Apr 01, 2020 1:35 PM
خاص

"التعيينات" تفضح حكومة "الاختصاصيين" المنفصلة عن الواقع!
اداء محاصصتي سياسي - مذهبي بامتياز.. سيشعل ثورة من نوع آخر

المركزية- مَن يراقب أداء الطبقة الحاكمة اليوم على "مسرح" التعيينات المنتظرة في شكل خاص، قد يشكك للوهلة الاولى في ناظريه وفي وعيه الذهني. فما يحصل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لا يمكن ان يصدّقه عاقل. حفلة محاصصة سياسية بنكهة طائفية "على المفضوح" تُخاض على هذه الجبهة، داخل حكومة كان يُفترض ان تكون حكومة اختصاصيين تمثّل الثورة ونَفَس الثوار، على ما اعلنه مرارا وتكرارا، الرئيس حسان دياب منذ لحظة تكليفه من قبل فريق 8 آذار.

فهل هذا هو التغيير الذي وُعد اللبنانيون به؟ القوى السياسية نزعت قفازاتها وأظهرت بلا خجل، سطوتها على الحكومة وقرارها. كلّ منها، من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وصولا الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هدّد بسحب وزرائه من مجلس الوزراء إن لم يحصل على ما يريد.

دخل حزب الله على الخط محاولا رأب الصدع بين التيار الوطني الحر الذي يبدو سينتزع الحصة الاكبر من التعيينات المالية المسيحية، وبنشعي، الا انه حتى الساعة لم يفلح في إرضاء الاخيرة، بينما الاتفاق بات شبه منجز على حصص القوى الاخرى المشاركة في الحكومة (وبعض مَن هم خارجها اليوم ايضا، للمفارقة!)، والتي ستنال ما يرضيها في حاكمية "المركزي" وفي لجنة الرقابة على المصارف والتعيينات الاخرى المرتبطة.  

الاداء المحاصصتي اذا، بقي على حاله، تتابع المصادر، لا بل زاد وقاحة. وما يجعل وقع هذه "الفضيحة" مضاعفا، انه يحصل من جانب مَن ادّعوا الانتفاضة عليه، من جهة، وفي ظل أزمة اقتصادية – مالية من الاخطر، من جهة ثانية، وفي وقت الناس عاجزة عن النزول الى الشارع للصراخ ورفع الصوت، بعد ان أنهكها وباء كورونا وفاقم فقرها، وسط ارتفاع جنوني في الاسعار واشتداد طوق اجراءات التضييق على أموالها في المصارف، من جهة ثالثة.

وليكتمل المشهد السوريالي المبكي، يشكو وزراء في الحكومة من المحاصصة! نعم، هذا ما فعلته اليوم وزيرة العدل ماري كلود نجم. ففيما التشكيلات القضائية التي وضعها مجلس القضاء الاعلى عالقة في شرك السياسة، لأنها لم ترض هذا الطرف وذاك، قالت عبر تويتر "30 سنة من المحاصصة الزبائنية بين زعماء الطوائف نتيجتها: فساد في بنية الدولة، 100 مليار دولار دين وما يزيد، انهيار اقتصادي ومالي، يأس، هجرة، انتفاضة... التوازن الطائفي مقبول على قاعدة الأكثر كفاءة، لا الأكثر ولاء. ‏مكافحة المحاصصة اصعب من مكافحة كورونا".

امام هذه المعطيات، يتأكّد للمراقبين ولأكثرهم موضوعية، ان مجلس الوزراء منفصل عن الواقع أكان في "خبرية" استقلالية قراره، او في بُعده عن معاناة اللبنانيين. والاكيد ان نهج الحكومة "الكارثي" في التعيينات وفي الاقتصاد، سيرتد عليها سلبا، عاجلا ام آجلا، بعد انحسار كورونا او قبله، وستدفع ثمنه ثورةً من نوع آخر ستنفجر في الشارع حتى اطاحتها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o