري، مرحبا بخطط لبنان لتعزيز اقتصاده واصفا الانتخابات البرلمانية التي سيجريها لبنان في الشهر المقبل بانها تاريخية وتعتبر من الخطوات الجارية نحو تحسين الحكم وجعله أكثر أمنا.

نشاط انتخابي: وفي وقت تعتبر مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ان اشادة الرئيس الاميركي بالحريري تشكل بلا شك جرعة دعم له عشية الانتخابات النيابية، حضر الاستحقاق في مناسبات عديدة في الويك – اند. فميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خاطب اللبنانيين  في عظة عيد الفصح قائلا "لا تنبهروا بالشعارات او تصدقوا الوعود بل انظروا الى تاريخ من ستقترعون له وانجازاته وبرنامجه وانتخبوا الصدق والامانة والعلم والخبرة والنزاهة والاخلاق". أما الحريري الذي عاد الى بيروت فجال في العاصمة امس حيث حض اللبنانيين على المشاركة الكثيفة في الانتخابات لرفع الحاصل الانتخابي. بدوره، حث نصرالله الجنوبيين في مهرجان أقيم في النبطية امس على الإقبال الكثيف ايضا على الانتخابات "لان عدم الانتخاب هو التخلي عن المسؤولية وترك مصير البلد والناس للمجهول"، مشددا على ان "التحصين السياسي للمقاومة يتم من خلال الحضور القوي في مجلس النواب والحكومة".

عون والمملكة: من جهة ثانية، وعلى مقلب العلاقات اللبنانية – السعودية، وعشية توجه رئيس الجمهورية الى الرياض للمشاركة في القمة العربية في 15 نيسان الجاري، برز اعتبار عون ان مساهمة المملكة في مؤتمر "سادر" إشارة الى التقارب بين البلدين، لافتا الى أن المملكة  دولة صديقة للبنان، وان ما حصل بين البلدين منذ فترة كان عرضيا وربما يعود الى نصيحة او مشورة سيئة قدمت الى ولي العهد محمد بن سلمان في حينه، مؤكدا انه تم تخطي ما حصل.

جعجع – خوري: في الاثناء، وبعد لقائهما في فندق الفينيسيا على هامش احتفال تدشين جادة الملك سلمان في بيروت، الاسبوع الماضي، واعلان الرئيس الحريري انه مستعد للقاء جعجع في اي لحظة، حط اليوم وزير الثقافة غطاس خوري في معراب حيث التقى جعجع في حضور وزير الاعلام. ويبدو بحسب مصادر مراقبة ان الاتصالات بين الطرفين انطلقت مجددا للاعداد لاجتماع بين الحريري وجعجع.

بن سلمان في فرنسا: دوليا، بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز زيارة رسمية إلى فرنسا ت يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين في مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه. وقد التقى اليوم رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب. واذ اكدت وزيرة الثقافة الفرنسية ان فرنسا ستساعد السعودية في انشاء اوركسترا ودار للاوبرا، اعلن وزير الثقافة السعودي من باريس ان بلاده ستشارك للمرة الأولى في مهرجان كان للسينما في فئة الأفلام القصيرة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o