Apr 01, 2020 4:38 PM
تحليل سياسي

التعيينات تعرّي الحكومة:اخفاق وخضوع...نحو الانهيار التام درّ!
بري يتصل بالحريري لتنسيق القرارات ومنع ردات الفعل "السنية"
كورونا الى 479 واجراءات مشددة للجيش لمنع خرق "التعبئة"

المركزية-  ماذا بعد سقوط حكومة الرئيس حسّان دياب في امتحان المحاصصة وخضوعها لرغبة القوى السياسية التي نزعت عنها غطاء الاستقلالية الذي تلطّت به منذ تشكيلها؟ وماذا عن قدرتها على تنفيذ الوعود الطنانة التي منّ بها رئيسها اللبنانيين عموما والثوار خصوصا الذين يردعهم "كورونا" راهنا عن رفع الصوت والا لكانوا على الارجح يملأون الساحات اليوم مطالبة باستقالتها؟ هل يمكن لحكومة لم تتمكن من ان ترفض الاملاءات السياسية عليها، والتي يقر بها وزراء من داخلها وتحديدا وزيرة العدل ماري كلود نجم، ان تتخذ قرارات انقاذية تنقل البلاد الى بر الامأن، وهي العالمة ان الممارسات هذه قادتها الى حيث هي اليوم في الانهيار الشامل؟

اذا كانت الحكومة في ظل الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية عاجزة عن فرض آلية نزيهة وشفافة توصل الاكفاء الى المواقع المالية الحساسة وتضع حدا لطمع السياسيين وتمسكهم بمكتسباتهم، فكيف لها ان تنفذ الاصلاحات المالية والادارية المطلوبة داخليا وخارجيا، والتي ستفقد هؤلاء مكتسباتهم هذه حكما؟

خلاصة المشهد الحكومي المستجد ان "مواجهة التحديات" تستكمل نهج سابقاتها على طريقة مراعاة الخواطر السياسية في زمن الانهيارات المتتالية، لا تقدر او لا نية لديها للتعاطي بشكل جدي ومسؤول لانقاذ البلاد وان مسارها هذا سيقود البلاد الى حيث لا يتمنى اي لبناني يتمتع بحس المواطنة. فماذا بعد ؟  

خرق التعبئة: والى همّ السياسة واخفاقاتها، لا يزال  قرار التعبئة العامة يتعرض للانتهاك بدليل زحمة السير التي سجلت اليوم في اكثر من منطقة وعلى اكثر من طريق، وهذا التفلّت الذي قد تكون تداعياته كارثية سيتطرق اليه بلا شك وزير الصحة حمد حسن في مؤتمره الصحفي عصرا.

الجيش..اجراءات صارمة: وفي ظل الدعوات للنزول الى الشارع احتجاجا على الوضع المتردي لعدد كبير من الاهالي بفعل اقفال المؤسسات التجارية ووقف الاعمال في ضوء التعبئة العامة، اكد مصدر عسكري لـ  "المركزية" ان الجيش اللبناني سيتشدد في موضوع التجمّعات، كَونه مسؤولاً عن تنفيذ حال التعبئة، وبالتالي فضّ التجمعات الشعبية، وهو سيتخذ اجراءات صارمة منعاً للاختلاط وذلك تأميناً لسلامة المواطنين وانقاذاً لأرواح الكثيرين مع تفهّم مطالب الناس المعيشية وصرختهم المحقة في ظل الضائقة المالية التي يعيشونها والتي تفاقمت اليوم بعد ان فرض تفشّي وباء كورونا اعلان التعبئة العامة". وشدد المصدر العسكري على "ان لا بد من وضع حماية المواطنين في مقدمة الاولويات، لأن الظرف اليوم اكثر من قاهر وخطير، ولن يسمح الجيش بحصول تجمّعات تؤدي الى تهديد سلامة المواطنين".

479 اصابة: في الاثناء، واصل عداد الاصابات ارتفاعه ولو بخجل، على الارجح، لأن عدد الفحوصات التي تجرى يوميا ضئيل. فقد أعلنت وزارة الصحة العامة أن  حتى تاريخ ١/٤/٢٠٢٠  بلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة ٤٧٩ حالة بزيادة ١٦ حالة عن يوم امس، علما ان عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ ٤٩٠ فحصا. ولم يتم تسجيل أي وفاة جديدة بالفيروس، ويستقر عدد الوفيات حتى تاريخه على اثنتي عشرة.

التعيينات..محاصصة؟: في الاثناء، قفز الاداء الحكومي الى الواجهة. فعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا في قصر بعبدا والتي ستفتح على طاولتها اوراق التعيينات المالية، بدا ان المحاصصة السياسية – الطائفية هي التي ستحكم الاستحقاق، لا معيار الكفاءة.

اتصالات للتهدئة: وفي انتظار مساعي حزب الله لتهدئة بنشعي الغاضبة من وضع التيار الوطني الحر يده على الحصة الاكبر من المراكز المسيحية، اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري تكرارا وفق معلومات "المركزية"، بالرئيس سعد الحريري الموجود في باريس للتنسيق في ملف التعيينات وتفادي ردات الفعل بعد ان ابدى الحريري ورؤساء الحكومة السابقون منذ ايام، امتعاضهم من ذهنية الاستئثار المستفحلة، في هذه القضية. وقالت اوساط في الشارع السني لـ"المركزية" ان ابعاد الرئيس الحريري عن السراي كان بهدف احكام القبضة على الادارة، من خلال حشر المحسوبين والانصار، وانهاء ما يعرف بالحريرية السياسية.

كورونا المحاصصة: وبرز على هذه الضفة اليوم، موقف لوزيرة العدل ماري كلود نجم انتقدت فيه المحاصصة! فقد قالت عبر "تويتر": "30 سنة من المحاصصة الزبائنية بين زعماء الطوائف نتيجتها: فساد في بنية الدولة، 100 مليار دولار دين وما يزيد، انهيار اقتصادي ومالي، يأس، هجرة، انتفاضة... التوازن الطائفي مقبول على قاعدة الأكثر كفاءة، لا الأكثر ولاء. ‏مكافحة المحاصصة اصعب من مكافحة كورونا".

جريصاتي: من جانبه، غرد الوزير السابق واحد ابرز معاوني رئيس الجمهورية، سليم جريصاتي عبر حسابه على "تويتر"، سائلا "في التعيينات، من حكم لبنان لثلاثين سنة خلت وما كانت حصة المعارضة - إن وجدت - فيها وما كان إرثه؟ ‏رجاء خاص ممن يعرف أسماء العملاء في السجون إبلاغنا بها كي نبقيهم فيها عند إصدار العفو".

اشارات لا اصلاحية: والى الانتقادات من اهل البيت، صوب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الذهنية السائدة في مجلس الوزراء. فغرّد عبر حسابه على "تويتر" كاتبا "في وقت تغرق فيه البلاد أكثر فأكثر في أزمتها المالية والاقتصادية، وفي وقت ينتظر فيه اللبنانيون كما الخارج برنامجا إصلاحيا من قبل الحكومة كإشارة إيجابية للحصول على بعض المساعدة الخارجية لإعادة الحد الأدنى من الثقة للدولة اللبنانية لكي تعود الدورة الاقتصادية لوضع مقبول، إذ بنا نتفاجأ بأن أولى الإشارات "اللاإصلاحية" التي تصدر عن هذه الحكومة ما تسرب عن التعيينات المالية في حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية". اضاف "إن هذه الأجسام الثلاثة تلعب دوراً مهماً بإعادة ضبط الوضع المالي، بالأخص بعد كل الذي مررنا ونمر به، فتأتي النتيجة ان التعيينات المرتقبة بعيدة من كل تقنية ومن كل كفاءة وروح إصلاحية، والسبب: إبحث عن الثلاثي غير المرح، وطالما أنه ممسك ومتمسك بالسلطة، طالما لا نرجو خيراً من أي شيء". وختم "ويبقى اننا سنستمر في جهودنا لإبراز كل الحقائق والوقائع أمام الرأي العام لكي يقوم بدوره بالتغيير المنشود عند أول فرصة تسمح بذلك".

2810: ووسط هذا الجو غير المطمئن، سجّل سعر صرف الدولار اليوم لدى الصرّافين، ما بين 2770 ليرة لبنانية للمبيع و2810 للشراء للدولار الواحد.

في السراي: الى ذلك، عرض رئيس الحكومة حسان دياب في السراي مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، التطورات في لبنان، إضافة الى سبل التعاون مع الأمم المتحدة من أجل مساعدة لبنان على مكافحة فيروس "كورونا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o