Apr 02, 2020 3:16 PM
خاص

"كورونا": من وباء الى جائحة.. متى يستكين؟
شمس الدين: ارقام الاصابات لا تعني عدد المصابين الفعلي

المركزية – ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم إلى نحو 950 ألفا. كل يوم يمرّ يأمل العالم أن يتوقف عداد الاصابات، من دون طائل. الثابتة الوحيدة أن لكل شيء نهاية، للحروب نهايات، وللأوبئة نهايات، تبدأ الأوبئة عادة بالانتشار في دولة ، وتنتقل عبر مخالطين ومسافرين، ثم تتحول إلى جائحة كما حدث في "كورونا – كوفيد19"، قبل أن تصل إلى مرحلة الاستكانة، حيث توقّع علماء في معهد المعلوماتية الصحية في جامعة كوليدج لندن، في دراسة جديدة، تغيرا في وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم وانحساره ابتداء من شهر ايار المقبل.

في 12 آذار الماضي، اعلنت منظمة الصحة العالمية ان فيروس "كورونا" اصبح جائحة عالمية، وذلك بعد انتشاره خارج حدود الصين الى دول اخرى من العالم، والسبب يعود، بحسب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جبريسوس، إلى زيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ13 ضعفا، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف، مشيرا إلى أن هناك الآن أكثر من 118،000 حالة في 114 دولة، وفقد 4191 حياتهم، فيما يصارع آلافٌ آخرون من أجل حياتهم في المستشفيات.

وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، فإن الوباء هو المرض الذي ينتشر بشكل سريع بين سكان دولة أو دول متجاورة، أي في منطقة جغرافية محددة. أما الجائحة، فهي ظاهرة انتشار مرض معدٍ بشكل سريع في دول مختلفة حول العالم وبأعداد كبيرة، تمامًا كفيروس كوفيد-19 الذي انتشر كوباء في الفترة الزمنية الأولى من ظهوره بتفشّيه في الصين وبعض الدول المجاورة، ثم انتقل إلى مختلف دول العالم ليصل إلى قارة أميركا الشمالية والشرق الأوسط ويتفشى فيها.

الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين قال لـ"المركزية": "لا يمكن لأحد ان يتكهن متى يصل الوباء الى ذروته ومتى  يبدأ بالانحسار. بدأنا في لبنان بعدد معين، لكن من يعلم الى اين نصل؟ بلغ العدد اليوم 494 حالة مثبتة وقد نصل غدا الى 1000، الامر مرتبط بعدد الفحوصات التي تُجرى. فإذا أخضعنا الاربعة ملايين لبناني للفحص، قد يتبين لدينا 100 الف حالة مصابة"، لافتاً إلى "أن تسجيل الاصابات لا يعني عدد المصابين، انما العدد من بين الذين خضعوا للفحوصات. اجرينا فحوصات لـ6500 شخص حتى الساعة، فتبين ان هناك 494 حالة، اي ان ما يساوي 8 في المئة من الذين خضعوا للفحص مصابون. اذا اعتمدنا هذه النسبة، هذا يعني أننا اذا اجرينا الفحوصات لأربعة ملايين لبناني، سيتبين لدينا عشرات الالاف من المصابين. وتالياً، إعلان عدد الاصابات ليس مؤشرا، لأن في حال زدنا عدد الفحوصات سيزيد عدد المصابين حكما".

أضاف: "آراء الاطباء والعلماء حول العالم متناقضة وكل الامور قيد الدرس، لذلك لا رأي علميا يقول الى اي عدد سنصل ليتراجع بعدها، فقد يصل العدد الى الملايين وقد يكتشف العلم دواء او لقاحا غدا وتنتهي خلال 24 ساعة. لم تتوقع اي من الدول الوصول الى العدد الذي وصلت اليه. هذا الموضوع شائك ومعقد ولا جواب علميا عليه، كل الامور تبقى في إطار الفرضيات والتنظير والاحتمالات، كما أن الاحصاءات عاجزة في هذا الموضوع".

ومن أشهر الجائحات المسجّلة في التاريخ البشري: الطاعون الأسود الذي ظهر بين 1330 و1350، ليسقط حوالي 75 مليون فرد ضحايا له، وتجدد المرض مرة أخرى بعد 800 عام، وتسبب في وفاة ما يقدر بحوالي 20 إلى 30 مليون أوروبي في 6 أعوام. والإنفلونزا الإسبانية، التي ظهرت بين أعوام 1918و1920، أصيب بها 500 مليون فرد حول العالم، وتسببت في وفاة ما بين 50 إلى 100 مليون شخص، ما يعني وفيات أكثر مما أحدثته الحرب العالمية الأولى. إضافة إلى الجدري الذي تفشّى في القرن العشرين وأدّى إلى مقتل ما يُقارب 300 – 500 مليون شخص. فيما لا زالت جائحة السل قائمة حتى اليوم وتسبّبت بمقتل 1.5 مليون شخص بصفة سنوية. إلى جانب جائحة الكوليرا التي انتشرت في القرن التاسع عشر، وتسببت في مقتل عشرات الملايين من الأفراد، بالإضافة إلى جائحة الإيدز بين 1966 و1972، الذي وصل عدد ضحاياه لأكثر من 100 مليون شخص في أفريقيا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o