Jun 16, 2020 4:43 PM
تحليل سياسي

"قيصر" يستنفر المنطقة سياسةً ودبلوماسيةً واوروبا تلتزم
حوار وطني في 25 حزيران: الوحدة في مواجهة الخطر..هل تلبي المعارضة؟
السفارة الاميركية تذكّر.. وبري يمهد الارضية بالمصالحات والاقتصاد يصرخ

المركزية- في بيروت، استنفار سياسي ودبلوماسي استعدادا لـ"القيصر". السلطة الحاكمة التي تبدو فقدت كل اوراق المواجهة لم تجد منفذا لتجنب السقوط، الا بالدعوة الى حوار وطني تتشارك عبره والمعارضة التي اقصتها منذ اشهر عن كل قراراتها وتعييناتها، مسؤولية ما قد تؤول اليه الاوضاع من تدهور، على رغم يقينها ان بعض المعارضة الذي قاطع منذ نحو ستة اسابيع اجتماع بعبدا لشرح خطة الانقاذ الحكومية، قد يقاطع مجددا دعوته الى تشارك مسؤولية الانهيار. ومع ان عراب المصالحات رئيس مجلس النواب نبيه بري هيأ الارضية بجولة لقاءات واتصالات كسرت الجليد بين بعض الافرقاء المتخاصمين وقد يكون انتزع منهم موافقة على ضرورة المشاركة في حوار بعبدا، الا ان الضمانات لا تزال غير متوافرة حتى اللحظة، في انتظار ما قد تحمله الايام التسعة الفاصلة عن 25 حزيران موعد الحوار.

اما الاستنفار الدبلوماسي، فعكسته حركة السفراء في اتجاهات عدة بقي معظمها بعيدا من الاضواء، تهيباً للقيصر وتلمساً لكيفية تعاطي لبنان الرسمي مع تداعياته. وبحسب معلومات "المركزية" فإن الاجواء غير مطمئنة، اذ تردد ان الاوروبيين ابلغوا مسؤولين لبنانيين انهم سيلتزمون اي عقوبات قد تطال لبنان جراء القانون، علما ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا ستزور غدا وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي.

وصول  قيصر :وعشية دخول المنطقة بأسرها تحت تأثير قانون قيصر الاميركي الذي يصبح نافذا غدا، بدت لافتة للانتباه تغريدة للسفارة الاميركية في بيروت أعادت فيها نشر تغريدة وزارة الخارجيّة الأميركيّة عبر "تويتر" حول مضمون ومفاعيل "قانون قيصر" الذي يبدأ تطبيقه غداً الأربعاء 17 حزيران. وتضمّن المنشور: "يوفّر قانون قيصر للحكومة الأميركية آليّة قويّة لمحاسبة النظام السوري على فظائعه، وبموجبه لا ينبغي على ايّ شركة أجنبيّة الدخول في عمل مع هذا النظام أو إثرائه"، مُضيفاً: "يحرم نظام الأسد من الموارد الماليّة لتغذية حملات العنف التي قتلت مئات الآلاف من المدنيّين".

مبادرة حوارية: وفي وقت يفترض ان تحضر مفاعيل القانون اضافة الى التطورات المحلية كلها في كلمة مرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء، قفزت  الى واجهة الاحداث المحلية مبادرة حوارية رئاسية. فبعد ستة أسابيع على اللقاء الذي هدف إلى شرح خطة الانقاذ الحكومية، والذي قاطعه اركان المعارضة باستثناء رئيس حزب لقوات اللبنانية سمير جعجع، ، يستعد القصر الجمهوري لاستضافة طاولة حوار في 25 الجاري.وأفيد ان الرئيس عون  تشاور فيها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وغايتها تداول الأوضاع الراهنة. وتشمل الدعوة كلا من رؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الحكومة السابقين ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والكتل النيابية ورؤساء الأحزاب.وأكدت أوساط بعبدا لـ "المركزية"أن من المفترض أن يناقش المشاركون في الاجتماع الأوضاع العامة ويوحدوا الموقف الوطني في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، بغض النظر عن التموضعات السياسية التي قد تكون متناقضة، خصوصا أن تحديات كثيرة تواجه البلاد، بعد الأحداث الأخيرة، وقد أظهرت أن هناك مخططا لاستهداف لبنان تجب مواجهته بالوحدة لا الفرقة والانقسام. وتشير المعلومات إلى أنّ لقاءات المصالحة التي يجريها بري في عين التينة هي للوصول إلى جو إيجابي يجمع الخصوم على طاولة بعبدا. وقالت مصادر بعبدا ان رئيس الجمهورية لن يدعو إلى الاجتماع قبل الوقوف على تقييم مواقف الأفرقاء جميعاً، وما يهم هو أن يكون الاجتماع على مستوى ما هو منتظر منه لأنّه يأخذ طابع الإنقاذ وهو قيد الدرس، وحتى الآن لم توجّه الدعوات بعد من قبل الرئيس عون.

الحريري في عين التينة: وليس بعيدا، التقى الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس سعد الحريري الذي استبقاه الى مائدة الغداء وخرج بعدها من دون الادلاء باي تصريح. كما التقى بري نائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري.

اجتماع مالي: وتأتي هذه الاتصالات والمساعي كلّها في وقت يواصل لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي حول خطة التعافي الاقتصادي للحكومة والتي يفترض ان تستأنف خلال ساعات. وفيما افيد ان مساعي توحيد الارقام مستمرة على قدم وساق، صب في هذه الخانة، الاجتماع المالي الموسّع الذي رأسه دياب مساء امس، وحضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، ووزيرا البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار والمال غازي وزني، رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المدير العام لوزارة المال ألان بيفاني، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، نواب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين وألكسندر موارديان، مستشار رئيس الجمهورية شربل قرداحي، مستشارا رئيس الحكومة خضر طالب وجورج شلهوب، ومستشار وزير المال هنري شاوول. وعن جمعية المصارف حضر نائب رئيس الجمعية نديم القصار، أمين السرّ وليد روفايل، رئيس مجلس الإدارة والمديرالعام لبنك عوده سمير حنا، والمدير المالي في بنك بيروت روجيه داغر. وجرى التداول بالوضعين المالي والنقدي والبحث عن الحلول المتوفرة للأزمة المالية.

غرفة العمليات: وليس بعيدا، وفي اطار الجهود المبذولة لكبح جماح سعر صرف الدولار، أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أن "استناداً الى مقررات اللجنة الوزارية المصغرة التي انعقدت في السراي الحكومي أمس، تعلن المديرية العامة للأمن العام بدء العمل بغرفة العمليات الخاصة المشتركة لمتابعة عمليات المضاربة على الليرة اللبنانية مقابل الدولار. ويمكن للمواطنين والمؤسسات الإبلاغ عن أي تلاعب بسعر الصرف الرسمي للدولار الذي يحدد يومياً من قبل نقابة الصرافين عبر الإتصال على الأرقام: 01/384247 - 01/384248- 384215/01 و 384211/01 .

صرخة اقتصادية: اقتصاديا ايضا، عقد في مقر جمعية تجار بيروت، إجتماع موسع ضم رؤساء الجمعيات والنقابات ولجان الأسواق التجارية في لبنان، نتيجة للإتصالات والمشاورات التي جرت بين كل من جمعية تجار بيروت والجمعيات والنقابات التجارية في لبنان، ولا سيما في المحافظات (صيدا، طرابلس، جبل لبنان، عكار، زحلة والنبطية). وحضره لفيف من أعضائها ومن الفعاليات التجارية والنواب "بصفتهم الإقتصادية". وتم في خلال الاجتماع التشاور في تداعيات المرحلة المصيرية التي يمر بها الإقتصاد اللبناني، وإتخاذ القرارات الضرورية حفاظا على إستمرارية ما تبقى من القطاع التجاري. وتحدث رئيس "جمعية تجار بيروت" نقولا شماس مستنكرا ومعربا عن الغضب بإسم القطاع التجاري اللبناني مجتمعا "لكل أعمال الشغب والتكسير والتخريب والحريق التي لحقت في الأيام القليلة الماضية بالممتلكات الخاصة من مؤسسات تجارية ومحال، وفروع لمصارف، ومكاتب". وطالب باستحداث آلية لـ "الدولار التجاري"، وتحديد "كوتا" لكافة بنود إستيراد القطاع التجاري على غرار السلة الغذائية، وقد يأتي هذا الدعم الإجتماعي كبديل لدعم الدولار الورقي الذي قد يتسرب الى خارج الحدود ويستنزف إحتياط المصرف المركزيّ. واضاف " الشعار الجديد هو وحدة المسار والدولار مع سوريا ووحدة المصير و"التعتير" والقطاع التجاري يترنّح وأصبح على شفير الموت السريريّ"، وتابع " بدل أن "تتمرجل" السلطات علينا "لتتمرجل" على التهريب على الحدود، فطالما أن المعابر مفتوحة والتهريب مستمر، المحلات في لبنان ستكون مقفلة". وقال "نحن ذاهبون إلى إقفال مؤسسات وصرف موظفين واستحالة دفع الرسوم والضرائب واتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية، إذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب وإذا لم تحلّ الأزمة بشكل يعطي جرعة أوكسجين لهذا القطاع" .

جلسة الخميس: الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في السراي قبل ظهر الخميس المقبل.

كورونا: صحيا، اعلنت وزارة الصحة تسجيل9 اصابات جديدة بفيروس كورونا في لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o