حتّي يستنكر قرار مازح أمام شيا: أميركا صديق لا عدو... ويقوم بجولة خارجية قريباً
اتجهت الأنظار أمس إلى "قصر بسترس" لرصد مفاعيل اللقاء الذي عُقد بين وزير الخارجية ناصيف حتي والسفيرة الأميركية دوروثي شيا على خلفية القرار الذي سطّره قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح بمنع استصراح شيا إعلامياً لمدة عام. وإذ رُصد أمس إسناد إيراني مباشر لمواجهة "حزب الله" مع السفيرة الأميركية من خلال تغريدة للسفارة الإيرانية دعتها فيها إلى وقف "الثرثرة"، سعى الحزب في الوقت عينه إلى مواكبة استدعاء السفيرة الأميركية ميدانياً على خطين، الخط الأول قانوني من خلال تنظيم وقفة تضامن أمام قصر العدل مع مازح الذي قرر تقديم استقالته اليوم إثر استدعائه من قبل مجلس القضاء الأعلى للاستماع منه إلى حيثيات قراره بحق السفيرة الأميركية، والخط الثاني شعبي عبر تجمهر عدد من مؤيدي "حزب الله" أمام وزارة الخارجية بالتزامن مع اجتماع حتي وشيا.
غير أنّ المعلومات المتواترة عن اجتماع "الخارجية" عكست أجواء معاكسة لأهواء الحزب ورغبته في إيصال رسالة حكومية متماهية في مضامينها مع "الرسالة" القضائية، فقد كشفت معلومات موثوق بها لـ"نداء الوطن" أنّ وزير الخارجية بدا حريصاً على تخفيف حدة التشنج مع السفيرة الأميركية وتوافق معها على ضرورة "طي الصفحة" واعتبار قرار مازح "كأنه لم يكن"، معرباً أمامها عن استنكاره صدور مثل هكذا قرار باعتباره يشكل تدخلاً في شؤون السلك الديبلوماسي وتعدياً صريحاً على صلاحيات وزارة الخارجية التي يعود لها بالنيابة عن الحكومة التعبير عن موقف لبنان الرسمي إزاء الدول والبعثات الديبلوماسية.
وبحسب ما نُقل عن حتي فإنه أكد لشيا أنّ "لبنان يتمسك بالحريات وبقدسيتها وينظر إلى الولايات المتحدة بوصفها دولة صديقة لا عدوة"، مشدداً على أنّ "وزارة الخارجية في ولايته لن تكون طرفاً في مواجهة سوريا وإيران ولن تكون طرفاً مع قوى 8 آذار في مواجهة أميركا".
واليوم يشارك وزير الخارجية في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية برئاسة النائب ياسين جابر في مجلس النواب حيث سيطلع اللجنة على نتائج اجتماعه بالسفيرة الأميركية، في حين علمت"نداء الوطن" أن حتّي يستعدّ للقيام بجولة خارجية يستهلها في 2 تموز المقبل من عمّان للتباحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في تداعيات المخطط الإسرائيلي لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ليتوجه بعدها إلى إيطاليا في 6 تموز للاجتماع مع نظيره الايطالي لويجي دي مايو، على أن يلتقي في 7 تموز وزير خارجية الفاتيكان بول ريتشارد غالاغر.