May 28, 2020 2:35 PM
خاص

ازدياد حالات القتل والعنف المنزلي... "كورونا" في قفص الاتهام
بجاني: الوباء سمح بتنفيس الاضطرابات النفسية والميل نحو الاذى

المركزية – يبدو أنّ الأزمة الاقتصادية والمالية معطوفةً على ظروف كورونا، وضعت اللبنانيين تحت ضغوط وأعباء إضافية، دفعت البعض إلى ارتكاب الجرائم، التي لا يمكن أن يبررها أي سبب كان، خاصة الجرائم التي حصلت في الأيام الأخيرة وصُنّفت ضمن خانة الشخصية والعائلية. 

وتشير استطلاعات "الدولية للمعلومات" الى أن عدد العاطلين عن العمل قبل 17 تشرين الأول 2019 كان نحو 350 ألفاً أي بنسبة 25% من حجم القوى العاملة، ومنذ 17 تشرين الأول 2019 يضاف إليها تفشي وباء كورورنا صُرف من العمل نحو 80 ألفاً ليرتفع العدد الإجمالي إلى 430 ألفاً أي بنسبة 32% ، مضيفة إن "المؤشرات والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها لبنان ومعظم دول العالم تشير إلى إمكانية ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في الأشهر القادمة إلى نحو مليون أي بنسبة 65%".

إلى ذلك، شهد الخط الساخن المخصّص لتلقي شكاوى العنف الأسري في قوى الأمن الداخلي ارتفاعاً بنسبة 100% في عدد التبليغ عن الحالات منذ بدأ تفشي فيروس كورونا. فهل من مبرر لهذا الكمّ من الجرائم والعنف؟ 

الخبيرة في علم النفس الدكتورة ريما بجاني أوضحت لـ "المركزية" "أن عندما يصل الانسان الى مرحلة القتل، فإن سببها ليس "كورونا"، إنما يمكنها ان تسرّع او تساعد على ظهورها عند الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وميل نحو الأذى"، لافتة إلى "أن بطبيعتنا الانسانية نشكل مجموعة انفعالات، ونتمتع بالذكاء العاطفي اي كيف يمكن للانسان السيطرة على خجله وغضبه وخوفه وسعادته، فحتى في لحظات السعادة يفقد الانسان القدرة على التركيز او الوعي. هذا من جهة، وجاءت كورونا من جهة أخرى لتزيد من حدة هذه الانفعالات".

أضافت: "الانسان الذي يعاني من مرض نفسي واضطراب في الشخصية، ولا يعرف كيفية التعاطي مع المشاكل الحياتية، ظهرت العوارض عليه اليوم. فمثلا شخص "بجّ" إطار سيارته، فتسود الدنيا في وجهه ويتعكر مزاجه طوال النهار، وآخر يتعرض للموقف نفسه، فيقوم بتغيير الإطار بفرح ويمضي نهاره كالمعتاد.

أضافت: "هناك اشخاص يعانون من مرض نفسي واضطرابات في الشخصية أوصلتهم الى ارتكاب الجرائم. يمكن للانسان ان يفقد عمله او يسيطر عليه شعور بالدونية او مضغوط من المكوث في المنزل، ولا يتمتع بالمهارات التي تحدثنا عنها سابقا، التي تجعله يعرف كيف يفرغ كل هذه الضغوطات، فيصبح اكثر عصبية ويلجأ إلى الضرب او القتل".

وتابعت بجاني: "اذاً، نوعية الشخصية اضافة الى تربية معينة جعلت من الانسان لا يعرف كيفية التعبير عن مشاعره ويعاني من الكبت الى جانب ازمة معينة، يلجأ الى العنف لإخراج الضغط الداخلي الذي يعاني منه".

وللخروج من الضغط النفسي تنصح بجاني باستخدام المنطق وتنمية القدرات للتمكن من إفراغ العواطف كي لا تتراكم المشاكل وتؤدي الى ازمة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o