Jun 30, 2020 12:48 PM
أخبار محلية

المعارضة العونية تخرج عن صمتها وتدعو إلى قيام جبهة موحدة
نداء إلى الثوار: حذار المندسين ووحدوا مطالبكم في المرات المقبلة
رسالة إلى التياريين: تـــــــــــــــــوقفوا عن الكذب على أنفسكم أولا

المركزية- خرجت المعارضة العونية عن صمتها بعد طول غياب عن الصورة السياسية، لتحذر الثوار من المندسين الذين يسعون إلى تخريب الثورة خدمة لأجندات خارجية ذات أهداف بعيدة عن مصلحة لبنان، وتدعوهم إلى توحيد مطالبهم في التحركات المقبلة.

وخص المعارضون البرتقاليون مناصري التيار الوطني الحر برسالة دعوهم فيها إلى التوقف عن الكذب على أنفسهم أولا، والبحث عن أسباب التخبط الذي يعيشونه.

وفي مؤتمر صحافي عقد في مقر نادي الصحافة، أشارت "المعارضة العونية"، التي تحدث باسمها القيادي السابق في التيار الوطني الحر رمزي كنج، إلى أن "الوضعَ الراهنَ في لبنان أصبحَ معلوماً من الجميعِ، فالازمةُ الماليةُ والاقتصاديةُ وحّدت اللبنانيينَ في مخاوفِهِم وقلقِهِم على أعمالِهِم وأرزاقِهِم وجنى عمرِهِم ووضعت مستقبلَهُم في مهبِّ الريح، محذرة من أن "المستقبلَ القريبَ، مع الأسفِ لن يأتيَ بالحلولِ المرجوّة، فملامحُ المرحلةِ المقبلة تبدو قاتمةً وتُنذرُ بمزيدٍ منَ الانهيارِ على أكثرَ من صعيدٍ، بسببِ تشابكِ أزمتِنا وارتباطِها بعواملَ عدةٍ داخليةٍ وخارجية.

ولفت كنج إلى أن "داخلياً: الأداءُ السيئ للطبقةِ السياسيةِ المُتحكّمةِ برقابِ اللبنانيينَ منذُ العام 1990 حتى اليوم، والنتائجُ الكارثيةُ التي أوصلَت البلدَ إليه كانت كفيلة باطاحتها (أي الطبقة السياسية) منذُ زمنٍ بعيدٍ، لولا تشتُتُ اللبنانيينَ وانسياقُهُم وراءَ غرائزِهِم المذهبيةِ والطائفيةِ والحزبيّةِ الضيقة، خصوصاً مع عجزِ الطبقةِ السياسيةِ عنِ تنفيذ الإصلاحاتِ المطلوبةِ للخروجِ من الأزماتِ الماليةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ المتلاحقة، والمُكابرةِ في التعاطي مع الناسِ. وقد تجلى ذلكَ في التعاطي مع انتفاضةِ السابعَ عشرَ من تشرين، وما تبعَها من احداثٍ ونتائجَ. وذلك إن دلَّ إلى شيءٍ، فإلى قصرِ نظرِ بعضِ المسؤولينَ في قراءةِ التحوّلاتِ النفسيةِ العميقةِ لدى اللبنانيين."

وأضاف: "أما خارجياً وبعد تسعةَ عشَرَ عاماً من الصراعاتِ وخصوصاً في منطقتنا منذ 11 ايلول 2001 الى اليوم وما نتجَ عنها من تداعياتٍ اهمُها الانطلاقُ الى عالمٍ متعددِ الأقطابِ، سيُنتِجُ حتماً قريباً معادلاتٍ اقليميةً جديدة، معتبرا أن "كلُّ هذهِ التطوراتِ ستؤدي في المرحلةِ المقبلةِ الى الإطاحةِ بهذهِ الطبقةِ السياسية، لأنَّ القواعدَ الداخليةَ والخارجيةَ التي تحكّمت باللعبةِ السياسيةِ منذ ثلاثينَ سنةً قد انتهت".

وقال: "امامَ كلِّ هذهِ التطوراتِ والازماتِ يجدُ اللبنانيونَ انفسَهُم  امامَ مجلسٍ نيابيٍّ وحكومةٍ عاجزَينِ عن تقديمِ ايِّ حلٍّ حتى ولو كان بسيطاً.  فالحكومةُ وعلى الرغمِ منِ اعتبارِها "حكومةَ اللونِ الواحدِ" أو حكومةً متجانسة، سقطَت وتجاوزَت فترةَ السماحِ التي أخذَتها، بحكمِ الامرِ الواقعِ المرتبطِ بأزمةِ الكورونا، والتي كانَ منَ المفترضِ أن تُكسِبَها وقتاً ثميناً للتحضيرِ لمواجهةِ مجملَ الملفاتِ الشائكة.

وشدد على أن "التخبطَ الذي يعاني منه المجلسُ النيابيُّ والحكومةُ في مقاربتِهِما لمُجملِ الملفات، يُظهرُ عدمَ قدرتِهِما على اتخاذِ قراراتٍ صائبةٍ وحاسمة، للخروجِ من الأزمة."  وفند كنج ما سماها "أوجه التخبط" الظاهرة من خلال: غياب التخطيطِ المطلوبِ للمفاوضاتِ مع صندوقِ النقدِ الدولي، ووضعِ خطةٍ شاملةٍ بالتنسيقِ مع القطاعاتِ والقوى الحيّة في المجتمع، لا سيما  أصحابِ الاختصاصِ الذينَ نبّهوا لأعوامٍ خلَت إلى حجمِ الأخطاءِ والخطواتِ الضروريةِ المطلوبةِ للخروجِ منَ الأزمة، عدمِ مقاربةِ الخسائرِ بموضوعيةٍ وعدمِ أخذِ في تبعاتِها على الاقتصادِ والتداعياتِ الاجتماعية في الاعتبار، عدمِ تنفيذ الإصلاحاتِ التي اقترحَتها الدولُ المانحةُ، مع العلم أنَّ هذه الاصلاحاتِ كانت أساساً مطلبَ اللبنانيين، مهزلةِ التعييناتِ وفقاً لمعاييرَ المُحاصصةِ على حساب الكفاءة، التمنعِ عن تطبيقِ القوانينَ النافذةِ وعدمِ مكافحةِ الفساد، التعاطي بخفةٍ مع سقوطِ المصرفِ المركزي، وانهيارِ القطاعِ المصرفي، وغرقِ هيكليةِ الدولةِ في الفسادِ على مستوياتٍ عدة، وإغراقِها بأعدادٍ كبيرةٍ منَ الموظفين، مقاربةٍ غيرِ واضحةٍ للضغوطِ الخارجيةِ المتزايدة، والتي ادت الى حجبِ المساعداتِ الضروريةِ لبناءِ اقتصادٍ سليمٍ على أُسُسٍ جديدة".

وأكد كنج أن "على رغم هذا المشهدِ فإنَّ رؤيَتَنَا للظروفِ الداخليةِ والخارجيةِ المقبلةِ تبقى مُتفائلةً، شرطَ استغلالِ التطوراتِ والتبدلاتِ كشعبٍ موحّدٍ وكحركةٍ منظّمةٍ تستطيعُ الاستفادةَ منَ الظروفِ المقبلة.

 وخاطب من سماها "القياداتِ السياسيةِ والشعبيةِ التي تسعى الى التغييرِ، فأشار إلى أن َ "التحدياتِ التي أشرنا إليها، يمكنُ تحويلُهَا الى فرصٍ إذا أحسنّا مواكبَتَها والاستفادةَ منها في الوقتِ القصيرِ المتبقي قبلَ أيِ انهيارٍ مرتقب"، محذرا من أن  "لعبةَ الاممِ لا ترحمُ الشعوبَ ولا تنتظرُنا لحلِ خلافاتِنا الداخلية، لذلك علينا جميعاً أن نقتنعَ أنَّ هذا العملَ  جهدٌ وطنيٌ مشتركٌ، ونحنُ في حاجةٍ الى توحيدِهِ لأنَّ لا أحدَ قادرا وحدَهُ على احداثِ التغييرِ المنشودِ. علينا أن نسعى مجتمعينَ إلى خلقِ جبهةٍ تضمُ العددَ الأكبرَ منَ الراغبين، يكونُ الجميعُ فيها شركاءَ, تُحدّدُ رؤيةً مشتركةً للشهور القليلةِ المقبلةِ وتتفقُ على النقاطِ الاساسيةِ والضروريةِ لهذهِ المرحلة. ذلك أنَّ طريقةَ تعاطينا معَ التحدياتِ هي التي تحددُ الفرقَ بينَ النجاحِ والفشل".

كذلك، خصت المعارضة الثوارِ من كلِ المناطقِ  و"جميعِ اللبنانيينَ المقتنعينَ بضرورةِ التغييرِ، برسالة تفيد بـ "أننا جميعاً في حاجةٍ الى الخروجِ من هذه الازمةِ بأقلَّ خسائرَ ممكنة، وعدمِ الدخولِ في اتونِ فتنةٍ داخليةٍ، لذلك يجبُ أن نُدركَ بعضَ الحقائقَ:

أولاً: إنَّ مشكلتَنا سياسيةٌ بالدرجةِ الأولى، ونحنُ سببُها لأنَّنَا انتخبْنا طبقةً سياسيةً ولمراتٍ عدة، إما أمعنَت في الفسادِ وإما أوصلَتْنا الى ما نحنُ عليه.

ثانياً: إنَّ خلافَنَا مع الطبقةِ السياسيةِ يجبُ الّا ينسحبَ على مناصري هذه الطبقة، فهم لبنانيونَ مثلُنا، لديهم الحقوقُ والواجباتُ نفسها، لذلك يجبُ اقناعُهُم بوحدةِ مصيرِنا بدلا منَ محاربتِهِم واستفزازِهِم.

ثالثاً: إنَّ التظاهراتِ أو أيَّ نشاطٍ سياسيٍ ليس هدفاً في حدِ ذاتِهِ إنما وسيلةً للضغطِ لإحداثِ التغييرِ المنشودِ وهذا يتطلبُ اعادةَ تقييمٍ للأسلوبِ الذي يجبُ اتباعُهُ للنجاح.

رابعاً: يجبُ التنبّهُ الى المندسّينَ في التظاهراتِ والاحتجاجاتِ الذين يعملون لصالحِ جهاتٍ محليةٍ وخارجية، لها حساباتٌ سياسيةٌ مختلفةٌ عن مطالبِ الشعبِ اللبناني.

وقال كنج: "ألم يقلْ نابوليون: في الثورةِ نوعان منَ الناس، من يقومون بالثورةِ ومن يستفيدون منها؟ إنَّ هذه النقطةَ بالذات لا يمكنُ معالجتُها إلا بالاتحادِ والانضباطِ في التحركاتِ المقبلةِ، وعبْرَ نبذِ كلِ القوى التي تسعى الى عرقلةِ اتحادِنا".

وكانت رسالة من المعارضة البرتقالية الى محازبي ومناصري التيارِ الوطنيِ الحر، ولاسيما منهُم مَن شاركوا في تأسيسِهِ ودفعوا الاثمانَ من أجلِ نشأته وصولاً الى يومِنا الحاضرِ،: "إنَّ التيارَ قامَ على مبادئَ وقِيَمٍ معلنةٍ ومدونةٍ من قبلِ مؤسسِهِ العماد ميشال عون، ومن كلِ من شاركَ في هذا المشروعِ منذُ تسعينيياتِ القرنِ الفائت. إنَّ مشكلتَكم ليست معَ الآخرين إنما معَ ذاتِكم أولاً. عليكم البحثَ عن سببِ الانحرافِ في سلوكِكم، والتخبطِ الذي تعيشونَه، ليس بسببِ ماضيكم فلا أحدَ يستطيعُ ان يُعيّرَكم فيه، لأنه كان ماضياً مشرفا. كنتم فيه مؤتمنين على قضية شعب واستمرار وطن. انظروا الى حاضرِكم وزينوه بميزانِ امسِكم. إن لم تكنْ لديكُم الجرأةُ لإعادةِ النظرِ في سلوكياتِ اليوم، والتوقفِ عن الكذبِ على ذاتِكم اولاً، لن تنجحوا وانتم محكومونَ بالزوال. لستم اكبرَ منَ التاريخِ وهو مليءٌ بالأمثلةِ والعبر.

وختم كنج: "واخيراً دعونا نؤكدُ بانَّنا كمجموعة، قررنا في ما مضى ان نعملَ بصمتٍ ولكننا اليومَ وامامَ كلِ الصعابِ والمشكلات التي يعاني منها لبنان، قررنا ان نخرجَ عن صمتِنا ونتوجهَ الى جميع اللبنانيينَ والى ايِ فئةٍ او جهةٍ انتموا لنقولَ لهم: هذا الوطنُ الذي لم يسقطْ مع كلِ الاحتلالاتِ لن تستطيعَ ازمةٌ اقتصاديةٌ ان تُسقِطَهُ... هذا الوطنُ الذي صمدَ على الرغمِ من الحروبِ الخارجيةِ والنزاعاتِ الداخليةِ التي عصفَت بهِ لن نقبلَ بأن يُباعَ بابخسِ الأثمان... هذا الوطنُ الذي قدمَ الشهداءَ لن نسمحَ ان تُفَتِتَهُ طبقةٌ سياسيةٌ فاسدةٌ ومُفْسِدَة... فنحن شعبٌ يستحقُ الحياةَ الكريمةَ والعزيزةَ في لبنانِ السيدِ الحرِ المستقلّ... إن الحياةَ كلمةٌ وموقفٌ، والتاريخُ يصنعُهُ فقط عشَاقُ الحريةِ وقادةُ ثورةِ الحق". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o