May 31, 2020 9:56 AM
خاص

مشهد السلطة المضحك المبكي..معارضة اليوم تنتقد ما لم تنفذه بالامس!

المركزية- لم تكن الجلسة النيابية التي عقدت الخميس في قصر الأونيسكو بالأمر الذي يجب أن يمر مرور الكرام، ذلك أنها شكلت مناسبة جديدة لتخرج إلى العلن التناقضات الواضحة بين أركان الحكم والحكومة من جهة، وبين هؤلاء والاطراف التي تغرد في السرب المعارض بعدما آثرت البقاء خارج حكومة الرئيس حسان دياب.

ولم يكن أبلغ إلى ذلك دليلا إلا الكباش حول اقتراح قانون العفو العام الذي اتخذ صبغة طائفية نافرة أعطت السجال طابع مواجهة بين الفريق المسيحي في البلاد والأطراف الممثلة للمسلمين. لكن كل هذا في مكان والسجال حول اقتراح قانون تحديد آلية التعيين لموظفي الفئة الأولى في مكان آخر. فهو يعد دليلا صارخا إلى أن بين الموالين والمعارضين "قلوبا مليانة" لا تحتاج إلا إلى فتيل صغير لتسبب انفجارا سياسيا ضخما".

وفي وقت شكل هذا الاقتراح منفذا للرئيس سعد الحريري ليطلق سهامه في اتجاه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بدليل كلامه عن أن "التيار بدو كل البلد" وليس فقط التعيينات"، تساءلت أوساط مقربة من الفريق الموالي عبر "المركزية" عن السر الذي يدفع بعض القوى المعارضة للحكم والحكومة اليوم إلى توجيه الانتقادات إلى دوائر القرار والحل واالربط في شأن ملفات محددة". وتذكر أن الأفرقاء "الذين ما انتقلوا إلى المعسكر المعارض إلا لأن توليفة الرئيس حسان دياب لم ترق لهم"، شاركوا في الأكثرية الساحقة من الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ اتفاق الطائف، وحتى إندلاع ثورة 17 تشرين، مع العلم أنهم لم يعملوا على معالجة الأخطاء التي يمتعضون منها اليوم ويأخذون على من في السلطة عدم تصحيحها.فاين كان هؤلاء طوال عقود من تربعهم على كراسي السلطة حيث لم يصححوا خطأ واحدا مما كانوا قادرين على تصحيحه ام ان المصالح الخاصة والشخصانيات والتسويات التي ابرمت من اجل تقاسم المغانم اعمت بصيرتهم وانستهم الاخطاء او غضوا الطرف عنها خدمة لهذه المصالح؟

وتبعا لذلك، تجزم المصادر بأن ما سجله شريط المواقف والأحداث في قصر الأونيسكو لا يعدو كونه مجرد تصفية حسابات سياسية تقليدية، تعبر

عن استياء بعض الأطراف للبقاء بإرادتهم خارج جنة الحكم، معتبرة أن كان على هؤلاء الشديدي الحرص على حسن سير البلاد والحياة السياسية فيها أن يحسنوا استغلال فرصة وجودهم في الحكم لتنفيذ الاصلاحات التي لا يزال الجميع ينتظرها، والوعود التي يتهمون الحكومة الحالية بعدم تنفيذها بعدما قطعتها على الشعب الثائر.

ولا شك في أن هذا النوع من المواقف يحمل ردا مبطنا على المواقف المتكررة للرئيس سعد الحريري والذي كان اتهم الوزير باسيل مرارا بعرقلة عمل حكومته التي أطاحتها الثورة، مع العلم أن الحريري ذهب في هذه المواقف بعيدا، إلى حد الاعلان صراحة بعد أحد الاجتماعات مع رؤساء الحكومات السابقين أنه غير مستعد للعودة إلى السراي بوجود الوزير جبران باسيل.

وتختم المصادر لافتة إلى ما تسميه تشرذم الأفرقاء المعارضين، فيما يفترض أن تكون مواقفهم موحدة إزاء بعض الملفات، ليكون حضورهم وتأثيرهم فاعلا، بدلا من التشرذم والتحول إلى "معارضات" تضيع البوصلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o