Mar 25, 2020 8:41 PM
تحليل سياسي

عدّاد كورونا: 333 اصابة وحالتا وفاة وتمديد التعبئة حتى 20 نيسان
مجلس وزراء خلافي يستبعد التعيينات و"اعلى للدفاع" يحدد الاجراءات
اللبنانيون العالقون في الخارج وامكان اعادتهم بين بري ودياب

المركزية- في عز الازمة الصحية وهاجس كورونا الذي يقض مضاجع العالم بأسره، يجد سياسو لبنان متسعا من الوقت لتقاسم الحصص والاختلاف على التعيينات. هذا الخلاف الذي يتهدد التضامن الحكومي في دولة منهارة على كل المستويات، يسهم بدوره في اغراق البلاد الى اسفل قعر الهاوية، حيث سيصبح الخروج بالغ الصعوبة لا بل مستحيلا.

اما كورونا، فبقيت ارقامه اليوم ضمن المعقول والمقبول اذ سجلت 29 اصابة جديدة تعتبر طبيعية بالمنظار الطبي، فيما حصلت حالتا وفاة ليرتفع العدد الى ستة.

333 اصابة: واليوم، أصدرت وزارة الصحة العامة بيانا عن الحالات المثبتة إصابتها بفيروس كورونا، جاء فيه: "لغاية تاريخ 25/3/2020 بلغ عدد الحالات المثبتة مخبريا في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، إضافة إلى المختبرات الخاصة 333 حالة بزيادة 29 حالة عن يوم أمس. بناء عليه تقوم وزارة الصحة العامة بمتابعة جميع الحالات التي شخصت في مختبرات غير مرجعية والتي اصبح مجموعها 50 حالة من أجل تأكيدها. وقد تبين خلال التقصي أن بعض هذه الحالات أعيد فحصها في مختبرات خاصة أخرى، وجاءت النتيجة سلبية. وحرصا من وزارة الصحة العامة على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعاطي مع هذا المرض. شددت الوزارة على جميع هذه الحالات الايجابية التي تم فحصها في المختبرات الخاصة غير المعتمدة والتي لا يعاني أكثرها من أعراض مرضية التزام الحجر الصحي المنزلي التام ريثما يتم تأكيد التشخيص أو نفيه. هذا وتشدد الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية بخاصة التزام الحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن، وأن أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية".

وفاة في المعونات: من جهتها، اصدرت إدارة مستشفى سيّدة المعونات الجامعي - جبيل بيانا اشار الى ان "بعد أن أصبح مستشفى سيّدة المعونات الجامعي المركز الاستشفائي الوحيد المجهّز والمستعد لاستقبال المرضى المصابين بفيروس COVID-19 كورونا، في المنطقة الممتدّة من شمال بيروت إلى أقصى شمال لبنان، وإثر ازدياد أعداد الوافدين إليه لإجراء الفحوصات الخاصة بالفيروس المذكور أو للإستشفاء منه، يعرض للتالي : 

- مغادرة ستة أشخاص لغاية اليوم للقسم المخصّص لاستقبال المرضى المصابين بفيروس COVID-19 (كورونا)، بينهم معالي الوزير محمد الصفدي، إثر ظهور النتائج السلبية للفحوصات المخبرية التي أجريت لهم.

- استمرار المستشفى بالعناية بثمانية مرضى، جرى استقبالهم في القسم المذكور، بينهم سبعة من طاقمه التمريضي، والذين يفترض أن يغادروا المستشفى في الايام القليلة المقبلة.  
 - تتمّ متابعة أحد المرضى الذي استقبل أخيرا في قسم العناية الفائقة المخصّص للمرضى المصابين بفيروس كورونا، وهو في حالة حرجة جدّاً نظراً لمعاناته من قصور مزمن في الكبد.
 - وفاة مريض كان يعاني من حالة متقدّمة من سرطان الرئة، والذي جرى استقباله منذ بضعة أيّام إثر إصابته بفيروس كورونا.

واخرى في الحريري: ولاحقا اشار مستشفى رفيق الحريري الى وفاة مصاب في وحدة العناية الفائقة الخاصة بمرضى كورونا. كما أعلن "امتثال 4 اصابات بفيروس الكورونا للشفاء، بعد أن جاءت نتيجة فحص ال PCR سلبية في المرتين وتخلصها من عوارض المرض كافة"، مشيرا إلى بلوغ مجموع الحالات التي شفيت تماما من الفيروس منذ البداية إلى 20 حالة شفاء". ووصف وضع المصابين بالفيروس بأنه مستقر "ما عدا 3 حالات وضعها حرج، وجميعهم يتلقون العناية اللازمة في وحدة العزل".

حسن: من جهته وخلال اعلانه عن تخصيص مستشفى بعلبك الحكومي لاستقبال مرضى "كورونا"، وتبرعه للمستشفى على نفقته الخاصة بجهاز PCR لإجراء الفحوص اللازمة، اعلن
وزير الصحة حمد حسن أن "الذي قدمته الدولة اللبنانية بالتعاون مع المجتمع المدني، هو نموذج راق نسبة إلى الإلتزام إلى حد كبير بإرشادات وتعاليم وزارة الصحة العامة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، والارتفاع الذي نلحظه في حالات كورونا هو ارتفاع طبيعي وليس بكارثي، وإذا استمررنا على هذا النحو، فمعنى ذلك أننا نسير ضمن الخطة الموضوعة لاستقبال الحالات حسب الإمكانات المتوافرة، ونحن نعمل بمنطق وعقل، ونعرف إمكاناتنا والتحديات، لذا خطتنا موضوعة بهذا القدر المتناهي من الموضوعية". وقال الوزير حسن: "التعبئة العامة تنتهي في 29 آذار الجاري، ومجلس الوزراء يتخذ القرار بناء على المعطيات الميدانية واحتساب عدد الحالات، والتقرير الذي ستعده وزارة الصحة، فالقرار ليس بيد وزير الصحة منفرداً، وإنما قرار مجلس الوزراء بشأن التعبئة العامة يتم بناء على معطيات عقلانية مدروسة تحاكي الواقع، ليبنى على الشيء مقتضاه".

مجلس الوزراء: الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء في الحادية عشرة من صباح غد جلسة في القصر الجمهوري، لاستكمال البحث في الوضعين المالي والنقدي، ولاستكمال البحث في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في ضوء التدابير المتخذة بسبب إعلان التعبئة العامة.كما تبحث الجلسة في تمديد فترة التعبئة العامة لمواجهة انتشار كورونا، إضافة الى تحديد كلفة الكشف وعلاج المصابين. وتتطرق الجلسة الى تعيينات مختلفة، منها نواب حاكم مصرف لبنان، واعضاء لجنة الرقابة على المصارف، واعضاء هيئة الاسواق المالية، ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان.

تمديد التعبئة: وفي السياق، وفيما بات مرجحا عدم بت التعيينات بسبب الخلافات بين القوى السياسية،علمت "المركزية" ان المجلس سيمدد تدابير واجراءت التعبئة العامة إلى ٢٠ نيسان أي إلى ما بعد عطلة الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويمين الغربي والشرقي.

الاعلى للدفاع: بدوره، يعقد مجلس الدفاع الأعلى، اجتماعا في القصر الجمهوري، في العاشرة من صباح غد برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبدعوة منه، وحضور رئيس الحكومة حسان دياب والاعضاء الحكميين ومن يدعى لحضور الاجتماع. ومن المتوقع ان  يحدد قرارته المتعلقة بتمديد حالة التعبئة العامة وتشديد الاجراءات المتعلقة بحظر التجول. وفي المعلومات أيضاً ان هناك إتجاها لإقفال المطار لأسبوعين أيضاً، وأي استثناءات بتسيير رحلات معينة يمكن أن تصدر عن رئاسة الحكومة بالتنسيق مع الوزير المختص وفقاً لمرسوم التعبئة العامة والاقفال.

جعجع: وليس بعيدا، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ"المركزية" ان "العقلية التي تحكمت بكل الحكومات السابقة ثبت انها نفسها تدير الحكومة اليوم، وفق ما اثبت تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حول محاولة "تهريب" التعيينات في مجلس الوزراء لا سيما بالنسبة الى نواب حاكم مصرف لبنان، والامر سيان في ما يتصل بالتشكيلات القضائية العالقة في "الجوارير" الحكومية. ويقول ان "الثلاثي المرح" نفسه يتحايل على اللبنانيين بحكومة ظاهرها تقني اختصاصي وباطنها سياسي بامتياز يتحكم بها بما يخدم مصالحه". واستهجن عدم انجاز الخطة الانقاذية المالية –الاقتصادية معتبرا ان ذلك يصيب لبنان في مقتل. ويقول: حال الدولة اليوم كمريض يحتاج ليستمر حياً، جرعة اوكسيجين، تُحجب عنه ويصبح في حال الاحتضار. اخشى فيما لو استمر التأخير، بحجة الانهماك بمعالجة ازمة كورونا، وليست الدولة كلها منخرطة في هذه المهمة، ان يحجب المجتمع الدولي والدول الداعمة للبنان عنه، حتى المساعدات الطبية، ما دامت تفقد الثقة بالحكومة التي لم تقدم حتى الساعة على اي من الاصلاحات المطلوبة ولم تضع الخطة المالية الاقتصادية الانقاذية، وهي تستنفد فترة السماح لتغرق البلاد في فجوة سيصعب الخروج منها. 

لبنانيو الخارج: في الاثناء، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس مجلس الوزراء في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وناقش الطرفان موضوع المغتربين اللبنانيين لا سيما المتواجدين في القارة الأفريقية وفي البلدان الأوروبية ومسألة تأمين رجوع من يرغب منهم الى وطنهم بعد تفشي وباء الكورونا في أوروبا وبدء إنتشاره في بعض الدول الأفريقية. وشدد بري على وجوب أن تبادر الحكومة لتأمين كل مستلزمات الرعاية والحماية للبنانيين المغتربين كما المقيمين بكل ما يتصل بأمنهم الصحي والمعيشي والمالي أينما وجدوا وبذل أقصى جهد مستطاع من أجل عودتهم الى وطنهم وبأقصى سرعة ممكنة. وعُلم أن الرئيس حسان دياب كان متعاوناً وسيطلب نصيحة تقنية من اللجنة الوطنية الخاصة بكورونا حول كيفية التعامل مع هذه القضية.

                                                                                                                        ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o