Mar 28, 2020 1:25 PM
خاص

من الضغط لتطويع المصرف وتدجين القضاء الى إزالة خيم الثوار
8 آذار تستعد لمرحلة ما بعد كورونا: نحو السيطرة على مفاصل الدولة كلها

المركزية- يبدو ان القوى السياسية القابضة على قرار حكومة "مواجهة التحديات"، اي حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر، في شكل اساس، بدأت تعدّ العدة لمرحلة ما بعد انحسار فيروس كورونا.

ففيما ينهمك مجلس الوزراء في اجتماعات ولقاءات مخصصة لمتابعة الوباء وتطوره في الداخل، وكيفية منع تفشّيه على الاراضي اللبنانية، تتنقل بين قصر بعبدا والسراي، تدور فوق السطوح حينا وتحت الطاولة غالبا، محاولات حثيثة من قبل "الثلاثي المرح" كما اسماه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لتمرير اجراءات وقرارات تساعده على فرض هيمنته بشكل افضل وأفعل، على كامل مفاصل الدولة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

ومع ان لا اتفاق حتى الساعة بين اهل الخندق الواحد، تشير المصادر الى ان ما يجري اليوم، هو شد حبال بينهم للخروج بأفضل الحصص في التعيينات المرتقبة. ومتى نضج التفاهم الذي يرضي اكبر عدد من المشاركين في الحكومة، فإنها اي التعيينات، ستُطرح على طاولة مجلس الوزراء لـ"البصم" عليها، دائما وفق المصادر، التي تعرب عن أسفها لكون حكومة الاختصاصيين الحياديين المفترضة، تبيّن انها مغلوب على امرها، الا اذا.. لكن عدم فتح ملف التعيينات في حاكمية المركزي وفي لجنة الرقابة على المصارف، في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، ومؤاثرة رئيسه حسان دياب ارجاءها، دلّ الى انها تنتظر ضوءا اخضر سياسيا لم يتأمّن بعد ولم يتكمن لقاء دياب برئيس مجلس النواب نبيه بري من انتزاعه.

المطلوب اذا تعيينات تجعل توجّهات "المركزي" وقراراته المالية، أكثر قربا من نَفَس 8 آذار. والامر نفسه ينطبق على التشكيلات القضائية. فاللائحة التي وضعها مجلس القضاء الاعلى برئاسة القاضي سهيل عبود، وضعت على الرف ونامت في الادراج، لانها، على ما يبدو، لم تنسجم مع تطلعات القوى السياسية التي تريد ادخال وابقاء محسوبين عليها، مزروعين في الجسم القضائي، بما يساعدها على ابقاء القضاء اداة طيعة في يدها فيحرّكونه وفق حاجتهم، ويكونون "الفاخوري" الذي يضع "دينة الجرة" أينما يريد..

وليكتمل إعداد الارضية للمرحلة المقبلة، تمّت بالامس، تحت جنح "كورونا"، ازالة خيم الثوار من ساحة الشهداء على يد القوى الامنية بقرار من وزير الداخلية محمد فهمي.

اذا، تستخدم 8 آذار حكومتها لبسط سيطرتها على مؤسسات الدولة وعلى الارض، وتضغط عليها اذا لم تتجاوب سريعا، بدليل القصف العنيف الذي امطرها به الرئيس نبيه بري امس. والهدف ان يخرج لبنان من كورونا، على واقع مالي – قضائي جديد كليا، يناسب مشاريع السلطة، وعلى ثورة تم إجهاضها مع تعويل على ان الشعب "الجائع" "المريض" الذي أُنهكت قواه لن يتمكن من التحرك من جديد.. فهل ينجح "الاستبليشمنت" (الدولة العميقة) في رهانه على الوباء وعلى الوضع المعيشي الصعب، للخروج منتصرا، ويتمكن من اعادة بناء امبراطوريته ولو على ركام الوطن والناس؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o