May 19, 2020 2:16 PM
مقالات

مجلة فرنسية: هكذا ينفذ حزب الله إنقلابه على المصارف!

المركزية- نشرت مجلة Revue politique et parlementaire  الفرنسية مقالا تحت عنوان "الانقلاب المصرفي لـ "حزب الله" في لبنان"، متحدثة بشكل مفصّل عن مساعي الحزب إلى وضع اليد على قطاع المصارف في لبنان، بعدما نجح في الامساك بمقدرات الحكم.

وفي السياق، أشار كاتب المقال، النائب الفرنسي السابق جان-كريستوف كامباديليس، إلى أن حزب الله يبدو غبّ موقع قوة يتيح له القبض على مفاصل السلطة. ذلك أن فيما كان الطيران الروسي يقصف مواقع تنظيم داعش في سوريا، والأكراد وقوات سوريا الديموقراطية يحاربون التنظيمات المتشددة في العراق، نجح الحزب في فرض انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان، وبدا الرابح الأكبر من الانتخابات النيابية الاخيرة. بدليل أن القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني (الذي اغتيل في كانون الثاني الفائت) أعلن بوضوح أن بلاده "تتمتع بأكثر من 74 نائبا في البرلمان اللبناني".

ولفت الكاتب في المقال إلى أن في المقابل، ناهضت الثورة (التي انطلقت في 17 تشرين) حزب الله، والتقت مع الجهات الدولية والدول المانحة في مؤتمر سيدر على جملة مطالب أبرزها: إعادة هيكلة القطاع العام، إصلاح مؤسسة كهرباء لبنان وتعيين مجلس إدارة لها، وهيئة ناظمة للقطاع. مطالب أضاف إليها الثوار حل مجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية. وفيما دعا الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصرالله الثوار إلى الحوار مع رئيس الجمهورية، اعتبر الكاتب أن هؤلاء كانوا يرون في الرئيس ميشال عون الوحيد القادر على إحداث خرق ما، خصوصا مع استقالة (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري.

ولفت إلى أن بعد ذلك، ولدت حكومة أريد لها أن تكون من الاختصاصيين، معتبرا أن من خلال هذه الخطوة، حاول الرئيس عون والسيد نصرالله الاستجابة لأحد مطالب الشارع للحد من إندفاعه. غير أن حكومة الرئيس حسان دياب لم تكن إلا فريقا وزاريا أطلق عليه اللبنانيون تسمية "حكومة اللون الواحد"، على اعتبار أنها مجرد تحالف بين عون والثنائي أمل – حزب الله.

وأضاف الكاتب الفرنسي أن بعد ولادة الحكومة، بدا حزب الله في موقع المواجهة مع الأزمة المالية والمصرفية التي تعصف بالبلاد، ولم يكن من مجال أمامه الا الغرق في وحولها، مشيرا إلى أن الأرقام المرعبة للأزمة معروفة عالميا: يشكل قطاع الكهرباء 65% من الدين العام (42 مليار دولار)، معطوفة على الدعم للديون السورية، والأعداد الهائلة للاجئين السوريين في البلاد، التي تمر في ظل صمت المجتمع الدولي.

ولفت النائب الفرنسي إلى أن أمام هذه المعطيات، بدت المفاوضات اللبنانية الرسمية مع صندوق النقد الدولي ممرا حيويا واستراتيجيا للبلاد برمتها كما لحكومة اللون الواحد، مذكرا بأن حزب الله تخلى في هذا المجال عن عقيدته القائمة على (ما يمكن تسميته) الاعتماد على النفس، وأفسح المجال أمام إنطلاق مسار المفاوضات... شرط عدم المساس بموارده.

وبالإنتقال إلى الحديث عن إعادة هيكلة المصارف، نبه الكاتب إلى أن هذه الخطوة "تتيح الكلام عن استعداد حزب الله لوضع يده على هذا القطاع الاستراتيجي، تمهيدا لتكريس سيطرته عليه بشكل نهائي". 

وأشار إلى أن عملية تحكم حزب الله بالقطاع المصرفي هذه إنطلقت من ودائع اللبنانيين وبعض الثروات الكبيرة التي لم ينقلها أصحابها إلى الخارج، منبها إلى أن خطة إعادة الهيكلة تقوم على مبدأ سهل جدا، وهو "مصادرة البنوك". 

واعتبر أن "هنا تماما مكمن الانقلاب على المصارف"، لافتا إلى منح الرخص لإنشاء 5 مصارف جديدة يديرها مقربون من دوائر الحكم، وهو ما أثار سخرية الشارع اللبناني، على حد قول الكاتب. 

واعتبر أن امام هذه الصورة، ما كان من السيد نصرالله إلا أن خرج عن صمته، "مؤكدا، كما لو أنه يملك السلطة أن الخطة قابلة للدرس والتعديل"، مشيرا في الوقت عينه إلى أن "المصارف ارتكبت أخطاء"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب". 

وفي قراءة لهذه الخطوات والمواقف، نبه الكاتب إلى أن "حزب الله يحاول مصادرة الثورة (ركوب موجتها) باسم... الثورة، مذكرا بأنه يستفيد من الأزمة السياسية في اسرائيل ، والصراع على السلطة في العراق، ومن التركيز الأميركي على مواجهة ايران، والأزمة التي سببها كورونا".

لكنه ختم منبها إلى أن "عندما سيستيقظ العالم من كل هذه الأزمات، سيكون الأوان قد فات، وسيحصل الحزب على دولة، مؤكدا أن الحزب لن يتخلى عن مكتسباته، داعيا فرنسا إلى دعم الثورة مع الحرص على عدم مصادرتها، بشكل يتيح للبنان أن ينهض من كبوته". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o