Feb 24, 2020 3:21 PM
خاص

لبنان يفقد دوره التاريخي في المنطقة: هل يتغير نظامه؟

المركزية- لا خلاف ان ما قبل انتفاضة 17 تشرين الاول ليس كما بعده وان ما قبل سقوط التسوية الرئاسية بين "سيبتي" العهد "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"-وهي من "مخلّفات" الانتفاضة، ليس كما بعدها، لاسيما لجهة اختلال موازين القوى بين اطراف سياسية بات جزء كبير منها خارج السلطة.

ومع دخول الثوّار في مختلف المناطق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مروراً ببيروت وجبل لبنان وصولاً الى البقاع، حلبة اللعبة السياسية وتحوّلهم رقماً صعباً لا يمكن تخطّيه او اجراء حسابات سياسية بمعزل عنه، تكثر التحليلات والتساؤلات في الكواليس حول ماهية المرحلة المقبلة والطريق التي ستسلكها السلطة بعد إنفراط عقد التسويات بين اهلها وفرض الانتفاضة نفسها لاعباً اساسياً في المعادلة الجديدة؟ واستطراداً هل خروج الحريرية السياسية من السلطة ودخول رئيس حكومة جديد الى نادي الرؤساء من خارج عباءتها لاوّل مرّة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يُعتبر بداية سقوط لاتّفاق الطائف الذي تُشكّل الحريرية السياسية احدى ركائزه الاساسية الى جانب ركائز اخرى تُمثّل شخصيات لها وزنها الوطني والطائفي داخل بيئتها؟ ما يعني اننا على عتبة تغيير النظام السياسي القائم منذ مطلع التسعينيات وحتى اليوم؟  

تقول اوساط سياسية في المعارضة لـ"المركزية" ان فشل اللبنانيين في الاتّفاق على بديل من الرئيس امين الجميل في العام 1988 وانتخاب رئيس جمهورية خلف ادى الى تكليف قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون مهمة إدارة البلد وتأمين اجراء انتخابات رئاسية خلال فترة زمنية، الا انه ووفق قاعدة لكل زمن ظروفه واحواله لم تجرِ انتخابات رئاسية بالشكل القانوني والدستوري المطلوب وتولّى العماد عون رئاسة حكومة عسكرية مؤلّفة من ستة وزراء (إنسحب منهم لاحقاً الثلاثة المسلمون) لكن بصلاحيات رئاسية فحصل ما حصل في تلك الفترة، حيث وقعت حرب الالغاء ثم تلتها حرب التحرير ضد القوات السورية فكان بنتيجتهما ولادة الجمهورية الثانية ودستورها الطائف القائم على المناصفة في الحكم بين المسيحيين والمسلمين ووقف العدّ، بعد ان خسر المسيحيون "امتياز" الصلاحيات الواسعة التي كانوا يتمتعون بها لتنتقل الى مجلس الوزراء مجتمعاً.  

الغاية من هذا السرد التاريخي لحقبة شهدت صراعاً سياسياً وعسكرياً حاداً نجح اتفاق الطائف في إخماد ناره ليس للبكاء على اطلال صلاحيات لم تمارس الا إنسجاماً مع العُرف الذي كرّسه الميثاق الوطني في العام 1943، وانما لاستخلاص العِبر منها وعدم تكرار اخطائها في المرحلة التي يعيشها البلد حالياً. تقول الاوساط، مبدية خشيتها من ان تؤدي ممارسات بعض من يمسكون زمام السلطة الان الى تغيير المعادلة التي كرسّها الطائف اي المناصفة في الحكم (6 و6 مكرر) الى المثالثة اي ثلث للمسيحيين (موارنة وروم واقليات) وثلثان للسنّة والشيعة مع قيام كونفدرالية طوائف في اطار اللامركزية الادارية الموسّعة وهو ما ورد في شكل غير مباشر خلال مداخلات بعض ممثلي هذه القوى في المجلس النيابي اثناء جلسة الثقة بالحكومة الجديدة".

وبنت الاوساط خشيتها هذه على جملة استحقاقات ومناسبات "غرّبت" لبنان عن دوره كنقطة تواصل بين دول المنطقة على الصعد كافة، وتحوّل علاقته بالمملكة العربية السعودية الراعي الاساسي لاتّفاق الطائف".

واسفت الاوساط "لان لبنان يفقد تدريجياً دوره المتميّز في المنطقة بسبب التحاقه بمحور "معاد" لاشقائه العرب، وهو يدفع ثمن ذلك ضريبة عالية. فلم يعد مصرف العرب او مستشفاهم، ولا مركزاً لصحافة العرب، وذلك بعدما التحق بالمحور الايراني، في حين ان مهمة لبنان ودوره في ان يكون على الحياد ويلعب دور التوفيقي بين العرب على قاعدة "مع العرب اذا اتّفقوا وعلى الحياد اذا اختلفوا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o