Feb 27, 2020 2:12 PM
خاص

بانحيازه نفطياً للتيار وباسيل..رئيس الجمهورية يفقد موقعه الوسطي
موقف عون قدّم هدية لحزب الله في زمن ضرورة إثبات الدولة تمايزها عنه!

المركزية- في 3 تشرين الثاني الماضي، اي بعد أكثر من أسبوعين على انطلاق ثورة 17 تشرين الاول، اختار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يطلّ على الشعب اللبناني الثائر ليخاطبه "مباشرة" للمرة الاولى. الا ان كلمته المقتضبة آنذاك، شاء ان تكون خلال تظاهرة نظّمها التيار الوطني الحر، على طريق القصر. صحيح قال الرئيس حينها "أنا أحبكم "كلكن يعني كلكن"، داعيا الى توحيد الساحات والجهود لمكافحة الفساد، الا ان كلامه هذا لم يحل يومها، دون التصويب الشعبي والسياسي، على انحياز عون لتياره، بعد ان كان يردد لسنوات أنه "بيّ الكل".

الخطأ عينه وقع فيه رئيس الجمهورية أمس، وفق ما تقول مصادر معارضة لـ"المركزية".

ففي معرض زفّه الى اللبنانيين بشرى البدء بالتنقيب عن النفط، بدا عون يجيّر هذا الانجاز – وهو إنجاز مع وقف التنفيذ الى حين التثبت من حقيقة وجود نفط وغاز في مياهنا – لصالح حزبه عموما ورئيسه خصوصا، النائب جبران باسيل، اذ قال "كنت على يقين، منذ عودتي الى لبنان بعد سنوات المنفى، في العام 2005، ان هذا الحلم لكثير من المخلصين يجب ان يتحقق. وكان التزامنا من خلال تكتل "التغيير والاصلاح" النيابي الذي ترأسته لسنوات، والوزارات التي تولينا تحمل مسؤولياتها ولا سيما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير جبران باسيل والذين تعاقبوا من بعده، ان نعمل ليل نهار، ومن دون هوادة، من أجل تحقيق هذا الحلم الذي سأطلقه يوم غد بكل اعتزاز". كما لم يفت رئيس الجمهورية التصويب على خصوم فريقه السياسي الجدد، حلفائه الاقرب حتى الامس القريب، حيث اشار الى ان "هذا الحدث كان من المفترض ان ينطلق في العام 2013، لكن صعوبات داخلية وسياسية حالت دون ذلك".

هذه المواقف، ترى المصادر المعارضة الحريصةُ على دور الرئيس وصورته، ابعدته تماما من الموقع الوسطي الجامع الحاضن لكل مكونات البلاد الذي يفترض ان يقف فيه، على مسافة واحدة من الجميع، لتضعه في خندق التيار الوطني الضيّق، وفي صف 8 آذار الاوسع.

وهنا، ومع انها لا تنكر فضل باسيل الكبير في إدخال لبنان الى نادي الدول النفطية، تسأل المصادر عن "الحكمة" في ذكره بالشخصي في هذا التوقيت الدقيق من عمر البلاد، حيث بات اسمه يشكل استفزازا لشريحة واسعة من اللبنانيين، قبل ان تلفت الى ان الرئيس عون قدّم أيضا هدية كبيرة لـ"حزب الله". ففي زمن تشديد طوق العقوبات حول عنق الاخير، وضرورة إثبات الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى رأسها الحكومة، عدم خضوعها للضاحية، قال الرئيس عون "سنحميها (الثروة النفطية) بما أوتينا من صلابة ومنعة وقوة. فلا تفريط بها. وكما دافعنا وندافع عن حقنا المشروع في كل شبر من ترابنا الغالي، سندافع بالشراسة عينها عن حقنا في كل نقطة مياه من مياهنا الاقليمية التي تحمل ثروات نفطنا وغازنا". وعليه، تسأل المصادر "لو حسم رئيس الجمهورية الصورة أكثر على هذه الضفة وقال مثلا ان "هذه الثروة سيحميها جيشنا الوطني بكل قواه والتضحيات اللازمة"، ألم يكن لموقفٍ كهذا وقعٌ ايجابي قوي في العواصم الكبرى، أكثر من ترك مسألة الدفاع عن النفط، "مبهمة"؟

وفي عود على بدء، تذكّر المصادر ان كلمة الرئيس عون في احتفال التيار الوطني الحر، أتى الجواب الشعبي عليها عصر اليوم عينه، حين توافد مئات الآلاف الى ساحة الشهداء، متمسكين بشعار "كلن يعني كلن"، رافضين تحدّيهم او استفزازهم. وتحذر المصادر من ان يعطي الاداء نفسه، النتائج نفسها في الشارع اليوم، خاصة في ظل اشتداد وطأة الظروف المعيشية واحجام الحكومة الجديدة عن اتخاذ ولو خطوة واحدة، تعكس نيتها الاصلاح والمحاسبة...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o