جابر : لبنان عدو نفسه ويفتقد دولة المؤسسات
والاجتماع مع مجموعة الدعم اكد المؤكد

 المركزية - بات واضحا لدى اللبنانيين والعالم اجمع،  وخصوصا للدول المعنية بالاوضاع في لبنان ان لا قدرة له وحده على  النهوض من الازمات التي يعانيها على المستويات المالية والصحية والاجتماعية، وانه في حاجة الى مد يد العون له والمساعدة من اجل انتشاله من قعر الهوة التي اسقط نفسه فيها بفعل السياسات الخاطئة التي مارسها اهل السلطة فيه على مدى اكثر من ثلاثين عاما وما رافقها من هدر وفساد اداري ومالي في المرافق والادارات العامة .

وعلى رغم اعلان المجتمع الدولي والعديد من الدول الصديقة والشقيقة استعدادها للوقوف الى جانب لبنان واشتراطها القيام ببعض الاصلاحات المالية والادارية التي تتطلبها عملية انهاضه من ازماته، الا انه لم يبادر حتى اليوم للاسف الى تنفيذ ما التزم القيام  به من اصلاحات، حتى ان مجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت في بعبدا اول من امس الى اركان السلطة التنفيذية عادت واكدت على وجوب البدء بالورشة الاصلاحية ، لان دون ذلك لن يقدم احد في العالم بأسره المنصرف الى مكافحة وباء "كورونا" وتداعياته الصحية والمالية على مساعدة لبنان .

"المركزية" استطلعت رأي عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر في الموضوع فقال: لبنان يفتقد لدولة المؤسسات ويوما بعد يوم يتأكد العالم ان لبنان عدو نفسه. ولنسلم جدلا ان السياسات الموروثة والمتبعة هي التي تحول دون عملية النهوض، يبقى السؤال اين الحكم الواعد بالاصلاح ومعه السلطة التنفيذية ككل، اقله المتجسدة في حكومة الاختصاصيين الذين كنا من الداعمين لها انطلاقا من معرفتنا بعمق الازمة التي تواجهها البلاد والتي لفتنا اليها منذ سنوات. اين الورشة القضائية الموعودة، وفي السياق المبسط اين التشكيلات القضائية المتعثرة من قبل الحكومة نفسها؟ لماذا حتى الان لم يتم تعيين مجالس الادارة في المؤسسات العامة التي تفتقر الى ذلك منذ سنوات وما تعهدنا به لانعقاد مؤتمر "سيدر "من تطبيق للقوانين والالتزام في تنفيذها .

ويضيف جابر: لطالما وقف العالم العربي والغربي الى جانبنا واقدم على مساعدتنا مع علمه وادراكه لما كنا نتبعه من سياسات غير منضبطة باعتبار انه كان له مصلحة في ذلك وانه كان هناك وفر مالي لديه، ولكن الوضع المالي تغير في الكون اجمع وهو سيتجه الى المزيد من الشح والعوز بعد انكفاء وباء كورونا، حتى يمكن القول ان العالم يتجه الى  نظام مالي جديد سينشأ لا شك ، وان لبنان لا يزال عاجزا عن تعيين مدير عام، مع العلم ان هذا البلد لايقوم الا على التوافق والحوار كما ينادي رئيس المجلس النيابي نبيه بري .

ويختم جابر ردا على ما قيل ان الاجتماع المالي مع مجموعة الدعم الدولية كان عاصفا بالقول: من الطبيعي ان يكون كذلك لان ما قاله لنا اعضاؤها في الاجتماع الذي عقد في باريس في 12كانون الاول 2019 في باريس عادوا في اجتماع الامس الى التأكيد عليه والتذكير به  .