Mar 26, 2020 2:30 PM
خاص

حزب الله وخطة كورونا: نحن الدولة وانتم الدويلة !

المركزية- في الدولة الهزيلة الوهنة المصابة بكل انواع الفيروسات السياسية واين منها كورونا، حيث الفساد والصفقات والتسويات وتقاسم ما تبقى من قالب الجبنة ، حتى في عز زمن افلاسها، بحسب ما يظهر النزاع حول اكثر من ملف داخل مجلس الوزراء لا سيما التعيينات والكابيتال كونترول، تتوزع الاحزاب والقوى السياسية مهمة مواجهة كورونا بوسائلها وامكاناتها الخاصة في مناطق نفوذها. ليس الفعل هذا مدانا او مستنكرا،  بل العكس، ما دام يخدم هدف حماية اللبنانيين من الوباء المخيف ويضخ جرعات اطمئنان في نفوسهم القلقة. بيد ان منطق الدويلات الموزعة حزبيا وطائفيا ومناطقيا الذي عاد الى الواجهة في عز ازمة الوباء اصاب في مقتل آمال المواطنين الذين اعتقدوا لبرهة، لا سيما بعد ثورة 17 تشرين ان حلمهم بالدولة القوية التي لا يعلو فوق قرارها قرار، حيث يعاينون بأم العين استمرار انحدار الدولة وتصاعد الدويلات.

واذا كان بعض الاحزاب يؤكد حضوره على مسرح مواجهة الفيروس بإمكانات محدودة نسبياً، فإن ما اعلنه حزب الله على لسان  رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين عن خطة الحزب لمكافحة فيروس كورونا، يؤكد تفوقه على الدولة لجهة حجم الخطة وما تتضمنه من امكانات هائلة، تعمّد على الارجح الكشف عنها ليؤكد لجمهوره المتأثر بسلسلة الازمات التي تصيبه انه الحصن المنيع وخط الدفاع الاول عنهم وانه بقدراته التي تفوق ما يمكن ان توفره الدولة سيبعد عنهم شبح الفيروس.
في مقابلة على قناة "المنار" اعلن صفي الدين "ان كادراً عدده 24500 من أطباء ومسعفين يعمل على تنفيذ خطة حزب الله، قائلاً إنّنا "نستفيد من مواجهة كورونا من امكانات طبية وصحية كانت مخصصة لمواجهة الحرب وصد العدوان". وقال "قمنا بتدريب 15 الف شخص على مكافحة كورونا وأقمنا ورش تدريب لبعض المسعفين في المخيمات الفلسطينية وجهزنا 25 سيارة بأدوات وآلات تنفس اصطناعي... وأن خلال أيام سيُصبح مستشفى السان جورج جاهزا لاستقبال مصابي كورونا اذا اقتضت الحاجة. وقال "قمنا باستئجار مستشفيات خاصة وتجهيزها للاحتياط واستخدامها وقت الحاجة. وقمنا بإنشاء مراكز تشخيص طبي لتقييم وفحص الحالات وتحديد الاجراءات المطلوبة. وجهزنا 32 مركزاً طبيا احتياطيا لمواجهة كورونا في كل المناطق اللبنانية". ولفت إلى انفاق "3.5 مليار ليرة لمواجهة الازمة".

مشكور حزب الله على جهوده، ما دامت تصب في خدمة المواطنين وابناء بيئته، الا ان المشكلة تكمن في مكان آخر، بحسب ما تقول مصادر في المعارضة لـ" المركزية". ذلك ان هذا الكم من المال والتجهيزات والمراكز والكادر الطبي، لا يمكن ان تمتلكه ، في منطق الامور الا الدول، وهو ما لا ينطبق على لبنان. ان الحزب الذي يكاد يكون الوحيد الذي فصّل خطته وشرحها وفندها هدف من خلالها الى ايصال رسالة الى بيئته واهله انه الضمانة والملاذ وليس احد سواه، فهو يعلن حالة الطوارئ حينما يرتئي ويحدد خطوات المواجهة حينما يريد. انها رسالة واحدة، توضح المصادر، في زمن استهداف الحزب ومحوره وفي مرحلة افول نجمه على وقع ما يُحبك في المفاوضات الجارية خلف الكواليس الدولية، يشد الحزب أزره باطلالات متكررة لأمينه العام السيد حسن نصرالله لتعبئة جمهوره ويطلق خطته "الكورونية" الفضفاضة ليثبت لمرة اخيرة "اننا نحن الدولة وانتم الدويلة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o