Mar 26, 2020 11:27 AM
خاص

نصرالله يعيد رسم الخطوط الحمر:
السلاح لا يمس والمقاومة باقية

المركزية- لم يعد خافيا ان خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير مساء الجمعة الفائت،وقد وعد باطلالات مكثفة خلال هذه الفترة، حمل كثيرا من الرسائل السياسية والشعبية في اتجاه الحلفاء والخصوم على السواء، لا لشيء إلا لأنه على يقين بأن مسار الأحداث على الساحتين الداخلية والاقليمية لا يخدم مشروع المحور الذي ينتمي إليه، ما يفترض تحضير عدة العمل في المواجهة.

في تحليل لهذا الاستنتاج، تشير أوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" إلى أن انفجار قنبلة بحجم ملف العميل عامر الفاخوري في وجه الحزب أتى في وقت كانت ايران وأذرعها الاقليمية تسجل خسائر في الميدان السوري، وتحديدا في إدلب، حيث مني حزب الله بخسائر كبيرة في الأرواح، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب النقمة الشعبية ضد الضاحية في معاقلها الأساسية. لذلك، لم يكن أمام السيد نصرالله من خيار غير الاطلالة المباشرة على جمهوره لإعادة شد عصبهم من خلال العزف على وتر "المقاومة" الحساس لتأكيد كونه خطا أحمر ليس تجاوزه بالأمر السهل، ولا يمكن ان يكون كذلك.

وتشدد الاوساط على أن هذا التمسك المتجدد بدور "المقاومة" المحوري في تثبيت حزب الله لاعبا أول على الساحة السياسية يأتي في محاولة لقطع الطريق على ما يمكن تسميتها "فرصا لاستضعاف الحزب في هذا التوقيت الحساس لإعادة فتح النقاش في موضوع سلاحالحزب والاستراتيجية الدفاعية، مع العلم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الحليف التقليدي للحزب، كان التزم شخصيا بذلك منذ ما قبل الانتخابات النيابية الأخيرة،غير أن هذا الأمر لم يجد طريقه إلى التطبيق بفعل تصفية الحسابات السياسية المعهودة.

وتلفت الاوساط إلى أن بينما كان لبنان منشغلا بهم مكافحة فيروس كورونا، وقعت جريمة إغتيال مساعد العميل الفاخوري أنطوان الحايك في محله التجاري في المية ومية، وهي في توقيتها بدت تحمل رسائل مخيفة في مضمونها.

وفي هذا الاطار، تحرص الاوساط على التنبيه إلى أن وقوع الجريمة في ذاته ضربة قوية لهيبة الدولة وقدرتها على بسط الأمن، ما من شأنه أن يفتح الباب واسعا أمام استعادة مشاهد كان من المفترض أن زمن ما بعد الحرب قد طوى صفحتها إلى غير رجعة، مثل الجرائم الثأرية والانتقامية. صورة محفوفة بالمخاوف من شأنها بطبيعة الحال أن تدفع المناوئين لحزب الله وترسانته إلى رفع الصوت مجددا والمطالبة بحصر السلاح في يد القوى الأمنية لصون الدولة وهيبتها وسلطتها وحياة المواطنين.

وإذ تعترف بأحقية هذا المطلب بوصفه حجر الرحى على طريق بناء دولة لبنانية جديدة، تنبه إلى أن حزب الله لا يقرأ الأمور على هذا النحو، بل إنه، وبالنظر إلى واقعه الاقليمي الراهن، بات يخشى عملية تطويق للمقاومة، فيما تعج بيئتها بالأصوات المعارضة، التي ما شكلت يوما تهديدا جديا للحزب وحضوره وسيطرته شبه التامة على الساحة الشيعية. غير أن هذه النظرة تبدلت كثيرا في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد ثورة 17 تشرين. كلها أمور يتقن نصرالله فن قراءة مضامينها، فيرفع السقف السياسي والشعبي عند الحاجة، ليعيد  ضبط الايقاع على الوتر الاقليمي الذي يناسبه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o