May 27, 2020 1:53 PM
خاص

الاستراتيجية الدفاعية والاصلاحات: إلى متى الهروب إلى الأمام؟

المركزية- الاستراتيجية الدفاعية.  يبدو هذا الملف كالقنبلة الموقوتة التي يحاول الجميع تفادي انفجارها بشكل مباغت، لتزيد من تعقيد الأزمة المعيشية والاجتماعية التي تنذر بعودة قوية للثوار إلى الشار ع بعد انقضاء موجة كورونا، مع العلم أن سبق لهم أن أعطوا إشارات مهمة في هذا الاتجاه قبل أسابيع. 

على أن الأهم يكمن في أن استمرار إبعاد هذه القضية عن الواجهة السياسية بعد أكثر من سنتين على الوعد الذي كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قطعه على اللبنانيين بمناقشة الاستراتيجية إلى طاولة حوارية بعد الانتخابات النيابية يشير إلى أن لبنان الرسمي ماض في الهروب إلى الأمام، خشية انفجار الحكومة من الداخل، خصوصا أن البعض يعتبر أن الفريق الذي شكله الرئيس حسان دياب ليس إلا حكومة يسيطر عليها حزب الله، وهو ما دلت إليه تجارب كثيرة في المرحلة الماضية، وفقا لما تقول مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية". 

وفي وقت يبدو الجميع متأكدين من أن لا بديل من الحكومة الحالية في الظرف الراهن، تلفت المصادر عينها إلى أن هذا لا ينفي أن المجتمع لن يتوقف عن الضغط على لبنان في سبيل وضع سياسة دفاعية ترسم خطا لما يمكن تسميتها "أسطورة سلاح حزب الله"، لا لشيء إلا لتكتمل عملية تحصين الدولة وهيبتها وسيادتها وحيدة على كامل الأراضي اللبنانية. 

وتلفت المصادر إلى أن خطوة من هذا النوع، فيما لو نجح لبنان في وضعها على سكة التنفيذ، من شأنها أن تعطي إشارتين مهمتين إلى الداخل والخارج على حد سواء. ذلك أنها ستكون دليلا واضحا إلى إرادة لبنان وحرصه على الالتزام بتعهداته تجاه شركائه الدوليين، لا سيما منهم مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي ما برحت ترى في الاصلاحات الاقتصادية والسياسية أول غيث الخروج من النفق الذي تغرق البلاد في عتمته. 

أما على الصعيد الداخلي، فتلفت المصادر إلى أن إطلاق عجلة النقاش المرتبط بالاستراتيجية الدفاعية قد يدفع إلى لجم اندفاعة الحزب إلى طرح المشاريع الكبرى من قبيل الانقضاض على الطائف وصيغة الميثاق الوطني، كما جاء على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة عيد الفطر، مع العلم أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حاول التخفيف من وقع "القنبلة" التي فجرها قبلان، مؤكدا أن الطائف في حاجة إلى التغيير، لكن ليس من دون توافق سياسي ووطني عريض. 

وفي انتظار ما قد يقدم عليه الرئيس عون، من موقعه الجامع، في مجال الاستراتيجية الدفاعية، تكتفي أوساط على اطلاع على الأجواء الحكومية بالتأكيد أن اللبنانيين يشكلون الخط الأحمر الوحيد الذي يعترف به الرئيس دياب الذي يعمل فريقه على صون الشعب ومصالحه السيادية، معتبرا أن التركيز على أولوية ايجاد حلول للأزمة الاقتصادية يندرج، هو الآخر، في إطار "الاستراتيجية الدفاعية" عن لبنان. وتشدد المصادر على أن هذه المقاربة تحمل بين طياتها تأكيدا على دور ومسؤولية المجتمع الدولي في رفد لبنان بالمساعدات الكفيلة بإبقائه على قيد الحياة. لكن المصادر عينها تختم مذكرة بأن الجميع باتوا على دراية بكلمة السر التي ستطلق هذا المسار بشكل جدي وفاعل: الاصلاحات الجدية. فمتى تنتقل الحكومة من تعداد الانجازات إلى العمل الفعلي؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o