Jul 03, 2020 5:12 PM
تحليل سياسي

التغيير الحكومي رهن توافر البديل وتوقيت الاستقالة والمعارضة نحو التوحد
السلطة تدشّن التواصل مع الشرق...نفط العراق مقابل منتجات لبنان وطبابته
السياحة تصرخ وتحذر: اقفال شامل مطلع ايلول.. ورسالة من الفاتيكان لحتي

المركزية- مهما علت الخطابات، وارتفعت الاصوات الطنّانة الرنّانة في العلن بالثبات والاستمرار،فإن ما يدور من مشاورات خلف الكواليس السياسية وما يشهده الشارع من موجة احتجاجات تتوسع رقعتها كبقعة زيت، يثبت بما لا يرقى اليه شك ان عمر الحكومة لم يعد طويلاً. وبمعزل عمن يسبق التغيير الحكومي او الانفجار المدوي، فإن البحث الجدي بالتغيير انطلق بزخم، لكن السؤال البديهي هو اي تغييرتتطلع اليه السلطة الحاكمة؟ هل هو تغيير لشراء الوقت وتبريد الشارع المحتقن ظرفياً في انتظار ما تفرزه الانتخابات الاميركية، ام تغيير جوهري يرتكز الى اطلاق ورشة الاصلاحات بعدما باتت السلطة امام خيارات مستحيلة: الفوضى والانفجار او تقديم تنازلات ما زالت القوى القابضة على شؤون الدولة ترفض حتى اللحظة تقديمها؟ والسؤال يقود الى آخر: لماذا تقدم القوى اياها اليوم تنازلات لحكومة جديدة ولا تقدمها لحكومة "مواجهة التحديات"؟

في مطلق الأحوال ان بقاء حكومة الرئيس حسّان دياب رهن توفير البديل وتوقيت الاستقالة، علما ان معلومات كثيرة تتردد عن امكان تقديم عدد من الوزراء استقالاتهم لدفع الحكومة في هذا الاتجاه، بعدما رفع دياب سقف مواقفه امس وابلغ الوزراء انه لا يريد ان يسمع من احد كلمة استقالة في مجال قول احدهم "اذا كنا عاجزين فلنستقل".

التعاون مع العراق: في الاثناء،وغداة كسره الجرة مع واشنطن والرياض من دون ان يسمّيهما، وقراره التوجه شرقا عبر استقبال سفير الصين في السراي، واصل رئيس الحكومة اليوم الدفع في الاتجاه المناوئ للغرب. فقد بحث في السراي، مع وفد وزاري عراقي يضم وزراء الزراعة والتربية والطاقة والصناعة، التبادل بين البلدين باستيراد النفط العراقي مقابل استيراد العراق للمنتجات اللبنانية الصناعية والزراعية وغيرها. وقد استكمل بلقاءات ثنائية بين الوزراء المعنيين كل بحسب اختصاصه . وقال الوفد العراقي من السراي: ناقشنا موضوع الطاقة خصوصاً أنّ العراق من البلدان المصدّرة للنفط الأسود والسوق اللبنانية...كما ناقشنا كيفية الإستفادة من تجربة لبنان في الحدّ من وباء كورونا وإمكانية التعاون المشترك بين البلدين خصوصاً أنّ العراق يعيش حالياً وضعاً صعباً.

زراعة وطاقة: من جهته، اشار وزير الزراعة عباس مرتضى الى ان البحث حصل حول مختلف الملفات بما فيها النفط والزراعة والعلاقات ليست جديدة مع الدولة العراقية ونحن نعيد تمتينها اليوم ودراستها وتسهيل الامور بين البلدين خصوصا من الناحية الاقتصادية والامن الغذائي. اما وزير الطاقة ريمون غجر فاوضح ان العراقيين عرضوا علينا تزويدنا بالنفط وسأرفع هذا الموضوع إلى جلسة مجلس الوزراء. وقال: "الوفد العراقي تواصل معنا وأظهر نية بالنسبة لتزويدنا بالنفط مقابل المواد الغذائية والصناعات والطبابة اللبنانية ومستمرون بموضوع المناقصة وسنطلع على الشروط ونحن بصدد إعداد دفتر شروط من أجل استيراد النفط كما نبحث مع الدول النفطية مثل العراق سبل الاستيراد من خلال تبادل السلع".

غجر والصين: في الموازاة، عرض غجر مع سفير الصين وانغ كيجيان سبل التعاون في المواضيع التي تخص وزارة الطاقة، استكمالاً للاجتماع الذي عُقد أمس في السراي الحكومي.

انتحار وتظاهر: وسط هذه الاجواء، استمرت الازمة المعيشية الاقتصادية القاتلة تفاقم. وفي وقت دفع هذا الواقع الصعب بمواطنَين الى الاستسلام والانتحار اليوم لأن "الجوع كافر"، قرر آخرون مواصلة الضغط في الشارع عبر التظاهر وقطع الطرق لعلّ صرخاتهم تصل الى المعنيين.

صرخة سياحية: من جانبها، اطلقت نقابات المؤسسات السياحية في لبنان صرخة وجع ونفّذت وقفة تضامن للنقابات والمؤسسات السياحية مهددة بانعاش القطاع السياحي والا العصيان المدني السياحي. واعلن اتحاد نقابات السياحة ان" إذا لم تقرّ الخطة الحكومية قبل 3 آب فسنعلن إقفال كل المؤسسات السياحية بدءا من 1 ايلول على كامل الاراضي اللبنانية والتوقف عن دفع الالتزامات". رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر كان اول المتكلمين في مؤتمر عقد تحت عنوان "هل يصبح لبنان من دون سياحة؟ واستهل كلمته بالقول: "نحن اقوياء في وحدتنا واليوم نشهد انهيارات جماعية وافلاسات جماعية، لم الانتظار؟ تأجيل ثم تأجيل ولا حياة لمن تنادي". وتابع: "افقدونا العمود الفقري للسياحة والمستثمرين... كلنا يحتضر واهل السلطة يشاركون بالجنازة ويعتبرون انهم ابدوا واجبهم، ونحن نعاني الامَرين ..." وتوجه اليهم بالقول: " انتم اهل السياسة شوهتم صورة لبنان، ماذا سيكتب عنكم التاريخ؟ لقد اسقطتم قطاعاً نشأ منذ قرون...نحن ثائرون على حكامنا لأنهم تقاسموا المحاور والمراكز والتعيينات". وختم: اين الانجازات الملموسة؟ اين الاصلاح؟ اين الاموال المنهوبة؟ اين اصبح صرف الليرة؟ بادروا او ارحلوا ليبقى لبنان. من جهته، عرض نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية جان بيروتي واقع الاملاك البحرية مشيراً الى ان  40% من مؤسساتنا لا تزال مقفلة وفي لبنان على قدر ما تعمل على قدر ما تخسر. واضاف:"مشاكل المسابح الشعبية تحتاج الى صرف صحي وميزانية، ونحن مستعدون للمساعدة ونطالب بخصم 50% من نفقات الاشغال". ولفت الى ان حكومتنا تتكون على اساس محاصصة. بدوره، علا صوت رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي قائلأً: " يا اذكياء السياسة، انتم دمرتم البلاد وتدرون، خطاباتكم الرنانة لا تسكت جوعاً، طائفيون انتم، مذهبيون، كيديون... واردف قائلاً: "السياحة هي خطة ورؤية وعمل دولة وليست عملاً فردياً  والتجاذبات السياسية والمحاصصات منعت السلطة من اعطائنا القليل ". وتابع: "ايها المقنعون نعلمكم اننا سننزع ربطات العنق عن رقابنا وان لم تقروا الخطة سنجتاح الشوارع وسنأخذها بالمظاهرات السياحية... نمهلكم اياماً عديدة لتلبوا طلباتنا المحقة والا سنكون من صلب الثوار الجواع على الارض وسنعلن العصيان المدني السياحي". اما نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود فقال : "انها الفرصة الاخيرة للانقاذ فاما الانقاذ او الموت المحتم وليتحمل كل انسان مسؤولياته امام الله والتاريخ واللبنانيين في الوطن والمهجر".

القوات والمصارف: في الموازاة، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "اننا نتمسّك بالقطاع المصرفي كقطاع بغض النظر عن تصرفات بعض المصارف، باعتبار أن هذا القطاع كان ولا يزال الركن الأساسي في الاقتصادي اللبناني”. كلام جعجع جاء خلال لقائه في معراب، وفداً من جمعيّة مصارف لبنان عرض على رئيس "القوّات" خطّة المصارف للإنقاذ المالي، بحيث تم التباحث بها مقارنة مع خطة الحكومة وكل ما هو مطروح في الوقت الحاضر من خطط إنقاذيه. وأكد جعجع للوفد "ان على قدر تمسكنا بخطة إنقاذيه فوريّة، وبقدر تمسكنا بالإصلاحات التي هي مدخل لأي خطة إنقاذية، نتمسّك بالقطاع المصرفي كقطاع".

المفاوضات مستمرة: من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي لوزير المال غازي وزني، أن "المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ما زالت مستمرة". وأشار في بيان، إلى أن "الصندوق طلب من الوفد اللبناني المفاوض توحيد مقاربة الأرقام والإسراع في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة".

الفاتيكان على الخط: في مجال آخر، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الثلثاء المقبل في القصر الجمهوري ،عرض وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي في قصر بسترس مع سفيرة إيطاليا نيكوليتا بومبارديير، التحضيرات لزيارته المقررة الى إيطاليا الاثنين المقبل، حيث يلتقي نظيره الايطالي لويجي دي مايو ووزير الدفاع لورينزو غويريني، إضافة إلى السفراء العرب المعتمدين لدى روما، ويلتقي أيضا عددا من الفاعليات في روما على مائدة عشاء.ويزور حتي الفاتيكان الثلثاء المقبل، حيث يجتمع مع وزير الخارجية في الكرسي الرسولي ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري.  وعلمت "المركزية" ان زيارة الفاتيكان تأتي بناء على دعوة وجهت الى حتي بحيث يتوقع ان يحمّل الكرسي الرسولي وزير خارجية لبنان رسالة تتصل بالازمة الخطيرة التي تمر بها البلاد.

جبهة معارضة:وليس بعيدا من الازمة، اكدت مصدر معارضة لـ"المركزية" ان خطوط الاتصالات مفتوحة على مصراعيها بين بيت الوسط ومعراب وكليمنصو من اجل الانتقال من موقع المحذر والمتفرج الى موقع الفعل ومنع انزلاق البلاد الى قعر الهاوية. وقالت لـ المركزية ان ثمة تناقضا في الاجندات بين القوى الثلاثة ما زال يحول حتى اللحظة دون انشاء جبهة معارضة ، اذ تتنوع الاراء بين من يعتبر ان لا مصلحة راهنا في اعادة الاصطفاف العمودي في البلاد بين فريقي 8 و14 اذار واستفزاز قوى سياسية ،اثبتت بالمواقف والاداء انها تقترب من افكار المعارضة في نظرتها الى اعادة بناء الدولة، وخسارة شريحة واسعة من الشارع الثائر الذي يرفض الفريقين ويطالب بجديد انقاذي، وبين من يتطلع الى انشاء جبهة معارضة بحلة جديدة عنوانها مالي معيشي انقاذي بعيد عن المطالبة بتنفيذ القرار 1559 لا سيما نزع سلاح حزب الله، ذلك ان معارضة على هذا النحو يمكن ان تحقق الهدف وتحافظ على "الحلفاء الجدد" فتبقى اليد ممدودة وافاق الانقاذ مفتوحة.

كورونا: صحيا،سجّل عداد إصابات فيروس "كورونا" ارتفاعاً نسبياً مقارنةً مع الأيام الماضية خلال هذا الأسبوع، حيث أعلنت وزارة الصحة عن 34 حالة إيجابية جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية 15 منها للمقيمين و19 للوافدين، الأمر الذي رفع العدد الإجمالي إلى 1830.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o