Jun 06, 2020 3:01 PM
تحليل سياسي

ساحة الشهداء تحتضن من جديد "اللبنانيين – الشهداء"
"حزب الله" يتفهم المطالب المعيشية لكنه "يطحش" على الثوار !
"قيصر" يُدرس وزاريا الاثنين..المفاوضات مع الصندوق الثلثاء.. والتعيينات تتعثر؟

المركزية- مرة جديدة، تحتضن ساحة الشهداء اللبنانيين الشهداء... نعم هم شهداء الفساد والسرقات والسمسرات والوعود الكاذبة بالاصلاح والتغيير. شهداء - أحياء حتى اللحظة - نَكّلت بهم ولا تزال، منظومةٌ فاشلة مكابِرة، أوصلتهم الى شفير الجوع، بعد أن عاثت بأموالهم فسادا ومحاصصةً على مدى عقود، حتى باتوا "يستجدون" مدّخرات عمرهم، بـ"القطارة"، على أبواب المصارف. هم شهداء يموتون كل يوم ألف مرة، عندما تُمتهن حقوقهم في غياب "قضاء" نزيه قادر على "الانتقام" لهم، وعندما يعجزون عن تسديد أقساط اولادهم المدرسية، وعندما يموت اطفالهم على ابواب المستشفيات، وعندما يصعب عليهم تأمين الحليب والخبز لهم بعد ان باتت رواتب، مَن لا يزال منهم يعمل، تساوي لا شيء... اللبنانيون الشهداء، يرفضون الموت، ولذلك عادوا اليوم ليملأوا الساحات وهي كل ما بقي لهم، حيث تصدح حناجرهم "لا، لن نقبل بالذل"... فهل تسمع السلطة المختبئة خلف الاسوار العالية، صوتَ الشعب وهو من صوت الله .. أم ستبقى تكابر وتعاند، مفضّلة الحماية التي يؤمّنها لها "حزبه"؟

صرنا عالارض: رغم المناخات التهويلية التي أشيعت في البلاد منذ ايام، على يد السلطة السياسية التي تحدثت عن مندسّين سيعملون على اثارة الشغب في ساحة الشهداء وعن حزم شديد تتعاطى به القوى الامنية والعسكرية مع كل من يحتكّ بها، وعلى يد أحزابها ايضا التي لوّح مناصروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالويل والثبور في حال تم التصويب على سلاح حزب الله والمقاومة في التظاهرة اليوم... رغم كل هذه الاجواء الضاغطة، تقاطر اللبنانيون بالآلاف الى وسط العاصمة اليوم من الشمال والبقاع والجنوب والمتن والشوف، للمشاركة في التحرك الذي دعت اليه مجموعات انتفاضة 17 تشرين تحت عنوان "صرنا عالارض"، وقد حرصت الاخيرة على التأكيد بأن عنوان التحرّك واهدافه، معيشيةٌ اقتصادية فقط، وان اثارة موضوع السلاح، مشبوهة، وهدفها من جهة، دق اسفين في صفوف المنتفضين، ومن جهة اخرى، زرعُ القلق في قلوب من يرغبون بالمشاركة للتعبير عن رفضهم للوضع المعيشي المزري الذي بات اللبنانيون يعيشون فيه.

ولم تكد المظاهرة تبدأ، ومن دون ان يطلق الثوار اي هتافات سياسية او حزبية ، حتى تقاطر شبان الخندق الغميق وجماعة " شيعة شيعة" بهتافاتهم المعهودة واستعادوا مشاهد ممارسات العنف ورمي المتظاهرين السلميين بالحجارة وعبوات المياه حيث حصلت مواجهات تخت جسر الرينغ ، استدعت تدخل الجيش وفوج المغاوير الذي تمكن من ابعاد الفريقين واعادة الهدوء.

الاهداف معيشية: وليس بعيدا، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر قائلا: "إن الأهداف التي تحرّك الشعب اللبناني برمته من أجلها، من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بحره إلى سهله، هي أهداف معيشية إصلاحية. لذلك، من المهم جداً الالتزام بهذه الأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها وعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة ممكن أن تؤدي إلى إفشال الحراك."

الحزب حريص ولكن: في المقابل، أكدت اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ"المركزية" ان حزب الله حريص على الاستقرار والهدوء على الساحة في هذه المرحلة، ولا يريد توريطه بمواجهات داخلية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة خاصة في سوريا بالتزامن مع اقرار قانون قيصر. ونقلت عن الحزب انه يعتبر التظاهرات اليوم السبت مطلبية، اما اذا تحولت الى حراك سياسي يطالب بتنفيذ القرار1559 لنزع سلاح حزب الله ، "فلن نسكت بل سنتصدى وبقوة لهذه المجموعات المدفوعة لتوريطنا. وتضيف الاوساط نقلا عن الحزب "نحن لا نريد بلبلة في الداخل تحت اي عنوان وان التظاهرة المطلبية تحظى بدعمنا وتأييدنا اما اذا تحولت تظاهرة مطلبية فنحن سنكون ضدها وبقوة. والحزب "سيطحش"على الثوار المسيسين الذين نعتبر نزولهم في هذه الوقت وفي ظل قانون قيصر والعقوبات الاميركية مشبوها ويستهدف المقاومة.فهنالك خطوط حمر لن نسمح لاحد بتجاوزها في هذه المرحلة".

لن تتعظ: وفي انتظار ما ستحمله ساعات العصر حيث سيتّضح اكثر حجم المشاركة الشعبية- على امل ان يمر التحرك دون احتكاكات ومواجهات لا مع القوى الامنية ولا مع مناصري الاحزاب – السلطة لا تبدو في وارد الاتعاظ او استقاء العبر من صرخة الناس، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". وقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس ان لا علاقة لفريقه بالأزمة الراهنة في حين حسم رئيس الحكومة حسان دياب، الخميس سلفا، ان معظم من نزلوا الى الشارع، تحرّكهم قوى سياسية متضررة من نجاح الحكومة.  

التعيينات معرقلة؟: وفي موازاة هذه المواقف، لا يبدو نهج المحاصصة وتقاسم المغانم سيتبدّل. فغداة تكريسه في مجالس ادارة شركتي الفا وتاتش، وفي حين وقّع رئيس الحكومة مرسوم التشكيلات القضائية الذي انتقل اليوم الى قصر بعبدا ويصعب التكهن في مصيره، تتكثف الاتصالات "السياسية" ليتمكن مجلس الوزراء في جلسته المقررة الخميس، من اقرار سلة تعيينات جديدة، ادارية وربما ايضا مالية. غير ان المعطيات المتوافرة حتى الساعة، لا تفيد ان هذا الطريق معبّد بل لا يزال مزروعا بمطبات وعراقيل "محاصصتية – سياسية" قد تضطر مجلس الوزراء الى تأجيلها من جديد!

خليل ينفي: وكان معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، أكد ان" كل ما كتب ونشر في وسائل الاعلام وفي افتتاحيات بعض الصحف عن دور للرئيس نبيه بري وحركة امل وزج اسماء بعض كوادرها في موضوع تعيينات شركتي الخلوي او سواها من التعيينات غير صحيح على الاطلاق وهو محض افتراء ودس لغايات معروفة".

استئناف المفاوضات: على اي حال، ووسط أجواء التعثر غير المشجعة هذه، التي لا تبيّض وجه الدولة اللبنانية امام المجتمع الدولي، تتواصل المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد. واذا كان اجتماع بعبدا المالي الاخير اوصى اعضاء الوفد اللبناني بتوحيد الارقام الرسمية قبل الاثنين المقبل، فإن الاسئلة تكثر حول امكانية نجاح كل من وزارة المال والمصرف المركزي وجمعية المصارف، في التوصل الى ورقة عمل واحدة، علما ان الاجتماعات التي تعقدها لجنة المال والموازنة لردم الهوة، مستمرة على قدم وساق وكان آخرها مساء امس. على اي حال فإن هذه الخطوة باتت ضرورية للاقلاع في المفاوضات التي تُعقد الثلثاء جولتها رقم 11.

لجنة قيصر: في الواقع، ليست الشروط التي يطرحها المانحون (رعاة الصندوق الدولي) اصلاحية – اقتصادية فقط، بل بعضها استراتيجي – سياسي ايضا. وفي هذه الخانة مثلا، يمكن وضع قانون قيصر الاميركي. ففي حال لم تلتزم الحكومة اللبنانية بما يتضمنه لناحية وقف اي شكل من اشكال التعاون مع النظام السوري، فإنها قد تجرّ على نفسها وعلى لبنان عقوبات ثقيلة هو في غنى عنها. وحتى الساعة لا تصور مشتركا بعد بين اهل الحكومة حول كيفية التعاطي مع القانون العتيد. وفي السياق، من المرتقب ان تجتمع "خلية الازمة" التي شكلها مجلس الوزراء لدرس تأثيرات "قانون قيصر" على لبنان، وتضم رئيس الحكومة حسان دياب ونائبة الرئيس وزيرة الدفاع زينة عكرعدرا، ووزراء الخارجية ناصيف حتّي والمال غازي وزنة والاقتصاد والتجارة راوول نعمة وربما ينضم اليها وزير الداخلية محمد فهمي، وشخصيات اخرى رسمية معنية، الاثنين المقبل في السراي من اجل درس تفاصيل القانون وتأثيراته.

٨ اصابات: صحيا، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 8 اصابات كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1320. وتوزعت الاصابات بين٤ للمقيمين و4 للوافدين.
هذا وتم تسجيل حالة وفاة واحدة في الساعات الماضية، كما أعلنت الوزارة أن حالات الشفاء بلغت 768.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o