Jul 14, 2020 10:48 AM
أخبار محلية

حجّ سياسي في دار الفتوى دعماً لكلام الراعي: لإطلاق حوار وطني جامع

المركزية- شكّلت دار الفتوى "محجاً" لشخصيات سياسية تأييداً لنداء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بـ"فكّ اليد عن الشرعية" ودعوته الى حوار وطني عنوانه "اعلان حياد لبنان".

وللغاية، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من لجنة متابعة مؤتمر الأزهر للمواطنة والعيش معا ووثيقة الإخوة الإنسانية.

بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة "التفكير في الشأن الوطني ضرورة حاكمة في ظروف التأزم والمصاعب المتفاقمة التي نمر بها ويعاني منها وطننا. وجئنا نحن في لجنة متابعة إعلان الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية إلى دار الفتوى، هذه الدار الوطنية الكبرى للتشاور مع المفتي في الشأن الوطني وفي مبادرة البطريرك، التي عبّر عنها في عظتي الأحد في 5 و12 تموز. وفي شؤون تهمّاللبنانيين في ظروف هذه الأزمات الكبيرة".

اضاف "نحن نرى في كلام البطريرك الراعي مناسبة لإطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الحفاظ على لبنان وطنا ودولة ورسالة. وتشاورنا مع المفتي دريان في النقاط الثلاث الرئيسية في مبادرة البطريرك:

أ‌- تحرير الشرعية اللبنانية من الحصار.

ب‌- تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية.

ج‌- تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1701- 1757- 1680- 1559.

وتابع "نحن نفهم كلام البطريرك بأنه لا يمسّ التزام الدولة اللبنانية بما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم. كذلك نفهم كلام غبطته بأنه ليس دعوة إلى العودة للانقسام اللبناني - اللبناني. فغبطته يريد ونحن أيضا نريد التنبيه إلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها لبنان واللبنانيون وإلى الاستحقاقات الداهمة على لبنان والمنطقة من مالية واقتصادية وسياسية واستراتيجية، وهي جميعها تتطلب إنشاء شبكة أمان وطنية تحافظ على لبنان على قاعدة احترام الشرعيات الثلاث: الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ونظام المصلحة اللبنانية والعربية، والشرعية الدولية بتطبيق القرارات الدولية الحامية للبنان".

*هل ما زالت الأبواب مغلقة بوجه لبنان لمساعدته من قبل الدول العربية والأوروبية والدولية؟

-اعتقد ان اللبنانيين جميعا سمعوا من أصدقائهم في العالم ومن إخوانهم بأنهم يريدون مساعدة لبنان، لكن الذي يجري ان لبنان من خلال حكومته ومن خلال رئيس الجمهورية لا يبدو انه يريد أن يساعد نفسه، المطلوب الآن ان نفهم هذه الأمور التي تتطلب ليس شروطاً يضعها الأشقاء وليس شروطا يضعها العالم علينا، ما يريده اللبنانيون لأنفسهم ان يتوقفوا عن هذا التلكؤ وهذا الاستعصاء الذي مضى عليه وقت طويل وما زال مستمراً الى الآن وليس هناك من إرادة صحيحة تريد ان تدفع لبنان باتجاه ان يساعد نفسه. نجد الكثيرين في العالم وأيضا من أشقائنا العرب الذين ما فتئوا يقولون بانهم يريدون مساعدة لبنان لكن يريدون أيضا ان يبدأ لبنان بمساعدة نفسه".

*تتحدث دائما عن اتفاق الطائف، هل أنت خائف على الطائف من تعديله؟

-"ليست قضية خوف، انا أجد ان هناك من يحاول دائما ان يطرح طروحات، يجب التبصر بها الى حد كبير، ولا سيما ان لبنان دفع ثمنا غاليا جداً على مدى سنوات طويلة حتى توصل الى هذا الوفاق الذي حصل في اتفاق الطائف وفي وثيقة الوفاق الوطني، وبالتالي اعتقد ان هناك حاجة ماسة من قبل اللبنانيين ومن قبل الحكومة اللبنانية ومن قبل رئيس الجمهورية ان يُصار الى بذل كل جهد ممكن لجمع اللبنانيين مع بعضهم بعضا من اجل التنبه الى المخاطر والى القيام بما هو مصلحة اللبنانيين".

*لا خوف على الطائف؟

-"انا اعتقد ان هذا الامر كله أقوال، في النهاية لن يكون لها نصيب على الاطلاق من ان تلعب بما يريده اللبنانيون لانفسهم انهم يريدون وطنا لبنانيا حراً مستقلا عربيا، وبالتالي يحرص على جمع أبنائه لما فيه مصلحتهم".

المشنوق: كذلك، زار النائب نهاد المشنوق دار الفتوى والتقى المفتي دريان.

واثر اللقاء، دعا المشنوق إلى حوار وطني حول القواعد الوطنية الثلاث التي دعا إليها البطريرك الراعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهي "حياد لبنان، ما عدا في التزام القضية الفلسطينية المحقة، وهذا عنوان عربي كبير، وتحرير الشرعية من الاحتلال الواقع عليها، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومشاكله الحدودية، سواء المتعلقة بالداخل والسلاح أو بالخارج مع جيرانه".

وقال "طرحت على المفتي عدم التعامل مع هذه الثوابت الثلاث على اعتبار أن هناك مؤيدين ومعارضين لها، وأن يكون الحوار الوطني الجدّي بديلا من هذا الانقسام".

وطالب الافرقاء بالاعتراف بوجود "أزمة سياسية في علاقات لبنان الخارجية، تُضاف إلى تقصير الحكومة الحالية وكل الحكومات السابقة، ومنها التي كنت أنا عضواً فيها، في تنفيذ إصلاحات تفتح لنا الأبواب".

ودعا المشنوق الى "الشروع بحوار داخلي، في حين يتحاور العالم كله حول موضوعنا، فلنجلس مع بعضنا البعض، ولنتحاور حول هذه القواعد".

أضاف "يجب أن نبدأ بالسياسة، والآخرون المعنيون بالإصلاحات، سواء في مجلس الوزراء أو غيره، نحضهم على اتّخاذ قرارات تُعيد فتح أبواب المجتمع الدولي، وربما المجتمع العربي القادر على المساعدة، لكن أولا علينا الجلوس مع بعضنا البعض، وعلى القوى الفاعلة والمؤثرة والقادرة أن تتحاور حول القواعد الثلاث التي طرحها البطريرك، ولا بد من إيجاد قواسم مشتركة بين كل القوى، تفتح لنا الباب على حلول".

واعتبر أن هناك "ما هو أكثر إيجابية من الذي نسمعه يومياً، سواء من مسؤولين عرب أو من مسؤولين أجانب، ونترك لسماحته أن يقرر إذا كان مُفيداً تبنّي هذا الاقتراح، في هذا التوقيت".

كما كشف المشنوق أنه تشاور مع المفتي حول "كيفية المساهمة في معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية الكبرى التي يمرّ بها لبنان، خصوصا في البيئة المُحيطة بدار الإفتاء، وكيفية التعاون قدر الإمكان لتخفيف آلام الناس"، مؤكدا "ان سماحته لم يُقصّر لا قبل ولا بعد".

ورداً على سؤال حول انتفاضة 17 تشرين، رفض المشنوق اعتبارها "نقمة" قائلا "هذه الثورة ليست هي من سبب الأزمة، بل هي نتيجة الأزمة وهي عبّرت عن مشاعرنا جميعا في وقت من الأوقات، وهي كانت ولا تزال تعبّر عن رأي الشعب وعن حاجاته وعن مشاكله".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o