Mar 16, 2020 12:56 PM
خاص

الحكومة في "حرب" مع أزمات صحية- مالية من الاخطر..
وهمُّها الرد على الخصوم؟!

المركزية- التحدي الوجودي الذي تواجهه البلاد والبشرية جمعاء، والذي استدعى اعلان لبنان الرسمي "التعبئة العامة" اثر سلسلة اجتماعات ماراتونية في بعبدا امس، لم يبدّل في "النمط" الذي يتّبعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، في ادارة مجلس الوزراء، ولا في النهج الذي يسيران عليه منذ انطلاق عمل الحكومة الجديدة. فحتى في جلسة تناقش قضية مصيرية على هذا الحجم من الخطورة، وجدا متّسعا من الوقت للرد على خصومهما السياسيين، ومحاولة تلميع صورة الحكومة!

الرئيس عون قال "أمام صحة كل مواطن تسقط الاعتبارات السياسية الضيقة كافة. ليس الوقت مطلقًا لتسجيل نقاط وتبادل الاتهامات، كما أنّه ليس الأوان للاستثمار السياسي ايّاً كان. فهذا الوباء لا يميّز بين موالٍ او معارض. انها ساعة التضامن" (...) اما دياب فأكد ان "لبنان تمكن من احتواء الموجة الاولى من فيروس كورونا، من دون ضجيج، لأننا نقوم بواجبنا، بينما كنا نتعرض لسهام الانتقاد بسبب اجراءاتنا التي قضت بتعطيل المدارس والجامعات، مع أننا كنا نسبق العالم بتدابيرنا، ونسبق الفيروس بخطوات. وعندما تبيّنت صحّة ما قمنا به، ارتفعت وتيرة المزايدات التي وضعت الاستثمار السياسي أولوية على صحّة الناس." واذ دعا الرئيس دياب الى التضامن والالتفاف حول الدولة لإنقاذ اللبنانيين، شدد على "ان الإجراءات والتدابير التي نتّخذها لحماية اللبنانيين، هي المستوى الأعلى الذي يمكننا اعتماده دستورياً، ولم يسبق في تاريخ لبنان أن تم وضعها قيد التنفيذ، ولا معنى لكل كلام خارج هذا السياق".

هذه المواقف لا تشجّع، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". فهي تدل على ان الفريق الحاكم منهمك بأمور كثيرة، لا تهمّ المواطنين في الواقع، كـ"التمريك" على الخصوم واضافة الانجازات الى سجلّاتهم الخاصة، وتؤكد ان اهل الحكم يعيرون اهتماما للضجيج الكثير المُثار من حولهم، بينما هم في "حرب" ضروس مع ازمات صحية اقتصادية مالية معيشية، من الاخطر، تفترض منهم تركيزا قويا على الهدف فقط لا غير، والنظر الى الأمام من دون الالتفات يمينا ويسارا، لايصال السفينة الى برّ الامان بأقل الاضرار. حتى اللحظة، لم يظهر المسؤولون على قدر المسؤولية، تتابع المصادر. ففي كل جلسة وزارية، يطل الرئيس دياب منتقدا جهات "مجهولة"، ومحملا اياها ليس فقط مسؤولية ايصال الوضع المالي الى ما هو عليه اليوم، بل ايضا، ملقيا عليها اللوم في عدم نجاح الحكومة حتى الساعة في الفوز بثقة المجتمع الدولي العربي والغربي. لكن بحسب المصادر، على الحكومة القيام بواجبها بدلا من التلهي بالسجالات، وعليها اظهار الخطط الجدية والشروع في تطبيقها اليوم قبل الغد (لانها حرقت ما يكفي من الوقت)، وعندها يصبح مسموحا لرئيسها ان يشكو من حملة ممنهجة ومتعمّدة لتشويه صورته وحكومته.

لكن حتى اللحظة وبكل موضوعية، تتابع المصادر، الحكومة مقصّرة: على الصعيد الاقتصادي-المالي، خريطة الطريق الانقاذية في عالم الغيب وتحتاج اسابيع بعد لتنضج. وعلى الصعيد الصحي، قرار التعبئة العامة أتى متأخرا، من حيث وقف الرحلات الى البلدان الموبوءة ومن حيث فرض الاقفال التام. تأخر اقله 5 أيام.  فما الذي تغيّر بين اجتماع لجنة الطوارئ الاربعاء الماضي، وامس الاحد؟ هل كانت الحكومة تنتظر ضوءا اخضر تأمّن ليل الجمعة و واتاح اعلان التعبئة امس؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o