Apr 02, 2020 2:05 PM
خاص

النظام العالمي يتبدل بعد كورونا واولويات الدول تنقلب رأسا على عقب
لبنان محجور في "الماضي" ويمشي"عكس السير": إمعان في المحاصصة والطائفية!

المركزية- هزّ زلزال كورونا بضحاياه وإصاباته التي تقترب من المليون وفق منظمة الصحة العالمية، النظامَ العالمي بأسره، وأربك أقوى الدول واكثرها جبروتا على الساحة الدولية، من الولايات المتحدة مرورا بأوروبا فالصين، وصولا الى ايران وروسيا، مصدّعا اقتصاداتها وسياساتها الصحية والصناعية (...) "الفيروس اللغز" الذي يحيّر العلماء والاطباء منذ اسابيع، أظهر هشاشة دول كانت حتى الامس القريب قادرة على اجتياح العالم وعلى التحكم باقتصاده، واذ بها تقف عاجزة امام "الميكروب"، غير قادرة على تأمين الاستشفاء والدواء "كما يجب"، لمواطنيها، تماما كما المأكل والمشرب، سيما اذا طال عمر الأزمة.

"الضربة" غير المتوقّعة هذه، ستعقبها بلا شك حلقات نقاش ودراسة معمّقة في دول العالم المتقدّم، وستفرض عليها، بلا شك ايضا، تعديلا في اولوياتها قد يصل الى حد قلب اهتماماتها رأسا على عقب. فما قبل كورونا لن يكون كما بعده. وبقدر ما كان تطوير الجيوش والاسلحة مهما بالنسبة اليها، وبقدر الاهمية التي اولتها لقطاعات الخدمات والصناعة وسواها، سيكون تطوير نظمها الصحية والاستشفائية والدوائية من الاولويات، اضافة الى سبل الاحتياط من كوارث صحية – بيئية – طبيعية، يمكن ان تحلّ بها في اي لحظة، تفاديا لتكرار المأساة التي تعيشها اليوم. هذه الدول اذا، ستستقي الدروس والعبر من الازمة "الوجودية" غير المسبوقة التي تمرّ بها، لتخرج منها بـ"مناعة" أقوى وبقرارات كبيرة قادرة على تأمين أمن مواطنيها على الصعد كافة، الصحية منها والمادية، وهي قرارات ستكون لها التأثير الوازن في النظام العالمي "التقليدي" الذي عرفناه حتى الامس القريب حيث ستتبدل معالمه بقوة..

وسط هذا المشهد الكبير، لبنان الصغير ضعيف ويقترب من الانهيار. كورونا ليس وحده السبب، بل هو في الواقع، آخر الدوافع نحو الكارثة. العامل القاتل هو إصرار الطبقة التي تحكمه على اغتياله عشية مئويته الاولى. بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فقدانُ بيروت حيادها وانغماسها اكثر في المحور الايراني وابتعادها عن الحضن العربي، سيكون مكلفا جدا سياسيا وماليا. وتقاسمُ المغانم الجاري حاليا داخل حكومة الاختصاصيين غير المستقلين، على حلبة التعيينات المالية، سيقضي على اي حظوظ لاخراج لبنان من مأزقه المالي الاقتصادي، سيما في ظل اصرار 8 آذار عموما وحزب الله خصوصا، على وضع اليد على القطاع المصرفي، كمدخل لتغيير صورة لبنان ونموذجه الاقتصادي الليبرالي الحر المعهود. والخشية ايضا ان يكون حرص حزب الله على ارضاء حلفائه كلّهم اليوم، "دفعةً" على الحساب، يردّونها اليه في المستقبل، متى دقت ساعة تعديل التوازنات في الداخل، لإحلال مثالثة مثلا مكان المناصفة، ما يعني امعانا في اغراق لبنان في الطائفية والمذهبية. كل هذه الاعتبارات تضع قطار لبنان في اتجاه معاكس للتاريخ والمنطق و"تحجره" في "الماضي" والمفاهيم البائدة.. وبطبيعة الحال، لن تساعده على مواكبة التطورات الدراماتيكية التي سيشهدها العالم، بل على العكس... عامل واحد قادر على انقاذ البلاد من هذا السيناريو الخطير: انفجار الثورة التي قامت في 17 تشرين، من جديد. وامام فشل الحكومة، يمكن القول انها عائدة لا محالة...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o