Mar 27, 2020 5:09 PM
تحليل سياسي

ارقام كورونا تبدد القلق...ارتفاع "سلحفاتي" والاجمالي 391 اصابة
رفع مستوى التعبئة يلجم ازدياد الاعداد ووقف الرحلات حتى 12 نيسان
بري لاعادة المغتربين سريعا والحريري: العفو للمساجين الاسلاميين

المركزية- بوتيرة تصاعدية تمضي الاجراءات والتدابير الامنية المتشددة في مواجهة انتشار وباء كورونا، ومثلها ارقام الاصابات بالفيروس. الاولى يفترض ان تتظهر مفاعيلها اعتبارا من الاحد المقبل مع انقضاء مهلة الاسبوعين الاوليين من الحجرالمنزلي في اطار التعبئة العامة، والثانية يتوقع ان تشهد تقلصاً او على الاقل جمودا في الخط البياني للعداد اليومي للمصابين. ذلك ان نسبة الارتفاع المقبولة نسبيا، مقارنة مع سائر الدول التي قفز بعضها الى المرتبة الاولى في عدد الاصابات كالولايات المتحدة الاميركية متفوقة على الصين وايران وايطاليا، يشي بمرحلة انفراجية على مستوى مواجهة الوباء بالطريقة اللبنانية.

391 اصابة: فقد سلكت التعبئة العامة بنسختها المشددة الجديدة، طريقها الى التنفيذ العملاني. اما الاصابات بكورونا فواصلت ارتفاعا وإن بوتيرة منطقية. في تقريرها اليومي عن تفشي الفيروس اعلنت وزارة الصحة ان "حتى تاريخ اليوم، بلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالاضافة إلى المختبرات الخاصة ٣٩١ حالة بزيادة ٢٣ حالة عن يوم امس. كما سجلت حالة وفاة لدى مريض يعاني من امراض مزمنة في العقد الثامن من العمر في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي". وشددت الوزارة "على تطبيق كل الاجراءات الوقائية خصوصاً الالتزام بالحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية اخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن وان أي تهاون بتطبيقها سيعرضصاحبها للمالحقة القانونية والجزائية".

قوى الامن: في الاثناء، عممت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، على المواطنين مذكرة صادرة عن وزارة الداخلية والبلديات تتعلق بتحديد مواقيت فتح وإقفال الشركات والمؤسسات الخاصة وسير المركبات في إطار التشدد في مكافحة وباء كورونا. وعليه، وتطبيقا لحالة التعبئة العامة في البلاد، ستقوم قوى الأمن الداخلي بما يأتي:- منع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات، ما بين الساعة 7.00 مساء والساعة 5.00 صباحا اعتبارا من تاريخ اليوم 27/3/2020، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين. - مراقبة تقيد المؤسسات المستثناة من الإقفال التام بأوقات العمل وإجراءات الوقاية المحددة لها، وذلك تحت طائلة الإقفال الفوري وتسطير محضر ضبط في حقها في حال المخالفة.- التشدد في مراقبة تقيد المواطنين المتجولين في المركبات العمومية والخاصة - كما هو وارد في الجدول المرفق- بغية الحد من تنقلاتهم". وأكدت قوى الأمن الداخلي  أن دور المواطنين أساسي في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع، وأن من صلب واجباتهم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، الالتزام بالقرارات الصادرة في هذا الخصوص، وملازمة منازلهم".

المطار: في الموازاة، أصدر المدير العام للطيران المدني بالتكليف فادي الحسن تعميماً، إلى كل شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، يقضي بتمديد وقف جميع الرحلات الجوية التجارية والخاصة حتى 12 نيسان ضمنا. وطلب "من جميع شركات الطيران الالتزام بمضمون هذا التعميم حتى إشعار آخر".

60 مليون: في غضون ذلك، أعلن رئيس الحكومة حسان دياب، في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، انه حوّل إلى وزارة المالية كتابا عن باقي فروقات سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في المستشفى وسيقبضها كل العاملين آخر الشهر الحالي. وقال"أعرف حجم القلق الذي يعيشه اللبنانيون، هناك خوف على المستقبل، ونحن نواجه تحديات كبيرة والتي لا تستهدف فئة من اللبنانيين فقط بل جميع اللبنانيين، وعلينا أن نكون يدا واحدة بغض النظر عن الانتماءات السياسية والطائفية". واكد "ان اللبنانيين قادرون على أن يتجاوزوا كل المحن، والرهان اليوم على الروح الجامعة وإن كنا جميعا سويا سننجح". وقال "الدولة هي ملجأنا جميعا وهي الأساس، وأناشد اللبنانيين الالتزام بالإجراءات التي فرضتها الحكومة". وأشار الى انه سيتم توزيع أكثر من 600 ألف صحة من المواد غذائية للعائلات. واذ تمنى "أن نتجاوز هذه المحنة الصعبة والحكومة جاهزة لكل جديد، وخصّصنا حوالى 60 مليون دولار لمواجهة هذا الفيروس"، أعلن "اننا ندرس طريقة لعودة الراغبين بالعودة من الخارج".

سلامة: من جانبه، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للـLBCI أن "هناك ١١١ ملفاً يتعلق باستيراد مستلزمات طبية قد جرى إنجازه وسننجز الباقي الأسبوع المقبل". وأضاف سلامة أن "الملفات التي لها علاقة بأزمة كورونا تسير وفق مسار سريع"، وقال: "أعطيت تعليماتي كي تحظى هذه الطلبات بالأولوية رغم أن الفريق الذي يعمل على هذه الملفات هو فريق صغير ويعمل طوال ١٢ ساعة".

بري والعقوق: وفي السياق، وفي بيان شديد اللهجة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومة الى "عقد جلسة إستثنائية اليوم قبل الغد من اجل إعادة النظر بقضية المغتربين اللبنانيين". أضاف "بالأمس وكأن الحكومة قد إخترعت البارود مع أنها شكلت الشذوذ عن كل دول العالم، فكل هذه الدول تقوم بالبحث عن مواطنيها لإعادتهم الى بلادهم اما نحن في لبنان نسينا ان هؤلاء دفعهم إهمال الدولة اصلاً كي يتركوا لبنان ومع ذلك اغنوها بحبهم ووفائهم وعرق جبينهم وثرواتهم". وتابع بري سائلاً: "الم يكفي محاولة تبديد ودائعهم إن لم نقل سرقتها عبر الكابيتال كونترول؟ فهل الان تجري المحاولة لتبديد جنسياتهم؟ تطلبون منهم تقدم طلبات الى السفارات هؤلاء لا يريدون جنسية هم لبنانيون بل هم اللبنانيون. يضاف الى ذلك، انهم على إستعداد لتحمل كل اعباء عودتهم سواء كانت مادية او طبية". وختم "العقوق في اللغة العربية تطلق على الولد الذي يخالف والديه لكن للأسف لم نجد وطناً عاقاً بحق أبنائه كما حصل ويحصل اليوم عبر الاداء الهمايوني الذي لمسناه امس من الحكومة، فكفى من وطننا عقوقاً بأبنائه المغتربين فهم كانوا على الدوام قرش لبنان الابيض ليومه الاسود فالاوان قد حان لمبادلتهم بأقل واجباتكم".

البنك الدولي وكوبيش: في غضون ذلك، وبينما يجري وزير المال غازي وزني عصرا محادثات مع حاملي السندات، بحث رئيس الحكومة حسان دياب في السراي الحكومي مع مدير دائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، في حضور نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينه عكر، المساعدات التي يمكن أن يقدمها البنك للبنان في هذه المرحلة الصعبة، لا سيما لناحية مواجهة فيروس "كورونا"، إضافة إلى السبل الآيلة لاستخدام برامج البنك الدولي لدعم أولويات الحكومة ووضعها موضع التنفيذ. وعرض الرئيس دياب مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش المستجدات الراهنة، إضافة الى سبل التعاون مع الأمم المتحدة من أجل مساعدة لبنان على مكافحة فيروس كورونا.

لا حول ولا...: وليس بعيدا من اداء الحكومة، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" "الثلاثي المرح لم يعد مرحاً. فبالرغم من كل المآسي التي يعيشها اللبنانيون يواصل هوايته المفضلة بالمحاصصة، ويُسقط حكومة، كان من المفترض ان تكون انقاذيه، بسبب الخلاف على التعيينات. طالما الثلاثي غير المرح ممسك بالسلطة سيبقى الشعب اللبناني بالنفق الذي هو فيه. لا حول ولا قوة إلا بالله".

العفو والاستنسابية: وسط هذه الاجواء، وفي وقت يحكى عن اتجاهات للافراج عن سجناء لمنع اكتظاظ السجون في ظل كورونا، شدد الرئيس سعد الحريري على "ان الكورونا ليس باباً للإستنسابية في اتخاذ القرارات القضائية"واعتبر في تغريدة عبر "تويتر" "انه أمرٌ جيد أن يشمل العفو الذين تنتهي محكوميتهم بعد ستة أشهر، لكن الامر الأهم يتعلق بمصير مئات المساجين الاسلاميين الذين يدفعون ثمن التباطؤ في المحاكمات او يرزحون تحت قبضة التوقيف الاحتياطي منذ سنوات". ولفت في تغريدة اخرى الى "ان هؤلاء أولى بالعفو في زمن الكورونا". وذكر بأنه "سبق أن رفضنا اقتراح قانون للعفو العام يتعامل مع القضية على قاعدة سجناء بسمنة وسجناء بزيت". وأشار الحريري الى أن "اليوم هناك وباء لا حدود لمخاطره على حياة المواطنين والعفو العام بات مطلباً ملحاً يتقدم على الحسابات الضيقة والكيل بمكاييل سياسية لم تعد مقبولة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o