Apr 07, 2020 4:07 PM
خاص

حرب الشرق الأوسط ما بعد "كورونا"... تهويل أم حقيقة؟
عبد القادر: شبحها ابتعد والمنطقة لن تعيش الاستعداد الدائم للحروب

المركزية – معلومات كثيرة تسرّبت في الآونة الأخيرة حول احتمال نشوب حرب في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع ببعض الجهات إلى التوجّه نحو الترويج لحشود عسكرية، تحسّباً للحرب المحتمل أن تندلع مع بدء انحسار الوباء. حتى أن بعض القوى في لبنان عمد منذ فترة الى تخزين الطحين، في خطوةٍ لافتةٍ، من دون توضيح الأسباب وفق ما تكشفه أوساط استخباراتية. من هنا، أسئلة عديدة تدور حول هذه التسريبات وماهيتها، فهل تندرج ضمن سياق التهويل وهدفها البعث برسائل سريعة لأطراف النزاع في المنطقة، أم أن هناك مؤشرات تؤكد فرضية وقوعها؟

الخبير العسكري نزار عبد القادر أوضح لـ "المركزية" أن "في ظلّ مفاعيل جائحة "كورونا" العالم في طور الوصول إلى تغييرات جذرية في مختلف الأنشطة الإنسانية وفي توجّه الدول والإنسان بشكل عام"، معتبراً أن "الشرق الأوسط في ظلّ "كورونا" وما بعده لن يكون على ما كان عليه ولن يعيش ما شهدته السنوات الأخيرة، حيث كان يتهيّأ دائماً لحروب متواصلة ونزاعات مكلفة وطويلة الأمد".

وأضاف "اهتمامات الناس انحرفت الآن نحو استعادة الحياة الطبيعية التي فقدها المواطنون في العالم أجمع وليس في الشرق الأوسط تحديداً. والأخير بحاجة ماسة إلى التركيز على نتائج هذا الوباء أكثر من الدول الكبرى والغنية المفترض أنها قادرة على تطوير المزيد من الإمكانات لمواجهة مخاطر هذه المرحلة، في حين أن تلك المتوافرة في حكومات المنطقة ومجتمعاتها ضعيفة".

ورأى عبد القادر أن "شبح الحرب ابتعد في ظلّ هذه الجائحة، على عكس ما يمكن أن يتصوّره البعض. منذ بداية الحرب السورية كنا نتوقع وجود أجواء مهيأة لحدوث حرب لا سيما إيرانية – اسرائيلية، وعلى الأرجح أن بعد الفيروس أولويات الجهتين تغيّرت والمشاغل الحياتية إلى جانب أمن المجتمع صحياً الذي بدأ يتقدم لدى كل منهما ليحتل رأس قائمة الأولويات، وكذلك بالنسبة إلى حكومات المنطقة التي كانت ستشارك بطريقة أو بأخرى في هذا النزاع". من هنا، استبعد "حصول أي حرب في ظلّ "كورونا"، وهذا لا يمنع وجود بعض العمليات التكتيكية، بهدف إبعاد أخطار ثانوية، لكنها لا تبلغ مستوى الإعداد اللوجستي والاستراتيجي للحرب، وتبقى في حدودها الضيقة".

وأشار إلى أن "لا يمكن تقدير توجهات الشرق الأوسط ما بعد "كورونا"، انطلاقاً من استقلالية اللاعبين الأساسيين في المنطقة بما فيها إيران واسرائيل، ولا بد للجميع من انتظار ما ستكون عليه التحولات الكبرى والشاملة التي ستعم العالم بعد الجائحة التي تفترض تغييراً جذرياً في مواقع الدول والتوجّه العالمي على الصعد السياسية الاقتصادية والاجتماعية".

وختم "كورونا" سيعيد التأكيد على التنافس الأميركي - الصيني على قيادة الاقتصاد العالمي، لكن لا يمكن لأحد جزم خطوط التنافس ومعالمه الأساسية، في حين أن العالم سيكون مشغولا خلال هذه الفترة في لملمة الخسائر التي مني بها كون كل المجتمعات تأثرت ووقع النتائج سيكون دراماتيكيا على الجميع".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o