Feb 26, 2020 4:30 PM
تحليل سياسي

عشية عقوبات اميركية جديدة عليه.. "سطوة" حزب الله على الحكومة تشتد!
بعبدا تبشّر اللبنانيين "نفطيا" مساء.. و"اليوروبوند" مدار بحث في عين التينة
ريتشارد: نظامكم لا يعمل وفرصة تاريخية لتغييره.. ودياب الى الخليج قريبا؟!

المركزية- بينما تتعاظم التحديات امام حكومة حسان دياب، ماليا واقتصاديا وسياسيا وصحيا، برزت في الساعات الماضية مؤشرات "مقلقة" تدل على تعاظم سطوة حزب الله على قرارها، يُخشى ان تقلّل حظوظ نجاحها في المهمة الانقاذية الملقاة على عاتقها. فإلى إحجام مجلس الوزراء أمس عن اتخاذ قرار "صارم" في شأن حركة "الملاحة" الى ايران كدولة موبوءة بفيروس كورونا، على وقع انتقال رئيسه قلبا وقالبا، الى صفوف 8 آذار متبنيا أدبياته السياسية فاتحا النار، وإن بالمواربة، على "الحريرية السياسية"... رسم حزب الله للحكومة ودياب معا، هوامش محددة، يمكن لهما "التحرك" ضمنها، حاسما الموقف في مسألة التعاون مع صندوق النقد الدولي، ومبلغا اياهما: "لا ذهاب نحو "برنامج" معه، بل استشارة فقط"، وانتهى. كل ذلك، في وقت تستعد الولايات المتحدة لاصدار رزمة عقوبات جديدة على حزب الله، خلال ساعات قليلة.

قرار وطني: وفي انتظار معرفة موقف دياب من "فتوى" الحزب، وما اذا كان سيتبناها وسط غياب اي خريطة اصلاحية حكومية واضحة حتى الساعة، يقترب استحقاق سندات اليوروبوند في 9 آذار المقبل. وفي السياق، اعتبر  رئيس مجلس النواب نبيه بري- الذي التقى اليوم في عين التينة وزيرَ المال غازي وزني ورئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان- ان "القرار الذي ينبغي اتخاذه بشأن استحقاقات اليوروبوند يجب أن يكون قرارًا وطنيًا غير خاضع للمزايدات والتباينات. وأكّد في لقاء الاربعاء ان "أقدس المقدسات ودائع الناس وتعبهم وجنى عمرهم". اما كنعان، فأكّد أنّ "اليوروبند والمالية العامة لا يمكن أن يسيرا على وقع الاشتباك السياسي"، لافتًا إلى أنّ "المطلوب التفكير وطنيًا في الحل الانسب في ضوء ما نعيشه". وقال "ندعم الحكومة في ملف التفاوض حول استحقاقات لبنان المالية ولا يجب ان يتحدث أحد عن اي قرار قبل انجاز التفاوض".

مصلحة لبنان : على اي حال، بات مرجحا ان لبنان سيتخلف عن سداد ديونه وسيطلب اعادة جدولتها، علما انه تأخّر في اطلاق هذا المسار. ونقلت مصادر مقرّبة من وزني لـ"المركزية" عنه اهتمامه بالمصلحة اللبنانية في ما خص استحقاق سندات الـ"يوروبوند"، انطلاقاً من أن التخلف عن الدفع من دون تفاهم سيؤدي إلى كارثة، مشيرة الى انه يعمل جاهداً لما فيه مصلحة لبنان وشعبه.

الحزب والصندوق: من جانبها، أفادت اوساط مقرّبة من حزب الله "المركزية "ان مهمة وفد صندوق النقد محصورة بخطين: الاول تقديم المشورة في شأن استحقاق اليوروبوند وكيفية التعامل معه والثاني وضع الجهات الدولية ممثلة بالصندوق في صورة القرار الذي بات محسوماً بعدم الدفع وإعادة جدولة الدَين". واكدت "ان اي شيء اخر مرفوض، لان تجربة الصندوق مع دول عديدة مريرة ولديه تاريخ اسود في التسبّب بإنهيار دول عدة". ولم تستبعد الاوساط وجود اياد اميركية خفية وراء "الشروط القاسية" التي سيفرضها صندوق النقد على لبنان باعتباره احدى ادوات الاستكبار الاميركي للسيطرة على الدول"، مؤكدةً "ان الاميركي وراء كل مصائبنا ويأتي اليوم عبر صندوق النقد لوضع البلد تحت سيطرته من خلال فرض شروط اقتصادية منها الخصخصة".

التنقيب: ووسط هذه الاجواء الضاغطة معيشيا وماليا، يبني العهد آمالا كبيرة على استخراج النفط كمدخل لحل أزمات لبنان. وفي هذا الاطار، يوجّه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، عند الثامنة من مساء اليوم، رسالة الى اللبنانيين، أفيد انها تأتي ليزف اليهم بشرى البدء رسميّاً بالتنقيب عن النفط عبر حفر البئر رقم 4 قبالة شاطئ كسروان- جبيل، خلال الساعات القليلة المقبلة. وكان الرئيس عون استقبل اليوم وزير الطاقة والمياه ريمون غجر ورئيس هيئة ادارة قطاع البترول وليد نصر، مع وفد من مسؤولي شركة " توتال" التي تتولى الحفر يرأسه رئيس الشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا ستيفان ميشال. واطلع الوفد الفرنسي الرئيس عون على الترتيبات المتخذة لبدء اعمال حفر البئر خلال ساعات والاجراءات المتخذة لذلك. وشكر الوفد التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية للبدء بالحفر والذي سوف يستمر نحو شهرين. واكد ميشال ان مشاركة "توتال" في هذا العمل المهم بالنسبة الى لبنان يؤكد على عمق العلاقات اللبنانية- الفرنسية. وشكر الرئيس عون الوفد على مساهمته في تحقيق حلم اللبنانيين في استخراج النفط والغاز من ارضهم ومياههم، لافتا الى ان هذا الحدث سوف يؤثر ايجابا على الاقتصاد الوطني ويحد من الانعكاسات السلبية عليه.

اعتمادات البواخر: من جهة ثانية، علمت "المركزية" عن التوصّل في الساعات الأخيرة إلى حلّ جزء من مشكلة اعتمادات البواخر العائدة إلى منشآت النفط بعد التوافق على دفعها إثر اجتماع عقده أمس رئيس الحكومة مع وزير الطاقة والمياه وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وسُمح اليوم بدخول بعض البواخر لتعود الأمور إلى طبيعتها اعتباراً من الغد، في حين بقيت المشكلة عالقة مع الشركات الخاصة التي لم تُفتح اعتماداتها بعد.

ريتشارد والنظام: على صعيد آخر، كانت لسفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد مواقف لافتة في اعقاب زيارتها عون مودّعة لمناسبة انتهاء مهامها الديبلوماسية، حيث رأت أن "لبنان يقف أمام نقطة تحول. في شهر تشرين الاول، خرج المواطنون من جميع الطوائف والمناطق إلى الشوارع للمطالبة بالأفضل من حكومتهم. إنهم على حق. لا يوجد هناك سبب لهذا البلد المبارك بالعديد من النعم، بما في ذلك الموارد البشرية المذهلة، بأن لا يكون لديه في العام 2020 نظاما حديثا لإدارة النفايات، وكهرباء للجميع لأربع وعشرين ساعة سبعة أيام في الاسبوع، وكذلك قوة مسلحة واحدة تحت سيطرة الدولة واقتصاد متنام"، مضيفة "هذا هو الوقت المناسب لجميع المواطنين اللبنانيين لمعالجة قضايا الحكم والاقتصاد بشكل مباشر. يجب اتخاذ قرارات صعبة، وسوف يتحمل الجميع بعض العبء. إنني أعتقد أن الجميع يدرك أن النظام، في العقود القليلة الماضية، لم يكن يعمل وبالتالي هذه فرصة تاريخية للشعب اللبناني لقلب الصفحة. إنها فرصة لرسم مسار جديد يجعل هذا البلد يدرك كامل إمكاناته كعضو حديث ومزدهر في المجتمع الدولي. إن النجاح الذي حققه الكثير من المهاجرين اللبنانيين في بلدان مثل الولايات المتحدة، لدليل على حقيقة أن هذا النجاح ممكن هنا أيضا".

"تفشيل الزيارة": ودائما على خط علاقات لبنان بمحيطه والعالم، وفي وقت صوّب دياب على جهات تحاول تشويه صورة حكومته امام الخارج، أوضحت الاوساط المقربة من حزب الله عينها "ان رئيس الحكومة سيبدأ قريباً جولة عربية وخليجية"، الا انها اسفت في الوقت نفسه "لان هناك من "سبقه" الى الخارج من اجل "تفشيل" الزيارة الخارجية وتشويه صورة الحكومة امام بعض الدول والمجتمع الدولي وإضعاف الثقة بها". ودعت الى "إعطاء الحكومة فرصة للعمل قبل اطلاق النار عليها".

حتي الى باريس: الى ذلك، علمت "المركزية" ان وزير الخارجية ناصيف حتي  الذي يغادر فجر الجمعة الى باريس حيث يلتقي نظيره جان ايف لودريان يلبي دعوة الاتحاد الاوروبي ويحل ضيفا على اجتماع  وزراء الخارجية في بروكسل الشهر المقبل بعدما كان نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس سلمه الدعوة اواخر كانون الثاني الماضي.

ادلب: اقليميا، نقل تلفزيون (سي.إن.إن ترك) عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن الولايات المتحدة لم تقدم بعد دعما لتركيا في منطقة إدلب السورية وإنه سيحتاج إلى التحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول هذه المسألة مرة أخرى. وقال أثناء رحلة العودة من أذربيجان إنه تم إبلاغه بأن واشنطن ليس لديها أي أنظمة دفاعية من طراز باتريوت لتزويد أنقرة بها في الوقت الحالي. وأضاف أن قمته المقترحة مع زعماء ألمانيا وروسيا وفرنسا الأسبوع المقبل "غير مؤكدة" لكن من المرجح أن يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول في الخامس من آذار لبحث الوضع في إدلب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o