May 02, 2020 3:57 PM
تحليل سياسي

هل ينجح اجتماع بعبدا في تأمين مظلّة داعمة لخطة الحكومة الاقتصادية؟
نيران سياسية– تقنية"صديقة" وخصمة تستهدف البرنامج..والغرب بحزم: الاصلاحات أوّلا
عون: لا علاج بين ليلة وضحاها..نصرالله يطل الاثنين وقلق من تأثير سلبي للحزب على الدعم

المركزية- لم تهنأ حكومة "مواجهة التحديات" طويلا، بإنجازها المحقق المتمثل باقرارها الخطة الاقتصادية الانقاذية. فالفرحة بالخطوة "التاريخية"، بحسب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، لم تدم سوى ساعات، بعد ان بددتها في شكل شبه تام، موجة ردود الفعل "التقنية" منها و"السياسية" و"المصرفية"، عليها، وقد سلّطت الضوء على عيوب وعورات كثيرة تشوبها، معظمها من النوع العضوي – الجوهري، تطال "الأُسسَ" التي قام عليها هيكلُها. هذا في الداخل. أما الخارج، اي الجهات الدولية التي تنتظر منها الحكومة الدعمَ المالي، فلم يكن أرحم معها، وقد "عاجلها" قائلا "لا مساعدات بلا اصلاحات ملموسة، مهما كانت خطتكم جميلة". ويبقى ان ما يثير اسئلة حول مصير الخطة وقدرتها على الصمود، هو تعرّضها لنيران "صديقة"، بحيث صوّبت على بنود اساسية فيها، جهاتٌ من داخل "الأسرة" الوزارية!

اجتماع الاربعاء: تتجه الانظار الى الاجتماع السياسي الموسّع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية الاربعاء المقبل في قصر بعبدا ويضم رؤساء الكتل النيابية كلها، في خطوة هدفها ضخ أعلى جرعة ممكنة من الدعم السياسي في عروق الخطة الاقتصادية التي اقرتها الحكومة الجمعة، وإحاطتها بأوسع إجماع داخلي، قبل حملها الى صندوق النقد ومجموعة الدعم الدولي للبنان. الا ان ما خرج الى العلن من مواقف في الساعات الماضية، من القوى المعارضة للحكومة ومن جمعية المصارف ومن اهل الاختصاص، لا يشجع ولا يوحي بأن "الجَمعة" ستؤتي ثمارها، وقد سأل عدد منهم عن مغزى الدعوة بعد ان أقرّت الخطة! واذا كان المراقبون يرصدون مستوى المشاركة في اللقاء (والذي لم تحسمه اي كتلة بعد) لمعرفة ما اذا كان سيجمع ألدّ الخصوم السياسيين للمرة الاولى منذ اعلان الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته، فإن إخفاق الاجتماع من حيث مضمونه، لجهة فشله في تأمين "مظلّة" للخطة، سيكون له أثر معاكس شديد القتامة على مستقبل البرنامج المطروح.

نيران صديقة: وغداة "تقريع" رئيس القوات سمير جعجع وجمعية المصارف، للخطة، برز اليوم توجيهُ اهل البيت الحكومي، سهامهم نحوها. ففي موقف لافت، غرد عضو "لبنان القوي" النائب الان عون "لماذا اعتماد خيار التصفير الفوري لمجمل الخسائر، مما تطلب إجراءات جذرية وقاسية كإقتطاع الودائع وحذف كامل رأسمال المصارف، بدلا من خيارات أكثر ليونة؟ ولو افترضنا أننا حلينا المشكلة اليوم حسابيا، فماذا نفعل غدا اقتصاديا بعد إحباط المغتربين المقتدرين وتقويض المصارف؟

عين التينة: واذ افيد ان لعين التينة ايضا ملاحظات على كل ما يطال الناس والمودعين في الخطة، غرد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم عبر "تويتر": "مهما حاولت الحكومة تجميل صورة الهيركات وزادت من مساحيق المفردات والخيارات ليصبح بيل إن، فالنتيجة واحدة وهي سرقة ودائع الناس، وإذا ما أضيفت محاولة الإسراع بتحرير سعر الصرف فإن الحكومة تكون اتخذت القرار بالمصادقة على التوجهات الأساسية بأن يدفع أصحاب الودائع الذين لم تلوث أموالهم بل عطرت بعرق جباهم، ثمن الأخطاء والارتكابات التي يتحملها ثلاثي الدولة وحاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف، وإذا كنا جادين وصادقين في الحفاظ على أموال الناس فيجب ألا يمر أي قرار أو قانون يحاول تغطية سرقات موصوفة بمد اليد الى الودائع النظيفة".

المستقبل: من جانبه، رأى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ان "الأرقام الموضوعة في الخطة مبنية على أساس تحرير سعر صرف الدولار عند 3500 ليرة لبنانية. من حيث الشكل عندما نقول للمغتربين نريد استرجاع قسم من فوائدكم، وفي الوقت نفسه نقول لهم لا يمكننا الاستغناء عنكم، ونحن في حاجة لكم في لبنان كيف يمكن لذلك أن يشجعهم على الاستثمار في البلد؟ وتوجه الى دياب: "لا يمكنك الحديث عن ورتة تقيلة، فنحن سنراقبك ونحاسبك. هناك نظام اقتصادي حر مكرس في الدستور لا يمكن نسفه، والملكية الفردية أمر مقدس. هناك مستلزمات أساسية لنجاح الخطة فاذا لم نبدأ بالإصلاحات المطلوبة ما حدا رح يتطلع فينا واذا كان الرئيس عون يريد فعلا ان يخرج البلد من أزمته يجب أن يطلب من وزراء الكهرباء التابعين للتيار الوطني الحر منذ الـ2008 إيقاف الصفقات والهدر ووضع حد لموضوع الكهرباء".

الديمقراطي: بدوره، غرد أمين سر "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن : "الخطة الاقتصادية بإطارها وعناوينها ربما تستند الى منطق ورغبة بالإصلاح، لكنها تبقى ناقصة ولدينا ملاحظات، وكل بند فيها يحتاج الى خطة وإجراءات وجدول زمني، فضلا عن عدم تساوي اللبنانيين في الحقوق والواجبات، ومنها تسديد الضرائب، تبقى العبرة في قدرة الحكومة على ممارسة الحكم في ظل نفوذ المتحكمين".

شنكر: وفي انتظار اكتمال عقد المواقف المحلية مع كلمة يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر الاثنين، تواصلت التعليقات الاجنبية على الخطة. وكما اشترطت فرنسا امس "اصلاحات" للفوز بالمساعدات، فعلت الولايات المتحدة اليوم. فقد قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، إن استلام صندوق الدولي طلب مساعدة يمثل اعترافا من الحكومة اللبنانية بحجم الأزمة المالية، معتبرا أن هذا أمر مثمر. وأوضح أن واشنطن تنظر في الخطة الإنقاذية، التي وضعتها الحكومة اللبنانية، لكنه قال إن الأمر يعتمد في نهاية المطاف على مدى استعداد الحكومة اللبنانية للقيام بالخطوات اللازمة للحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي. وأضاف أن "أي أموال ستقدم من صندوق النقد هي ليست مساعدات مجانية بل هي مشروطة بخطوات إصلاحية تساعد على إيجاد عوائد للدولة وتتيح للصندوق ممارسة الرقابة على اقتصاد الدولة. واعتبر شنكر أنه من اللافت أن نرى ما إذا كانت هذه الحكومة التي يشكل حزب الله جزءا منها قادرة على الالتزام كليا بالإصلاح، خصوصا وأن الحزب كما قال يعتمد "على التمويل غير القانوني والفساد وتجنب دفع مستحقاته للدولة كالجمارك والضرائب". وعن العلاقة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال شنكر إنه ليس سرا ان واشنطن لديها علاقة مثمرة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكنه شدد على أن العلاقة مع لبنان هي علاقة مع مؤسسات.

شروط سياسية: على اي حال، تذكّر مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" بأن الغرب عموما، "الاميركي – الاوروبي" خصوصا، يشكّل العصب الاقوى المموّل لـ"صندوق النقد"، ما يعني ان "لا مفر" من حقيقة ان للمساعدات شروطا سياسية ايضا. والخشية كبيرة ان تؤثر سطوة حزب الله على الحكومة، سلبا على الدعم المرجو، خاصة في ظل تمدد موجة تصنيفه ارهابيا. فبعد المانيا، يتردد ان دولا اوروبية أخرى ستحذو حذو برلين في اضافة الجناح السياسي للحزب الى لوائحها السوداء.

عون: وبالعودة الى الداخل، فقد جدد رئيس الجمهورية رمي تبعات الازمة الراهنة على السياسات الماضية، وقال اليوم "أفهم أن الناس يريدون تغييرات سريعة وملموسة، لكن معالجة تداعيات السنوات الثلاثين الماضية لن تحصل بين ليلة وضحاها." وأردف "لقد دعوتهم في الماضي ليحافظوا على يقظتهم في مراقبة مسار الأمور، وها أنا أدعوهم مجددا إلى ذلك. ولكن لا يمكننا أن نطلب من حكومة لم يتجاوز عمرها المئة اليوم، أن تجترح المعجزات"... وفي وقت تزداد وتيرة التحركات الشعبية على الارض رفضا للوضع المعيشي الاقتصادي الخانق، أعرب رئيس  الجمهورية، في حديث لسبوتنيك، عن خشيته من استغلال بعض القوى السياسية لنقمة الشارع اللبناني الذي انفجر في وجه الفساد، متفهما رغبته في حدوث تغييرات إيجابية وحقه في حرية التظاهر والتعبير.وقال "أتمنى أولا أن يكون جميع المسؤولين والأحزاب السياسية في لبنان، قد استوعبوا جيدا أن اللبنانيين قد انفجروا في وجه الفساد، وفقدان فرص العمل، ونهب مالية الدولة على مدى سنوات طويلة. وعبر عون عن خشيته من "أن يتم استغلال نقمة الشارع من قبل بعض الأحزاب المستاءة من أداء الحكومة الجدي، لتفجير الاحتجاجات"، مؤكدا أن "وفي كل الأحوال، لن نسمح بتفلت الأوضاع الأمنية، مع حفاظنا على حرية التظاهر والتعبير".

كورونا: صحيا، وفي وقت تعود دفعة جديدة من اللبنانيين المغتربين الى بيروت اليوم، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس "كورونا" وحالة وفاة، ليرتفع إجمالي الإصابات الى 733 وإجمالي الوفيات الى 25. وفي وقت تواصلت فحوص بي سي آر في المناطق، عقدت هيئة الكوارث في بلدية بشري اجتماعها الدوري لمتابعة موضوع وباء كورونا، وقرر المجتمعون الطلب من مجلس الأمن الفرعي في الشمال رفع الحظر عن مداخل بشري الرئيسية، والطلب من القوى الأمنية مؤازرة البلدية في التشدد في اتخاذ أقصى إجراءات الوقاية داخل المدينة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o