Jun 05, 2020 11:54 AM
اقتصاد

حب الله جال على المصانع جنوبا: قادرون على التصنيع والمنافسة والتصدير بكفاءة

المركزية- جال وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله  اليوم على عدد من المصانع والمعامل الإنتاجية في  الجنوب، وكانت محطته الاولى في منطقة صور، بحضور النواب: علي خريس وحسن عزالدين وعناية عزالدين وفاعليات ورؤساء المجالس البلدية.

استهل حب الله جولته من بلدة دير قانون النهر، حيث زار معملا لصناعة الطاقة الشمسية، ثم توجه الى بلدة العباسية زائرا معملا لإنتاج البويا والدهانات، لينتقل الى بلدة البرج الشمالي حيث تفقد مصنعا لصناعة البرادات والأفران. واخيرا كانت محطته في بلدة البازورية بمنطقة صور، مطلعا على معمل لإنتاج الأمصال. ومن هناك عبر عن فخره واعتزازه بزيارة هذه المصانع "المجهزة بأفضل التجهيزات والآلات كما باستيعابها الكفاءات المميزة التي تستحق الترويج لها لما تتمتع به من فرادة وقدرات"، مشيدا بأهالي الجنوب الذين "قاوموا الاحتلال والاعتداءات وقاوموا الحرمان، وهم اليوم بمواجهة التحديات قادرون ان يقدموا ويعطوا كما قدموا في المقاومة من أجل لبنان".

وقال: "ان وزارة الصناعة بالتعاون وبالتكافل مع الوزارات الأخرى وتحت إشراف وبتوجيه من دولة رئيس الحكومة، وضعت خطة توافق عليها الجميع وعرضناها للمرة الثانية امس، ولاقت استحسانا في مجلس الوزراء، ترعى الصناعيين اللبنانيين وتقدم لهم العون والدعم لمواجهة كل التحديات التي تعرضت لها المنطقة منذ زمن. ان عقلية الاكتفاء الذاتي هي الأساس كي نصل، لا سيما وانني لمست من خلال جولتي، اننا قادرون على التصنيع والمنافسة وقادرون على التصدير الى دول العالم بكفاءة منتجات ذات جودة عالية".

أضاف: "مسؤوليتنا نحن كدولة ان نؤمن الدعم ونعطي التوجيه، وان نحرر السيولة مثلما حررنا أول قسم من أموال المودعين وسوف نتابع ونقول اننا اصدرنا القرار وأصبح بإمكانهم تقديم الطلبات الى وزارة الصناعة للحصول على السيولة من أموالهم الموجودة في المصارف. وخلال اسبوعين هناك قيمة أخرى من الأموال التي ستؤمن لدعم الصناعيين، فلا ننسى ان مجلس النواب اقر 1200 مليار ليرة من ضمنها 440 مليارا لدعم الصناعيين".

وختم: "لدينا القدرات البشرية والقيادية المطلوبة، والمهم ان نتكاتف ونتكافل ونتضامن لمواجهة التحديات".

عزالدين
بدوره، دعا عزالدين الى "المزيد من الاهتمام ودعم الصناعة الوطنية وخاصة في هذه المنطقة التي تحتاج الى دعم إضافي"، مشددا على ضرورة "حماية الصناعة الوطنية التي تعتبر ركيزة في الاقتصاد الوطني المنتج من خلال تخفيف الأعباء عن كاهل الصناعيين بتأمين الطاقة والكهرباء والمواد الأولية لتمكينها من المنافسة". ودعا الوزارة الى "القيام ببرنامج اعلامي ودعائي لبث ثقافة الاعتماد على الذات وعلى قدرات هذا الوطن سواء في الصناعة او في اي مجال آخر".

وفي الموضوع الحكومي، قال: "هذه الحكومة هي فرصة لنا جميعا كلبنانيين بما تمتلك من إمكانيات وقدرات رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، أتمنى على جميع القوى السياسية الإبتعاد عن المناكفات الصغيرة والضيقة وان ننظر الى مستقبل هذا الوطن وكيف ننهض به مجددا، وان يتحمل الجميع مسؤولياتهم في عملية بناء الاقتصاد من جديد ومعالجة جميع الازمات التي تهم المواطن وخاصة في ما يتعلق بودائع الناس في المصارف ومعالجة هذا التذبذب في أسعار الدولار لانه يؤثر على كل المناحي الاقتصادية والاجتماعية وعلى حياة الناس".

عزالدين
من جهتها، قالت عزالدين: "الكلام عن الصناعة في هذه الايام يختلف عن الصناعة ما قبل هذه الأيام فهذا لم يعد ترفا. ان التحول نحو دعم الصناعة وتطويرها وحقيقة إيجاد ما هي الصناعات التي نتميز بها في لبنان هو ركيزة اساسية من ركائز الاقتصاد المنتج".

أضافت: "هناك متطلبات اولها على كاهل الحكومة ان تضع النظرة والرؤية والاولويات، وهناك شق تشريعي لهذا الموضوع يتطلب نوعا من الحمايات وإلغاء بعض الاتفاقيات التجارية وتقديم تسهيلات للمؤسسات الصناعية يتطلب ايضا منهجا تؤمنه الوزارة لكل الراغبين بالاتجاه نحو الصناعة وتأمين المعايير المطلوبة حتى تكون منتجاتنا على جودة عالية قابلة لتأخذ ثقة المواطن اللبناني، وقابلة في ما بعد الى التصدير للأسواق الأخرى، وهذا ايضا يتطلب ان يكون عندنا ثقافة الإنتاج ويتطلب تغييرا في المناهج التربوية".

وختمت: "نحن في الجنوب الذي نجح في صناعة التحرير التي كانت شاهدة على إرادة اهل هذه المنطقة، فهم قادرون ايضا على إثبات ذاتهم بأن يتوجهوا نحو اقتصاد منتج يحفظ كرامتهم ويثبتهم في أرضهم، ونتمنى على وزير الصناعة المساعدة في هذا المسار".

الى بنت جبيل:

 وتابع حب الله جولته يرافقه وفد من الوزارة على بعض المعامل الصناعية في قرى وبلدات قضاء بنت جبيل، وكانت المحطة الأولى في بلدة دير نطار التي وصل إليها في الثانية عشرة والنصف ظهرا، وكان في استقباله رئيس البلدية قاسم حجيج ونائبه مصطفى شعيتو وفعاليات بلدية واختيارية واقتصادية، وجال حب الله على أقسام معمل فرش الاسفنج في البلدة ثم غادر إلى المحطة الثانية في مدينة بنت جبيل، حيث زار أحد أقدم معامل الأحذية المتبقية في للبلدة، وكان في استقباله النائبان حسن فضل الله وعلي بزي ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور ورئيس بلدية بنت حبيل عفيف بزي، وفاعليات، حيث تفقد المصنع مستمعا إلى مشاكل وهموم أصحاب هذه المهنة والحلول التي يطالبون بها.

والقى فضل الله كلمة قال فيها: "اليوم هو الخامس من حزيران، وهو تاريخ محفور في ذاكرة أجيال من أبناء هذه المنطقة، يوم اضطروا إلى النزوح خشية ما كانوا يسمعونه من أصداء انفجارات حرب عام 1967، حيث تتذكر بنت جبيل هذا التاريخ، لأنها على تخوم منطقة مزارع شبعا والجولان، فآنذاك، كانت المعادلة قوة لبنان في ضعفه، أما اليوم في الخامس من حزيران ونحن لا نزال في أجواء عيد المقاومة والتحرير، أصبحت قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، حيث باتت تعيش هذه المنطقة حالة من الاستقرار والأمان والطمأنينة، حتى من نزح من أبنائها ومن غادر بفعل الظروف الأمنية، عاد إليها لأنه وجد فيها الدفء الحاضن، وهذه واحدة من ميزات هذه المنطقة التي هي اليوم ربما الأكثر أمانا ليس في لبنان فحسب، وإنما في جزء كبير من محيطنا العربي والعالم، وحتى عندما حصلت أزمة كورونا، وجد أبناء هذه المنطقة في قراهم وبلداتهم الحضن الدافئ".

ولفت إلى أن "هذه المنطقة كما بقية المناطق اللبنانية، تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والأهالي يشعرون بقساوة هذه الحال، وينتظرون الحلول التي تكمن إحداها بالعودة إلى الصناعة والزراعة، اللتين يعول عليهما الكثيرون في هذه المنطقة".

وأمل أن "تساهم هذه الزيارة في دعم الصناعات الوطنية، وصحيح أن هناك مفاوضات تجريها الحكومة اليوم مع صندوق النقد الدولي من أجل توفير مساعدات ما أمكن للبنان، ولكن وفق معطياتنا، أن هذا المسار سيطول ربما أشهر وربما إلى حدود السنة، ولا نعرف النتائج، ونحن ممن قلنا لتفاوض الحكومة اللبنانية، ولكن هناك خيارات وحلول وطنية نستطيع أن نعود إليها جميعا، وعمادها الصناعة والزراعة".

وأشار فضل الله إلى أنه "في بنت جبيل كان هناك أكثر من 200 معمل للأحذية، وكانت هذه المنطقة مشهورة بهذه الصناعة وبصناعات خفيفة أخرى، فضلا عن زراعات القمح والتبغ وغيرها، ولكن نتيجة السياسات الرسمية المتعاقبة، ضربت الصناعة والزراعة، واليوم يوجد معمل أو معملان في هذه المدينة، وعليه، فإننا نسأل لماذا لا نعود إلى الحلول الوطنية كالزراعة والصناعة، لا سيما وأنه لدينا إمكانيات حقيقية، ونستطيع أن نكفي السوق المحلي، ويمكننا أن نصدر إلى الخارج، وهذا أمر يحتاج أيضا إلى سياسات حكومية، لأن المعبر الوحيد الذي يفتح لنا أسواق، وخصوصا في العراق وربما في الخليج، هو المعبر البري عبر سوريا".

وشدد على أن "دعم الصناعة يحتاج إلى مجموعة من الأجراءات، ونحن نأمل أن نجد خطوات عملية، وأن لا نبقى نرهن البلد لمفاوضات مع صندوق النقد والناس تنتظر وربما لا نصل إلى النتيجة المطلوبة، علما أننا نأمل أن نصل إلى نتيجة وفق ضوابطنا ومصالحنا الوطنية، فنحن نرحب بأي عون ومساعدة من الخارج وفق هذه الضوابط، ولكن علينا أن نساعد أنفسنا من خلال الصناعة والزراعة، ونجد اليوم في منطقتنا أن هناك عودة للزراعة، ونأمل أن نجد أيضا عودة إلى الصناعة، وإن شاء الله بهذه الزيارة والجولات التي يقوم بها معالي وزير الصناعة، يستطيع أن يساهم مساهمة فعالة بدعم هذه الصناعات التي تؤمن فرص عمل، وتخفف من الاستيراد، وتعدل في الميزان التجاري، الذي هو أساس في معالجة الوضع النقدي الموجود لدينا، وقد انخفضت قيمة الاستيراد نتيجة الأزمة من 20 مليارا إلى 12 مليارا، ويمكننا أن نخفضها أكثر إذا كان لدينا صناعات نصدرها إلى الخارج، وندخل ثمنها إلى البلد بعملة الدولار".

بزي
بدوره قال بزي: "ننتمي إلى هذه المنطقة وهذه البيوت، بيوت "الكندرجية" التي لنا شرف الانتماء اليها، حيث عمل معظم أهالي المنطقة في هذه المهنة وكانت مورد رزقهم وعيشهم ولكن للاسف كان هناك استهداف ممنهج لهذه المهنة عبر تهريب البضائع واغراق السوق بالمستورد حتى انخفض عدد المعامل في بنت جبيل من مئتي معمل الى معملين".

وختم بالطلب إلى "جميع الافرقاء في الوطن من موالاة ومعارضة وبالرغم من كل التباينات في المواقف دعم توجهات الحكومة في تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد والنهوض بالوطن".

حب الله
ثم ألقى الوزير حب الله كلمة استهلها بشكر كل من استقبلوه خلال هذه الجولة وقال: "لا يمكننا أن نكون في عاصمة التحرير ولا نستذكر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الذهبية التي حمت هذه الأرض وصنعت للبنان العزة والانتصار".

واضاف: "اننا في هذه المرحلة من الظروف الصعبة نحتاج إلى من يطالب بسلاح الصدق والشرف والايمان والنزاهة، لا أن يطالب بنزع سلاح المقاومة والتي لولاها لما بقينا في ارضنا وتجذرنا بها".

وعن موضوع الصناعة قال: "يتوجب علينا كوزارة وكبلديات وكمجلس نواب أن نعمل جاهدين على دعم الصناعة هنا في هذه المنطقة لتكون سببا آخر مع المقاومة في تثبيت الناس بأرضهم".

وعن قضية ضبط المعابر عبر الحدود اللبنانية - السورية قال: "عقدنا اجتماعا بهذا الخصوص مع الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني وما نسمعه من البعض عن ضرورة اغلاق الحدود مع سوريا، فإن هذا الأمر لا يخدم سوى مصلحة العدو الإسرائيلي".

وردا على سؤال حول سبل دعم قطاعي الزراعة والصناعة قال: "هناك عدة أمور منها تحرير أموال المودعين في البنوك وكذلك هناك مساع لاجتذاب مستثمرين وهناك القرار الاهم الذي اتخذته الحكومة وهو رصد مبلغ 450 مليار ليرة لبنانية لدعم الصناعة و 150 مليار ليرة لبنانية لدعم الزراعة وقد تم الاتفاق بهذا الخصوص مع منظمة " إيدال".

وردا على سؤال حول تقديم قروض داعمة للصناعيين بقيمة 50 مليون ليرة لكل واحد قال: "هذا الأمر غير مطروح بعد".

ثم تابع حب الله جولته إلى بلدة عيترون حيث زار مصنع الأجبان والالبان واطلع من صاحبه على هموم ومشاكل هذا القطاع ومستلزمات تطويره.

ثم انطلق إلى محطته الأخيرة في بلدة شقرا حيث تفقد معملا للالمنيوم والأخشاب واستمع من صاحبه إلى متطلبات دعم هذه الصناعة.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o