Feb 28, 2020 2:57 PM
خاص

باريس تستقبل حتي "الصديق" لكنها تتحفظ علـــــى الدعم والمساعدة
قلق فرنسي من مسار "اليوروبوند" غير المطمئن في دولة "الفالج ما تعالج"

 

المركزية- في انتظار انقشاع الضبابية التي تغلّف قضية توجيه او عدم توجيه فرنسا دعوة لرئيس الحكومة حسان دياب لزيارتها كما تردد اعلاميا، وهو ما رفض الاجابة عليه سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه اثر خروجه من زيارة صباحية لرئيس الحكومة في السراي مكتفيا بالقول "لا تعليق"، تبدو فرنسا الدولة الوحيدة حتى الساعة من خارج محور الممانعة المهتمة بلبنان وازمته، ساعية لانتشاله من "المصيبة- الكارثة" التي اوقعه فيها من يُفترض انهم مسؤولون عن ادارته وتقدمه وازدهاره.

ففي حين بات لبنان في حجر سياسي وشبه عزلة دولية،لا يزوره مسؤول رفيع ولا يقصده وزير او رئيس حكومة او دولة كانت تضج بهم الساحة اللبنانية منذ سنوات، ولا توجه الى مسؤوليه الرسميين دعوات لزيارة الدول الشقيقة او الصديقة، تقف باريس على خاطره، مقدمة دعما يقتصر حتى الساعة على المعنوي من خلال بعض المواقف التي يطلقها سفيرها في لبنان، وقد فتحت ابوابها اليوم لوزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الذي يعقد في العاصمة الفرنسية مروحة لقاءات واسعة مع المسؤولين البرلمانيين والحكوميين سعيا لشرح وجهة نظر حكومته من الازمة وخطتها للاصلاح والانقاذ، على امل ان تحدث تغييرا في الموقف الاوروبي والغربي المتصلب والذي يفرض شروطا قاسية للافراج عن مساعداته ودعمه  الموعودين من خلال المؤتمرات المتتالية التي عقدت من اجل لبنان.

واذا كان حتي سيوظف صداقاته الفرنسية في مجال بلوغ هدفه الوطني، فإن ذلك لا يعني ان "الام الحنون" قادرة على الانتقال من الدعم المعنوي الى المادي منفردة، كما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فبعدما "بُح صوت" دبلوماسييها ومسؤوليها السياسيين لكثرة ما ناشدوا نظراءهم اللبنانيين منذ اعوام وقف الهدر والفساد اللذين لم تمر مقررات مؤتمر من مؤتمرات الدعم التي عقدت في باريس الا وتضمنت بندا في هذا الخصوص، الى جانب الدعوات المتكررة الى تنفيذ الاصلاحات، لا بد انها اصيبت بالاحباط وفقدت الامل لتنضم الى الموقف الغربي عموما ولا سيما ذاك الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية، بأن لبنان بطاقمه السياسي هذا بات دولة "فالج ما تعالج"، وما الاحجام الفرنسي عن زيارة اي مسؤول لبيروت بعدما كان يعتزم الرئيس ايمانويل ماكرون القدوم اليه كما وزير خارجيته جان ايف لو دريان الا الدليل الى الجو الحقيقي السائد في الاليزيه والكي دورسيه.

وعلى قاعدة "ايد وحدة ما بتزقف"، تعرب المصادر عن اعتقادها بأن زيارة الوزير حتي المشهود لمناقبيته وادائه المميزين في المجال الدبلوماسي، لن تُحدث الخرق المرجو اذا لم تقترن بخطوات عملية من الحكومة تعيد نقطة الى بحر الثقة المفقودة بالمنظومة السياسية والطاقم الحاكم المتلكئ عن اي اصلاح جدي حتى اللحظة رغم كل التحذيرات الدولية. وتشير في السياق الى ان طريقة تعاطي لبنان مع استحقاق اليوروبوند لم تنزل بردا وسلاما على قلوب الفرنسيين الذين يستغربون فرض فريق سياسي قراره على الحكومة ومنعها من التقاط خشبة الخلاص الوحيدة المتاحة امام لبنان لانقاذ نفسه من الغرق، معتبرة ان من غير الجائز بناء الموقف من صندوق النقد الدولي نسبة لما فعله في دول اخرى. فلكل دولة ازمتها وتجربتها الخاصة والتعميم غير صحيح في هذا المجال.

وترى المصادر ان فرنسا كما سائر الدول الاوروبية والغربية والعربية غير مرتاحة الى مسار واداء الحكم حتى الساعة من تشكيل الحكومة الى بيانها الوزاري الى عدم توقيع الرئيس ميشال عون على الموازنة لانها لا تتضمن قطع الحساب، وتعتبره لا يستجيب الى مستلزمات المرحلة والوصفة الدولية لانقاذ لبنان المتضمنة كل الحلول اللازمة. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o