Jul 14, 2020 1:21 PM
خاص

ليبيا وتعقيدات الحل السياسي: هل يُنقذها سيف الاسلام القذافي؟

المركزية- زاد التدخّل التركي في ليبيا طين الازمة بلّة من خلال دعمها لفصائل حكومة الوفاق ومدّها باسلحة ومعدات نوعية على الرغم من الدعوات الدولية والأممية إلى استئناف الحوار ووقف التدخلات الخارجية والتصعيد العسكري.

وشكّل شهر كانون الثاني الماضي نقطة تحوّل في الازمة الليبية بعد إعلان أنقرة عن إرسال جنودها إلى طرابلس الغرب بعد موافقة البرلمان. وإلى جانب الجيش التركي، يقاتل مع فصائل الوفاق، آلاف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم أنقرة إلى طرابلس. وبلغ عددهم بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 11 ألفاً ومعهم عناصر أجانب من تنظيم "داعش" قاتلوا في سوريا في وقتٍ سابق.

وأدّت سياسات الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان في ليبيا الى حالة من المواجهة الكلامية بين دول عدة اوروبية أبرزها فرنسا وعربية مثل مصر وبين انقرة التي تُخطط لحضور طويل الامد في ليبيا يمنحها موطئ قدم على سواحل المتوسط كما تُجمع معظم القراءات والتحاليل.

وتتمحور الإتهامات الدولية لأنقرة حول نيّتها التفرّد بالملف الليبي وتعميق الإنقسامات القائمة منذ سقوط حكم الرئيس معمّر القذافي في العام 2011 من خلال تزويد فصائل حكومة "الوفاق" بالسلاح والمُرتزفة، وهو ما يُصعّب عملية فتح الباب أمام الحلول نظراً لتعقيدات الأزمة الليبية والعدد الكبير للقوى الضالعة فيها وتنوع مصالحها.

وتقول اوساط دبلوماسية متابعة للملف الليبي لـ"المركزية" "ان التطورات الجارية خطيرة تدفع الاطراف الى الابتعاد عن الحل وتتنافى مع مقررات مؤتمر برلين الذي وقّعت عليه الدول المعنية بالملف الليبي واعلنت فيه إلتزامها الامتناع عن التدخّل في الصراع المسلّح أو الشؤون الداخلية الليبية".

وتتهم دول الاتحاد الاوروبي شريكتها في حلف شمال الاطلسي، تركيا، بتوتير الوضع في ليبيا وبنقل مرتزقة ومقاتلين بعضهم بات خارج السيطرة وبعضهم سوريون واخرون متطرفون ارهابيون خدموا تنظيم داعش وجبهة النصرة يريدون البقاء في ليبيا.

وفي حين استبعدت الاوساط الدبلوماسية "اي تدخل عسكري في الوقت الحاضر في ليبيا، لاسيما من مصر التي تُبدي قلقاً لتواجد عناصر ارهابية خطيرة في محيطها وعلى حدودها"، اكدت في الوقت نفسه "ان الوضع قابل للانفجار في اي لحظة، ولا بد من العمل على وقف اطلاق النار ونزع فتيل الانفجار واطلاق مسيرة الحوار بين الاطراف لايجاد الحل السياسي بعدما تبين ان الحرب والعنف لن يأتيا بالسلم بل يزيدان الوضع تازماً".

اما عن "الانتحاري" الذي سيتولى دفّة القيادة الليبية في هذه الظروف المُعقّدة والتدخل الدولي والاقليمي الكبير بالصراع القائم، ترددت معلومات ان سيف الاسلام القذافي النجل الاكبر للرئيس المخلوع معمّر القذافي يكثّف اتصالاته بين الاطراف الليبية كافة للعمل على حلّ سريع ينقذ الوضع وينتشل ليبيا من وحول الصراع الذي يُمزّق وحدتها ويُشتّت ابناءها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o