Apr 23, 2020 2:37 PM
خاص

تطورات "البحر" و"الفضاء" تُشعل الجبهة الاميركية – الايرانية مجددا
مرحلة ما بعد كورونا تشهد تزخيما للجهود الدولية لتطويق نفوذ طهران

المركزية- استعادت الجبهة الاميركية – الايرانية سخونتها في الساعات الماضية، رغم وباء كورونا الذي فتك بشريا واقتصاديا بالغريمين، على نطاق يكاد يكون الاكبر في العالم! 

أمس، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نبرته مؤكدا أن البحرية "ستنسف" أي سفن حربية إيرانية تقترب بقوة من السفن الأميركية، وذلك بعدما اقتربت 11 سفينة من القوة القتالية الإيرانية الخاصة بشدة من سفن أميركية في الخليج العربي. وقال ترامب، خلال المؤتمر الصحافي اليومي لخلية الأزمة بشأن كورونا: "لن نقبل بهذا. إذا فعلوا هذا. إذا عرضوا سفننا للخطر وعرضوا طواقمنا وبحارتنا البواسل للخطر.. فلن أسمح بذلك، وسننسفهم نسفا". واضاف " هذا تهديد. عندما يقتربون هكذا من سفننا وهم مسلحون ويضعون أسلحة لا يستهان بها على تلك السفن، فسننسفهم نسفا". وسئل عن القمر الصناعي العسكري الذي أطلقته إيران، الأربعاء، فقال: "نتابع عن كثب".

من جانبه، طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمحاسبة إيران على إطلاق قمر صناعي عسكري، مضيفا أنه يعتقد أن الأمر بمثابة تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي.

الرد الايراني لم يتأخّر ولم يكن أقلّ حدة.  فقد أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للتلفزيون الرسمي اليوم إن إيران ستدمر السفن الحربية الأميركية إذا تعرض أمنها لتهديد في الخليج. وقال سلامي "أمرت قواتنا البحرية بتدمير أي قوة إرهابية أميركية في الخليج الفارسي تهدد أمن السفن العسكرية أو غير العسكرية الإيرانية". وأضاف "أمن الخليج الفارسي جزء من أولويات إيران الاستراتيجية".

في الموازاة، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، السفير السويسري راعي المصالح الأميركية في طهران، وسلمته رسالة احتجاج على التهديدات الأميركية. وقال عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية  "نحتج على الإجراءات المؤذية والتحركات الاستفزازية للقوات الأميركية في مياه الخليج"، وفقا لما أوردته "روسيا اليوم". واضاف "سلمنا السفير السويسري رسالة احتجاج شديدة اللهجة ضد تهديدات القوات الأميركية وتواجدها غير القانوني والمزعزع للاستقرار في شمال مياه الخليج وقرب السواحل الإيرانية". ودعا موسوي الولايات المتحدة إلى رعاية قوانين الملاحة البحرية، مؤكدا أن إيران سترد بشكل مناسب على أي تهديدات واعتداءات في مياه الخليج وخليج عمان.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا المناخ لا يؤشر الى ان الاشتباك بين ايران من جهة والولايات المتحدة وأصدقائها في المنطقة من جهة أخرى، آيل الى تهدئة في الفترة المقبلة، بل ان انحسار موجة "كورونا" في العالم يبدو سيفتح الباب على تصعيد في المواجهة بين الجانبين. فواشنطن مصرة على مطاردة ايران وتطويق نفوذها الاقليمي من ناحية، وعلى منعها من تطوير سلاحها النووي خصوصا وترسانتها العسكرية عموما، من ناحية ثانية. على اي حال، زيارة وزير خارجية ايران الى دمشق منذ ايام، تؤكد ان طهران تحاول جمع اوراق قوتها للمرحلة الآتية، فيما الغارات الاسرائيلية المستمرة على اهداف ايرانية في سوريا، بضوء اخضر اميركي علني و"قبّة باط" روسية ضمنية، فتشير الى ان محاصرة ايران اقليميا، هدف مشترك للقوى الكبرى...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o