Jul 02, 2020 2:43 PM
خاص

هل تقود مئوية لبنان الكبير ماكرون إلى بيروت؟

المركزية- لا يمكن أن تمر مداخلة وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أمام البرلمان الفرنسي أمس مرور الكرام. ذلك أن باريس، الأم الحنون، عبرت على لسانه عن شديد امتعاضها من التباطؤ الحكومي ذي الأسباب السياسية المعروفة، في إجراء الاصلاحات الاقتصادية والسياسية، ذاهبا إلى حد التعبير عن قلقه إزاء الوضع اللبناني الذي وصفه بالـ "المزعج"، ومحذرا من أن الأمور في البلاد قد تنزلق إلى حد العنف، بفعل إزدياد وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. بدليل أن معدل السرقات سجل ارتفاعا مرعبا في الآونة الأخيرة، وهو ما يظهره بوضوح حجم تناقل فيديوهات توثق هذه العمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا يخفى أن هذا الكلام العالي النبرة من جانب الخارجية الفرنسية يعكس نظرة تشاؤمية من المجتمع الدولي إلى حكومة كان يفترض أن تضع الاصلاح المالي والاقتصادي نصب أعينها. على أن الأهم يكمن في أن موقف لودريان أتى بعد ساعات على مواقف نادرة ولافتة لنائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا التي كانت اعتبرت في لقاء مع صحافيين أن "المجتمع الدولي مقفل أمام فريق الرئيس دياب، فيما كان منفتحا على الآخرين، في إشارة مبطنة إلى حكومات الرئيس سعد الحريري التي أمنت انعقاد مؤتمرات الدول المانحة، وإن لم تتمكن من الحصول على المساعدات المطلوبة، بفعل القصور الرسمي في المبادرة إلى المعالجات الناجعة، على ما تذكر به مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية".

وفي السياق، تلفت المصادر الى أن مجريات الجلسة الحكومية التي عقدت في السراي تدل إلى أن الرئيس دياب لم يحسن تلقف الاشارات المهمة التي حملتها مداخلة لودريان، حيث عاد إلى العزف على وتر الاستهداف السياسي المتعمد لفريقه، متهما من يطالبونه بالاصلاح بتأمين الغطاء لمرتكبي الفساد"، منبهة إلى أن إشارات فرنسا السلبية في اتجاه الحكومة تأتي في وقت يكثر الفريق الموالي من إعطاء المؤشرات القوية إلى نفض اليد من الحكومة.

إلا أن المصادر تحرص على الاضاءة على بصيص أمل، حيث تتحدث عن معلومات تفيد بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون متمسك بمد لبنان بمقومات وأسباب الصمود، بدليل الكلام الذي يتردد في الكواليس عن أنه أوعز إلى دوائر قصر الصنوبر في بيروت إطلاق ورشة الاعداد للإحتفال بمئوية لبنان الكبير في المكان الذي تم إعلانه منه في 1 أيلول 1920، بلسان المفوض السامي الفرنسي آنذاك الجنرال هنري غورو، في حضور البطريرك الماروني الياس الحويك، صاحب الدور الأبرز في بناء لبنان الكبير على صورته الراهنة. وشارك في الاحتفال أيضا مفتي الجمهورية، بعد ضم الأقضية الأربعة إلى جبل لبنان، في مشهد أريد له أن يكون واحدا من تجليات الوحدة الوطنية.

غير أن إطلاق مسار الاحتفال بالمئوية لا ينفي أن بعض المراقبين يستبعدون زيارة ماكرون لبنان قريبا، خصوصا إذا بقيت الأمور على ما هي عليه من ترد اقتصادي وقصور سياسي وحكومي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o