Feb 27, 2020 1:26 PM
اقتصاد

رئيسا الجمهورية والحكومة يجولان في باخرة استكشاف النفط
عـــون: يـوم تاريخــي وبدايــة تحقيـق الحلـــم
دياب: مستقبل جديد للبنان ليعود صلة وصل بين الشرق والعالم
نصـر: تقارير الحفر ستصل يومياً والبدء بالبلوك ٩ خلال سنة

المركزية- أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم أعمال باخرة التنقيب عن النفط tungsten explorer  في البلوك رقم ٤، وذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر، ورئيس منطقة الشرق الاوسط وافريقيا لشركة Total ستيفان ميشال، والمدير العام لشركة  Novatek لبنان سلافا ميشين، ومدير قطاع الاستكشاف في شركة Eni أندريا كوزي، ورئيس هيئة إدارة قطاع النفط وليد نصر، وعدد من مسؤولي الشركات الأجنبية الثلاث.

وأعلن الرئيس عون انه "يوم تاريخي وسعيد للبنان، وبداية تحقيق الحلم الذي عملنا من أجل تحويله إلى واقع.

بدوره، اعتبر الرئيس دياب ان هذه الخطوة تشكّل أملاً في تجاوز لبنان الأزمة الاقتصادية و"أننا نحفر اليوم مستقبل لبنان الجديد الذي نريده أن يعود مزدهراً ويطوي صفحات الإحباط".

وقائع الوصول: وكان الرئيس عون وصل الى سطح الباخرة في الحادية عشرة والربع على متن طوافة خاصة تابعة لشركة "توتال"، حيث جال مع الرئيس دياب والوزير غجر والمسؤولين من الشركات الأجنبية الثلاث في أرجاء الباخرة. ولدى الوصول الى مقصورة القيادة، تولى المدير العام لشركة توتال- لبنان ريكاردو داري Ricardo Dare  تقديم شرح مفصل عن كيفية عمل الباخرة وعملية التنقيب، مشيراً الى انها "عملية بالغة التعقيد وتصل نسبة دقة أنبوب الحفر الى نحو متر واحد من الموقع الذي يتم تحديده عبر أقمار صناعية من اميركا وروسيا. ولفت الى ان الحفر يجب ان يتخطى اولاً نحو كيلومتر من الملح قبل الوصول الى الموقع المفترض للبئر النفطية. وأشار الى انه تم استقدام نفط خاص لتسيير الباخرة  non sulfur marine gasoil .

واطلع الرئيسان عون ودياب من حجرة القيادة، على الشاطئ اللبناني الذي يبعد نحو ٢٥ كلم، وعلى السفينتين المرافقتين لباخرة التنقيب لتسهيل عملها وتقديم الخدمات اللوجستية.

بعدها، انتقل الجميع الى قاعة الاجتماعات حيث اطلعوا على شرح عام للباخرة قدّمه قبطانها اندي كينيون  Andy Kenyon، وعلى معايير السلامة وطريقة عمل الطاقم.

نصر: ثم تحدث نصر فأكد "اننا بدأنا العمل في العام 2013 واطلقنا الدورة الاولى للتراخيص ثم أعددنا القوانين والمراسيم اللازمة، إلا اننا لم نستطع ان نلزِّم إلا في اول جلسة للحكومة الاولى في عهد فخامة الرئيس عون،  لنعود ونطلق دورة التراخيص من جديد. ولزّمنا البلوكين رقم 4 و9 للكونسورتيوم المؤلف من "توتال" و"ايني" و"نوفاتك". وبدأنا العمل مع هذه الشركات في اول خطة للاستكشاف التي وافقت عليها الهيئة ووزارة الطاقة وتمت كل التحضيرات الادارية والتراخيص والامور اللوجستية حتى تمكنّا من الوصول الى هذا النهار. ان هيئة البترول قامت بكل المهام التي  كان عليها القيام بها وكان هناك تعاون كبير من كل الوزارات والجهات المعنية. ونود ان نشكرهم على ذلك. اليوم نحن في موقع البئر وفوقها مباشرة وسيتم الحفر بعد يومين كي نصل الى 4100 متر من سطح المياه. وسيكون هناك ممثلون عن الهيئة والجيش اللبناني والامن العام والجمارك موجودون على السفينة كي نتابع جميعاً اعمال الحفر بشكل يومي. 

أضاف: كما ان شركة "توتال" ستقدم تقريراً يومياً الى هيئة البترول عن عملية الحفر وكيفية إتمامها ونتائجها. ونحن بالطبع سنبلغ الوزير الذي سيبلغكم بدوره بكل النتائج يومياً، على امل ان تكون النتيجة جيدة.

وأضاف: كما تعلمون أجرينا مسحاً جيولوجياً كاملاً لكل البحر اللبناني، ولكن تأكيد هذا المسح يتم من خلال هذه البئر باعتبارها الاولى. وغرفة الداتا في وزارة الطاقة اصبحت مجهّزة وكاملة بكل الداتا والبرامج، وسنقوم بعملنا في الاشهر المقبلة لمواكبة الشركة في العمل. وان شاء الله تكون النتيجة ايجابية كي نحفر آباراً مستقبلية في البلوك رقم 4، كما اننا نقوم بالتحضيرات نفسها للبلوك رقم 9 وان شاء الله نحفر فيها خلال هذه السنة حيث اننا نقوم حالياً بتحديد موقع البئر واجراء التحضيرات اللوجستية اللازمة.

دياب: ثم تحدث الرئيس دياب فقال: من وسط الظلام الدامس تنفتح اليوم كوّة نور كبيرة فتوسّع دائرة الأمل بتجاوز لبنان الأزمة الاقتصادية الحادة التي تضيق الخناق على الواقع المالي والاجتماعي للبنانيين. انه يوم تاريخي نبدأ فيه الحفر في البحر لتحويل لبنان الى بلد نفطي، لنحفر بالبرّ مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهراً يضج بالحياة كما كان دائماً، ويضخ الأمل في الايام والسنوات المقبلة، وينعش مستقبل الأجيال ويطوي صفحات الاحباط، ويشكل محطة تحول في هوية لبنان الاقتصادية، وينتشر عبر البحر نحو العالم كما فعل الفينيقيون، ويتمدّد في البرّ في عمقه العربي، فيعود لبنان منارة الشرق وصلة الوصل بين العرب والعالم. هذا يوم سيذكره التاريخ وسيكون نقطة تحوّل في كسر نمطية الاقتصاد اللبناني وبناء أعمدة ثابتة لمستقبل الاجيال والبلد. يتطلع اللبنانيون الى هذه المحطة باعتبارها نافذة كبيرة يعبرون منها خارج الاحباط والخوف الى المستقبل .

وختم: هنيئاً للبنان حفنة التراب الاولى التي ستخرج من حفرة الأمل في البحر، لتردم في البرّ حفر الأزمات التي تحبس أنفاس اللبنانيين.

عون: وتحدث الرئيس عون فقال: اني سعيد بوجودي بينكم في هذه المناسبة، ولا شك في ان المجهود الذي بذل في الاستطلاع والكشف عن وجود الموارد الغازية أو البترولية كان مهما جداً، إلا ان الاهم اليوم هو الشركات التي تقوم بالاستخراج والتي هي الاساس. وقد تعاونا جميعاً وعملنا كي نستخرج هذه المواد. من هنا، اليوم هو يوم سعيد لنا ولكل اللبنانيين. ونأمل ان يتحقق هذا الحلم الذي حلمنا به وعملنا على تحقيقه. اليوم تاريخي، فبداية اي مشروع كبير تعتبر بداية تاريخية.

وشكر رئيس الجمهورية شركات "توتال" و"ايني" و"نوفاتك" على جهودها، متمنياً ان  يكون هناك تعاون معها في مجالات اخرى في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.

إلى غرفة القيادة: ثم انتقل الرئيس عون والرئيس دياب والوزير غجر والوفد الى غرفة القيادة الخاصة بعملية الحفر، حيث ضغط رئيس الجمهورية، والى جانبه الرئيس دياب، على زر التحكم بعملية الحفر إيذاناً ببدء أعمال الباخرة بشكل رسمي.

والتقطت بعدها الصوّر التذكارية قبل ان يغادر الرئيس عون والرئيس دياب الباخرة.

نبذة عن الباخرة: تم تصنيع باخرة التنقيب tungsten explorer عام ٢٠١٣، وهي تحمل علم Bahamas وتتسع لنحو ٢٠٠ شخص. الباخرة مملوكة من شركة Vantage Drilling الأميركية ومقرّها هيوستن، استأجرتها شركة "توتال" للقيام بأعمال الحفر، كما استخدمت مجموعة من اللبنانيين للمشاركة في تنفيذ هذه الأعمال.

يبلغ طول الباخرة ٢٣٨ متراً، وعرضها ٤٢متراً، ووزنها الاجمالي ٦٨٤٨٦ طنا، ويمكنها ان تحفر حتى عمق يصل الى ١٢ ألف متر.

تولّت الباخرة أعمال حفر في مختلف الدول، وكانت في الكونغو قبل ان تنتقل الى مصر ومنها الى لبنان حيث ستمكث نحو شهرين قبل أن تنتقل الى قبرص.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o