Jun 30, 2020 11:04 AM
مقالات

ثلاثة مشاهد للبنان المخيف

.. ثلاثة مشاهد بيوم واحد لا يمكن أن نصدق أنها في لبنان. الأول احتشاد الناس أمام أبواب الأفران يوم السبت الفائت، والثاني صورة الناس داخل الضاحية الجنوبية أمام شاحنة تبيع الخبز، أما الثالث في أحد المولات واللبنانيون يتسابقون للحصول على غالون زيت نباتي.

.. قبل أربع سنوات أو أقل من ذلك كنّا نتسابق ونحتار أيّ حفلة فنية عالمية سنشاهد في عطلة الأسبوع، كنّا نختار في أيّ مطعم سنتناول الغداء مع الأصدقاء، وكنّا نختار أيّ نوع من الخبز سنأكل وأيّ نوع من الزيت سنشتري. كنّا نعيش كما كل الشعوب بالعالم بكرامة وعز وأمان، كنّا نحرص على تجديد جواز السفر وعلى البحث عن وجهة سياحية نقضي فيها إجازة الصيف.

.. قبل أربع سنوات أو أقل من ذلك كنّا نحلم بأشياء كثيرة، كنّا نتابع إعلانات شركات السيارات ونستفسر عن آخر الموديلات. وكنّا نخطط للتغيير في أثاث منازلنا وديكوراتها. كنّا نفعل كل شيء نريد لأننا نكدّ ونتعب في أعمالنا، كنّا نعتقد أنّ كل ما نفعله يعوضنا عن التعب والشقاء، عن الحروب التي عشناها منذ 1975 حتى يومنا هذا.

من سرق منّا كل هذا؟ من في ليلة وضحاها أعادنا عشرات السنوات إلى الوراء؟ لقد سمعت أحد السياسيين يقول سنعود إلى عصر الأجداد..! لكن هذا السياسي لم يقل لنا من المسؤول عن هذه العودة، وما إن كان هذا المسؤول سيُحاسب.

من سرق منّا جنى العمر، ودائعنا في المصارف، تعويضات تقاعدنا، أقساط الجامعة لأولادنا، حقهم بالحصول على فرصة عمل.

من دون الإجابة على هذه الاسئلة، لا فرصة بالنجاة أو الاصلاح أو النهوض مجدداً. غياب الأجوبة الواضحة على هذه الاسئلة يجعل الهجرة السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة، وعلى قيد الكرامة، وعلى قيد الأمل أن نصنع مستقبلاً كريماً لأولادنا.

البروفيسور إيلي الزير - أيوب نيوز

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o